تتسابق المقاهي والمطاعم في الأراضي الفلسطينية لتقديم أفضل وأفخم أنواع النرجيلة بأشكال متنوعة ونكهات مختلفة سعيا لاجتذاب الزبائن ومدمني النرجيلة أو هواتها.
وبحسب استطلاع بسيط، تبين أن كثيرين يعتمدون التوجه إلى المقاهي للتمتع بتدخين النرجيلة وذلك كونها تتمتز بتوفر العديد من النكهات والأطعمة المختلفة التي نادرا ما تتوفر في الأسواق.
وتنتشر العديد من أنواع النراجيل في الأراضي الفلسطينية فمنها الشامية وهي الأجمل والأفخر بحسب الكثيرين وكذلك محلية الصنع ومنها الصينية، فيما تنتشر أنواع المعسل بمختلف أشكاله وألوانه ونكهاته.
وتقدم المقاهي العديد من الأصناف وتفتخر بجودة النراجيل ومصنعيتها كما تتسابق بحسب مقدمي هذه الخدمة إلى توفير أفخر أنواع المعسل بنكهات متنوعة تلبي احتياجات الزبائن ورغباتهم.
ويمارس عديد من الفلسطينيين تدخين النرجيلة في مقاهي فيما يفضل قليل منهم أن تكون النرجيلة في البيت ليتم تجهيزها وفق الأهواء الشخصية.
جمال النرجيلة في السهرات الجماعية
ويرى الكثير من الشباب والصبايا أن متعة النرجيلة وجمالها يكون عادة في التجمعات والسهرات الشبابية حيث ينتشر الشباب في مجموعات صغيرة وأخرى كبيرة للتسامر والتحاور فيما تكون النرجيلة أمام كل واحد فيهم.
وفي هذا الإطار لم يجد الشاب بكر دراغمة، بدا من نفث دخان النرجيلة في الهواء على دفعات متقطعة قبل أن يؤكد أن للنرجيلة متعة استثنائية حيث يقضيها خلال سهرة شبابية.
واضاف ان أفضل طعم الفواكه أو الكوكتيل الذي يسمى "الكيف" عندما أطلب الشيشة، مؤكدا أنه يتوجه إلى المقاهي سعيا لتدخين الشيشة لأن جمال النرجيلة برأيه في اللمة الشبابية".
وأكد دراغمة، أنه لا يستخدم النرجيلة في المنزل، ويفضلها في المقهى، منوها إلى أن النرجيلة تنتشر في أوساط الشباب بشكل واسع، وتنتشر في السهرات الصيفية سواء أكانت في المقاهي أو في المتنزهات.
وحول أبرز ابتكارات النرجيلة أكد دراغمة، أنها شهدت تطورا في الآونة الأخيرة أبرزها انتشار نرجيلة "فيفي عبده" السورية التي تمتاز بالحركة الدائرية والمنظر الجميل خاصة وأنها تتمتع بإضاءة خلابة.
وأكد أن بعض الطقوس الشبابية تخرج عن المألوف في استخدام النرجيلة، وذلك حينما يلجؤون إلى طحن بعض حبوب الأسبرين أو البندول مع المعسل حيث تتصاعد صيحاتهم وصهصهاتهم ويضربون أسداس بأخماس.
وأشار دراغمة، إلى أن العديد من الأصناف متوفرة ومتاحة والكثير من النكهات في السوق الفلسطيني، لافتا إلى أن البعض يلجأ إلى وضع المعسل في بعض أنواع الفاكهة كالتفاح والليمون والأناناس.
ونوه إلى أنه يفضل استخدام الفحم العادي كونه أفضل من الفحم الحجري، مبينا أن السهرة أو اللمة الشبابية تمتد أحيانا عدة ساعات يتم خلالها تبديل النرجيلة عدة مرات.
النراجيل الشامية هي الأفضل
بدوره، قال الشاب بدر المصري، الذي يشغل مهمة معلم النراجيل في قصر الجابي في نابلس، في حديث معه: "إن أشكال النراجيل في الأراضي الفلسطينية متعددة ومنها الشامية والمحلية والصينية، ومنها المصنوعة من النحاس ومنها ما صنع من الستانلس ستيل فيما يعد النحاس صفة مشتركة لغالبية النراجيل حيث يكون القالب الداخلي من النحاس لمقاومة الماء".
وأشار المصري إلى أن أفضل الأشكال هي تلك الشامية الخاصة بتدخين التمباك كونها مشغولة يدويا ومطرزة.
ولفت إلى أن تدخين المعسل بأنواعه وأطعمته المختلفة هو السائد والمنتشر بين الجميع خاصة فئة الشباب والصبايا فيما ينتشر التمباك بين كبار السن، موضحا أن النساء وفق تقديراته أكثر ميلا لتدخين النرجيلة من الشباب.
وبحسب المصري فإن ذلك يعود لعدم قدرة المرأة على التدخين في كافة المناطق وعلى مدار الوقت على عكس الرجال، وبالتالي يلجأن إلى تدخين الننرجيلة في تجمعات خاصة أو في منازلهن.
