مقدّمة:
الخيار ثمر أسطواني مُطاول محدّب الطرفين، أوراقه شبه مثلثيّة كبيرة الحجم، وتٌشكل مظلّةً للثمرة من أشعّة الشمس والعوامل المؤثّرة، وسيقانه قصيرة زغباء، شعرها كثير، يتراوح طول الثمرة من 2.5 سم إلى 90 سم، ولها أجزاء لولبيّة تسمى المحاليق تنتشر عليها، ولها قشر رقيق أخضر اللون في الوضع الطبيعي، وحين اصفرار الثمرة فإنّ طعمها يصبح مريرًا أو حامضًا بعض الأحيان.
موطنه شرق الهند. كان يُزرع بتوسّع منذ حوالي 3000 سنة حيث اتّجه نحو الشرق. عرفه الإغريق، وعرفه الرومان. ذُكرت بعض ثمار الخيار في كتب القرن السادس عشر ميلاديّ الخاصّة بعلم النبات.وذُكر في كتب النبات بأنّه ينمو إلى طول كبير ومُذهل. عُرف الخيار في إنچلترا منذ أمد بعيد، حيث كان معروفًا في زمن الملك إدوارد الثالث، وبعد ذلك أُهمل الخيار وطواه النسيان حتّى حكم هنري الثالث، ولم يُزرع الخيار حتّى أواسط القرن السابع عشر ميلاديّ.
مكوّنات الخيار:
يشكّل الماء أكثر من 95% من وزن الخيار، والباقي يتوزّع على الكربوهيدرات (أقلّ من 3%) والقليل من السكّر والنشا. وفي الخيار أحماض عضويّة، ألياف، ڤيتامينات وأملاح معدنيّة، إضافة إلى بعض الخمائر والزيوت الطيّارة، وهو قليل السعرات الحراريّة.
الفوائد والاستعمالات:
يستعمل الخيار في الطب الشعبي (ثماره، عصيره، قشرته، بذوره وأزهاره). عصير الخيار يستعمل ضد الحر، ضد الالتهابات، يساعد في التخلّص من الحمض البولي. والخيار مادة مدرة للبول وللعصارة الصفراء.أما المشروب المستخرج من بذور الخيار فهو مفيد ضد الحمى وأمراض المسالك البوليّة والجهاز التنفّسي.ويستعمل الخيار في معالجة الحروق، كما يستعمل كمادة تجميليّة (عصيره ومنقوع قشرته ومسحوق الخيار اليابس أو مرهم الخيار) فهو يخلّص البشرة من شوائب كثيرة، وينظّف البشرة من الإفرازات الدهنيّة، يطرّي الجلد وينعشه، ويساعد في إزالة التجاعيد والبثرات عنه.. وكونه قليل السعرات الحراريّة فإنّه يدخل في معظم حميات تخفيف الوزن.
الفوائد الصحيّة:
هو من النباتات الغنيّة بالماء، ويحوي موادّ قلويّة، ويعتبر الخيار من النباتات المدرّة والّتي تمنع تكوّن الحصى، والمليّنة المفيدة للأمعاء، لما تحويه من ألياف. كما أنّ الخيار غنيّ بڤيتامين C، ويحوي على القليل من ڤيتامين A وB، كما يحوي أيضًا أملاح معدنيّة هامّة، ضروريّة لبناء الجسم، مثل: الصوديوم والكالسيوم والفوسفور والمغنيزيوم.
الخيار مفيد جدًا كقناع («ماسك» – Mask) للبشرة، كما تساعد قشوره في تخفيض درجة الحرارة عند استعمالها ككمّادات، ويساعد على تخفيف الاضطرابات العصبيّة. والخيار مدرّ جيّد للبول، لذا يمكن وصفه للأشخاص المصابين بالتهابات المسالك البوليّة، كما يُعدّ مادّة قويّة مليّنة للأمعاء، نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائيّة.هذا ويخفّف الخيار الآلام الناجمة عن الصداع، وينقّي الجسم من الفضلات، ويهدّئ الأعصاب، ويحافظ على صحّة البشرة.
