بادرت المدرسة العربية التكنولوجية في حيفا(ثانوية شيزاف) إلى تنظيم سلسلة من المحاضرات التاريخية الخاصة حول أحداث غزة أو ما يعرف الحرب على غزة. وأشار الأستاذ رائف عمري مدير المدرسة في معرض افتتاحه هذه السلسلة بأنه لا يجوز لطالب في مدرستنا أن يحضر إلى دوامه اليومي دون أن يكون مزودا بالمعرفة الأساسية عما جرى ويجري في غزة، فالحدث كبير جدا وله تبعات عميقة، وعلى كافة المربين والمعلمين والأهل السعي بجدية نحو تعميق المعرفة والوعي. ونوه إلى أن المدرسة لا توفر مناسبة إلا وتعرضها أمام الطلاب ليكونوا من السبّاقين إلى نهل المعرفة من مصادرها وجذورها. وأشارت الأستاذة نهاد جريس المسؤولة عن التربية اللامنهجية في المدرسة إلى أهمية تزامن هذه السلسلة مع الأحداث بكافة مركباتها وتوجهاتها السياسية. وطلاب المدرسة ليسوا بعيدين عن الحدث والتفاعل معه عاطفيا وفكريا ومعرفيا. وأن الطلاب هم عماد المستقبل ولذا رأت إدارة المدرسة أن تبادر حالا وسريعا إلى تنظيم مثل هذه الفعالية. ودعت إدارة المدرسة الدكتور جوني منصور وهو مؤرخ وباحث في مجالي التاريخ والسياسة ليتولى مشروع هذه السلسلة ذات الصلة المباشرة بغزة وبتطور تاريخ الصراع الصهيوني ـ العربي ثم الاسرائيلي/العربي ـ الفلسطيني.
وقدم د. منصور عرضا ضوئيا استعرض من خلال خلفيات وظروف الصراع منذ المؤتمر الصهيوني الأول في نهاية القرن التاسع عشر وحتى حصار غزة والحرب عليها. ثم أفسح المجال أمام طلاب المدرسة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم ومداخلاتهم، حيث كانت مبنية على معرفة جيدة واطلاع مقبول وتوجه ايجابي نحو مزيد من التعرف على قضية الصراع المشار إليها أعلاه. وأظهر طلاب المدرسة الذين شاركوا في هذه السلسة استعدادا جيدا للعمل الذاتي والجماعي على دراسة جدية ومعمقة للموضوع. ومن جهته قال د. منصور" إن المدرسة العربية التكنولوجية كانت السبّاقة والطلائعية في طرح موضوع الحرب على غزة بصورة شفافة وواضحة، دون تلعثم وتلكؤ". واختتمت الأستاذة نهاد جريس اللقاء الأخير من هذه السلسلة بقولها إن الطلاب الذين شاركوا فيها كسبوا معرفة موضوعية بعيدا عن إثارات وتغريضات الإعلام المجنّد، وعبروا عن آرائهم بجدية بعد أن تعرفوا على المحطّات التاريخية الخاصة بالقضية.