وبين أنه يستخدم نحو اثني عشر نكهة وطعما من نكهات المعسل كما يمكن الحصول على أنواع جديدة بعملية خلط بين هذه الأنواع تبعا لرغبة الزبائن، مؤكدا أن أبرز الأنواع والأطعمة والنكهات المطلوبة هي البطيخ والنعنع، والفراولة والتفاحتين ووالكيف "الكوكتيل" والفرش الذي يحتوي على فواكه طبيعية كالليمون أو التفاح أو البرتقال أو الكريب فروت عوضا عن الرأس الحجري.
وقال المصري: "إنما يميز معسل الفرش أنه يطول أكثر مقارنة مع المعسل الذي يوضع في رأس حجري الذي تزداد حرارته سريعا مقارنة بالفاكهة الطازجة إضافة إلى أن المدخن يحصل على طعم طبيعي للفاكهة".
وذكر أن أجمل الطقوس هي تلك التي تكون مصاحبة للتجمعات الشبابية وتضم الأصدقاء والشباب ويفضلون القاعات المغلقة لرؤية الأدخنة تتصاعد من كل حدب وصوب، كما أن من بين التقليعات التي يطلبها الزبائن وضع الثلج في المياه ليكون نفس التدخين باردا.
وحول أبرز الابتكارات في عالم الشيشة أكد المصري، أن الأبرز هو البدء باستخدام البرابيش الصحية التي تستخدم لمرة واحدة فقط وتتلف بعدها، معتقدا امكانية سن قانون لتطبيق ذلك الزاميا في كافة المقاهي لسلامة الزبائن.
ومن بين الابتكارات الحديثة النرجيلة ذات الرأس الكبير والبربيشين فيما تتوفر في الأسواق نراجيل برأسين وبربيشين إضافة لنراجيل فيفي عبده السورية التي تتميز بحركتها الدائرية وإضاءتها المميزة.
وعن أسباب غياب التحذير مقارنة بالدخان على النراجيل، أشار المصري إلى كون النرجيلة تعد قطعة منزلية تستخدم للزينة أحيانا فيما يكون التحذير عادة على علب المعسل والتمباك، مؤكدا أنه شخصيا لا يمانع استخدام ملصقات تحذيرية على النراجيل نفسها.
وفيما يتعلق بلجوء الشباب إلى أسلوب طحن بعض الحبوب أكد أن هناك بعض الذين يقومون بمثل هذا الإجراء في المجتمع الفلسطيني سعيا للحصول على حالة من فقدان التوازن والإحساس بشعور غريب.
التلفون عليك والنرجيلة علينا
ويبدو أن ما أقدم عليه صاحب أحد المقاهي المختصة بالنراجيل كان اللافت للنظر في الأراضي الفلسطينية، حيث خطى خطوة غير مسبوقة تتمثل بتقديم خدمة "ديلفري" للنراجيل.
وبحسب محمد عطا صاحب مقهى النراجيل الديليفري، فقد قام بتجهيز مركبة معدة جيدا لتوصيل النراجيل إلى المنازل بناء على طلب الزبائن.
وأكد عطا، أنه قام بوضع أرقام المقهى على المركبة سعيا لاجتذاب الزبائن وكتب على الوجه الأمامية للسيارة عبارة "التلفون عليك والنرجيلة علينا" إضافة لوضعه مصباحا أحمر كما المستخدم في سيارات الإسعاف.
ولم يقتصر في تجهيز المركبة عند هذا الحد، بل قام بوضع رفوف داخل المركبة خاصة بالنراجيل، وأعد مكانا خاصا لشواء وتجهيز الفحم مجهز بمدخنة تخرج من سقف المركبة، إضافة لمغسلة بغرض تنظيف النرجيلة بعد استخدامها.
وقال عطا صاحب محل "الباشا" المتخصص بخدمة "ديليفري نراجيل" إلى المنازل في مدينتي رام الله والبيرة في الضفة الغربية: "إن الفكرة باشر بتطبيقها العام الماضي"، لافتا إلى أنها "حققت نجاحا فائقا" ساهمت في دفعه لشراء وتجهيز مركبة خاصة لهذه الخدمة.
ويستخدم العديد من الأصناف والأنواع الخاصة بالمعسل، موضحا أنه يوفر نحو 35 نوعا من المعسل الأردني والمصري والبحريني كما يستخدم نراجيل سورية ومصرية وأخرى صينية.
وحسب محمد، فإن خدمة توصيل النراجيل إلى المنازل والشركات وجدت رواجا كبيرا في رام الله، منوها إلى أن غالبية الزبائن هم من الأجانب والموظفين في وظائف عليا.
وتبعا لعطا، فإن تكلفة الطلب تبلغ 20 شيكل (حوالى ستة دولارات)، في الوقت الذي تصل فيه تكلفة النرجيلة في المقاهي إلى نحو 35 شيكل ما يعادل قرابة عشرة دولارات.
ورغم تميزه وإبداعه وحصوله على جائزة التميز والإبداع لم ينس عطا وضع صور النراجيل على المركبة الخاصة بهذه الخدمة، كما لم ينس صاحب هذا المقهى التحذير من التدخين ومخاطره واضعا عبارة "التدخين يضر بلياقتك البدنية".