استعمالات وفوائد الخيار الطبيّة:بذور الخيار لها نفس المفعول الخاص ببذر اليقطين، وهي تدرّ البول وتفتّت الرمل والحصى.كما أنّه قاتل للدودة الوحيدة.وقد استعملت البذور في علاج: * الأمراض الراشحة * إلتهابات وأمراض الأمعاء * إلتهابات المجاري البوليّة * تعديل حموضة المعدة. والخيار معالج لبعض الأمراض النفسانيّة واعتلال المزاج، فهو يزيل التوتّر ويسكّن «الثورات» النفسانيّة.. خافض لضغط الدم، خصوصًا ذلك الذي يتعلق بالأسباب النفسانيّة. يعالج أمراض الحساسيّة، خصوصًا حساسيّة الجلد والشري (يُعصر الخيار ويُشرب صباحًا ومساءً مقدار فنجان قهوة، ويُدهن منه بتكرار على الجلد).
يُستعمل زيت الخيار ومشتقّاته في التركيبات التجميليّة، كملطّف، ومبّرد ومطرّي للجلد من كل الامراض التي تهيّج الجلد، وخصوصًا إذا كان السبب من الشمس أو آفات الجلد.ويمزج الخيار في تحضير الصابون الجامد والصابون السائل، والجيلاتين Jelly. ويحضّر عصير الخيار ويمزج بالچليتسرين، ليصبح سائلًا مطرّيًا ومعقّمًا للجلد. كما يستخدم عصير الخيار في عدد من مستحضرات التجميل والعطور.يكافح آلام العينين والرأس، خصوصًا بوضع حلقات رقيقة منه على الجبهة والعينين. يكافح الخيار العطش، وهو خافض للحرارة والحميات. ينشّط الخيار كذلك عمل الكبد ويمنع خفقان وسرعة نبضات القلب.
وصفات طبيّة ونتائج سحريّة! ينصح الباحثون للحفاظ على جمال الجلد وصحّته باللجوء إلى الطبيعة ومكوّناتها.. وفي هذا الإطار أثبتت الدراسات أنّ للخيار فوائد صحيّة وتجميليّة، إضافةً إلى فوائده الغذائيّة المتعدّدة. وأوضح خبراء التجميل أنّ الخيار يحوي عدّة عناصر مهمّة لوظيفة الجلد، منها الكبريت الّذي يحافظ على نضارة الجلد وليونته، ومركّبات «كلوسايدس» السكّرية الّتي تغذّي عضلات الوجه؛ مؤكّدين أنّه يتمتّع بخصائص مرطّبة ومطهّرة وملطّفة ومليّنة، ويعتبر من المواد الّتي تناسب جميع أنواع البشرة.واستعرض الباحثون في تقرير نشرته مجلة («وومنز وورلد» – عالم النساء) بعضًا من الوصفات الطبيعيّة الّتي يدخل فيها الخيار للتخلّص من البقع الجلديّة الناتجة عن الولادة أو التعرّض للشمس، ومنها مسح الوجه ببرش خيارة ممزوجة مع الحليب بواسطة قطنة مرّتين يوميًا لعدّة أيّام متتالية، ويمكن غلي الخيار بالماء ومسح الوجه به دافئًا وباردًا، إذا كانت بشرة الوجه من النوع الدهنيّ.
أمّا قناع («ماسْك») الخيار فقد أثبت فعاليّته في شدّ مساحات الجلد الواسعة، من خلال مزج بذور الخيار وكميّة مماثلة من بذور الشمّام المطحونة بالحليب خالي الدسم، ثمّ وضع هذا المزيج على الوجه لمدة نصف دقيقة إلى أن يجف، ثمّ يتم نزعه بواسطة الماء العادي أو ماء الورد؛ وتستخدم نفس الطريقة السابقة للجلد الجاف مع استبدال الحليب بالكريمة الطازجة.
إنّ الخيار يحوي عدّة عناصر مهمّة لوظيفة الجلد، لذا فهو يعتبر من المواد التي تناسب جميع أنواع البشرة، للمرأة والرجل على حدّ السواء.ويُنصح بالخيار، أيضًا، لمعالجة حبّ الشباب والرؤوس السوداء، وذلك بأخذ القليل من عصير الخيار وملعقة من الكريمة الطازجة وملعقة أخرى من ماء الورد أو ماء الزهر وبياض بيضة واحدة مخفوقة؛ كما يمكن استخدام عصير الخيار في المساء ليستمر مفعوله طيلة الليل حيث يجعل بشرة الوجه أفتح، مع تكرار هذه العملية.
ومن المعروف أنّ أكل الخيار يسكّن العطش ويبرّد الجسم، ويساعد على تخفيف الاضطرابات العصبيّة، فضلاً عن احتوائه على ألياف السيلولوز الغذائيّة، الّتي تسهل عملية الهضم وتطرد السموم وتنظّف الأمعاء.وتشير الدراسات إلى أنّ الخيار يحوي إنزيم الـ«إيريپسين» الّذي يساعد على هضم المواد الپروتينيّة، كما أنّه غنيّ بالعناصر المعدنيّة كالپوتاسيوم الّذي يعدّ ضروريًا لتنظيم ضغط الدم الشرياني. ويعتبر الخيار من الخضار الغنيّة بڤيتامين C، ونظرًا لاحتواء قشره على بعض المواد الغذائيّة، ينصح بتناول الخيار بقشره من أجل الاستفادة من كامل خصائصه الغذائيّة والعلاجيّة.
ويستعمل الخيار كمساعد على الاسترخاء من جهة، ولتلطيف البشرة من جهة ثانية، حيث يمكن استخدام شرائح منه ووضعها فوق العينين وبشرة الوجه، إذ يحافظ على نقاء البشرة واستمرار حيويتها.ولكون الخيار يحوي الماء بنسبة 95%، فهو يعتبر عنصرًا مهمًا لتخفيف الوزن!! وكذلك لسدّ العطش؛ فتناول الخيار يُشبع الجسم بكميّة الماء المطلوبة.
طريقة الإستهلاك:يُحفظ الخيار في البرّاد عادةً لمدّة أسبوع، ويتمّ استهلاكه طازجًا، من الأفضل الحفاظ على قشرته للإستفادة من أليافها.يدخل الخيار في مكوّنات معظم أنواع السلطة، كما يدخل مع اللبن كنوع من المقبّلات اللذيذة والمغذّية (خيار بلبن).عصير الخيار مغذٍ ويروي العطش، ويمكن استخدامه في الحميات لإزالة السموم من الجسم.
نصيحة:
حاولوا – بعد تعب جسديّ وعضليّ – أن تأكلوا خيارًا مغسولًا جيّدًا ومبرّدًا، ولا تشربوا الماء، فستشعرون براحة كاملة وبارتواء، أكثر من شرب الماء نفسه، وذلك لعدّة أسباب، منها:- تعويض الجسم بكمية الماء المطلوبة. – الحصول على المغنيزيوم المطلوب (5%)، والّذي يساعد على تخفيف التوتّر العصبيّ.- الحصول على الكالسيوم لتنظيف عمل الجهاز العصبيّ.- العنق (مرّ الطعم)، ينشّط ويغذّي الكبد.- يساعد على عمليّة الهضم.
تحذير: يُمنع الإكثار من تناول الخيار لدى المرضى المصابين بـ:- الأمراض الروماتيزميّة لكثرة الماء فيه.- أمراض تصلّب الشرايين وأمراض الفالج والرعاش.
– المتقدّمين في العمر.- المصابين بالفتور أو العجز الجنسيّ.
(يرجى استشارة الطبيب قبل استعمال أيّة وصفة)