منتدى مواقف يعقد لقاءه الأدبيّ الأول في الناصرة

مراسل حيفا نت | 08/02/2009
افتتح منتدى مواقف نشاطه الثقافي الأول فيفندق العين بالناصرة، وقد اشتملت هذه الفعالية الفكرية المميزة على (كمشة) من القراءات – شعرا ونثرا، ومداخلات لكوكبة من مبدعاتنا ومبدعينا المعروفين، فقام القاصّ جودت عيد بعرافة الندوة، مشيدًا ببلورة العمل الجماعي للإبداع من خلال الأفراد.
وعكس الصورة الثقافية، مشيرا إلى حاجة الإبداع إلى منبر ومنصة ليقدم رسالته، وهذه الأمسية هي مبادرة مباركة تدعم الكتـّاب والأدباء، ثم رحب بالحضور وشكر جمعية البادية على نشاطها في هذا المجال.
بعدها تحدث الأديب والكاتب حنا أبو حنا عن المطامح للإبداع الخيّر وبارك هذا اللقاء المثمر، الذي بدأ مباركا بعدد كبير من النقاد والكتاب والشعراء من الجليل والمثلث وعدد كبير من المثقفين والادباء، وممّا جاء في كلمته: "في هذه الأمسية وأنا في هذا الجيل أحس ببارقة تفاؤل، لأن ما مرَّ علينا كان مؤلما جدا، وكاد أن يحبس الأمل في قمقم ضيق. رسالة هذا اللقاء الذي نأمل أن يستمر متواصلا، هي إثارة حراك ثقافي أدبي، فنحن نرى أن الكاتب والشاعر والأديب يكتب ولا يجد صدى لكتاباته، آملا ان تعود علينا هذه الندوات الثقافية بكل ما يحمله من خير على ثقافتنا المحلية.
ثمّ تحدّث الدكتور فهد أبو خضرة
 
عن الحركة الأدبية المحلية فقال: "بالرغم من وجود مبدعين ومفكّرين من جميع الأجيال، وبالرغم من وجود إصدارات هامة بين الحين والآخر، فإن الحركة الأدبية في هذه البلاد تكاد تكون مشلولة أو شبه مشلولة، حتى لتنطبق عليها تشبيهات السيّاب حين قال: كيد بلا عصب، كهيكل ميت، كضحى الجليد، وقد تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل بارز، وما زالت تتراجع. وهؤلاء المبدعون والمفكرون متفرقون لا يجمعهم أي إطار ثقافي حقيقي، وإن كانت هناك أسماء قديمة منسية لأطر وهميّة.
ولذا فقد جاء هذا المنتدى الثقافي، منتدى مواقف، إلى جانب منتدى الحوار الثقافي الذي أقامته ورعته وما زالت ترعاه مؤسسة البادية في عسفيا، وإلى جانب منتديات وجمعيات ثقافية قليلة أخرى في بعض القرى والمدن في منطقة الجليل، ليكون محاولة متواضعة جديدة تسعى لجمع المبدعين من مناطق مختلفة في لقاءات متكررة، حرة كل شهر أو مرة كل شهرين.
ولا شك أن وجود هذه المنتديات والجمعيات ضروري وهام، ولكنه لا يغني عن وجود إطار قطري موسع، يضم أكبر عدد ممكن من المبدعين والمفكرين، ويكون قادرا على التخطيط والتنفيذ بشكل شامل، وعلى المدى الطويل.
 
إن ما يكتبه مبدعون ومفكرون عندنا يظل محصورا في نطاق ضيق، بل ضيق جدا. ونادرا ما يتعداه. فالقراء أقل من القليل ونسبتهم مع الأسف الشديد، لا تصل في أحسن حالاتها إلى واحد بالمائة ومن الناطقين بالضاد في هذه البلاد.
والنقاد في غالب الأحيان لا يتابعون ما يُصدر المبدعون والمفكرون. ووسائل الإعلام لا تعيره إلا اهتماما هامشيا
والمجلات الفكرية والأدبية الجادة أقل من أصابع اليد الواحدة، ومعظمها يصدر مرة واحدة في السنة، ولا يوزع أكثر من خمسمائة نسخة
وما يصل من إنتاجنا إلى الدول العربية والى الناطقين بغير العربية لا يكاد يذكر. وهو ليس دائما أفضل ما عندنا
وبناء على هذا فان المبدعين والمفكرين جميعا مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم، والعمل على إيقاف التدهور المستمر والخروج من هذا العصر الرديء الذي يسميه الكثيرون عصر الأنحطاط الثاني
ولا شك أن خطوات عملية عديدة يمكن القيام بها إذا صح العزم وصدقت النية
وإنا لفي انتظار المبادرين الجادين والمخلصين، آملين ألا يطول انتظارنا
ثم دعا عريف الندوة الكاتب جودت عيد الأدباء والشعراء والمتحدثين عنهم تباعا، وكان أولهم الكاتب عزيز بنا الذي قدم قصة قصيرة (سنرجع يوما)، وتحدث عنها الدكتور ياسين كثاني محللا ميزاتها!
ثم قدم الكاتب جودت عيد قراءة قصيرة من كتابه ( فتاة التلال)، وتحدث عنها الكاتب الفنان عفيف شليوط
قائلا: إن ما يقدمه ليس نقدا، لأن النقد اليوم أصبح عملية تذوق، وأن تعرف كيف تتعامل مع النص.
بعدها قدمت الشاعرة آمال عواد رضوان قصيدة "سماوية غوايتي" من شعرها، ثم تحدثت عنها الشاعرة هيام قبلان، محللة لمبنى القصيدة وللتجاوزات اللغوية والإيحاءات في شعر آمال.
منى ظاهر
قرأت من كتابها "أصابع"، وتحدث عنها الدكتور بطرس دلة، شارحا بعض القضايا التي تعالجها الشاعرة وأسلوبها في ذلك)
أما عناق مواسي فقد قدمت بعض نصوصها، وقد ألقى الضوء على هذا الإنتاج الشاعر رشدي الماضي
ثم ألقت الشاعرة ردينة شجراوي قصيدة من كتابها الذي سيصدر هذا العام.
الأستاذ حنا أبو حنا
اختتم الأمسية بإجمال لها، ثم عرض بعض الاقتراحات لتطوير هذه الندوات والمواضيع التي تعالج فيها. وكان مسك الختام قصيدة محمود درويش الزجلية الذي ترنم بها الشاعر شحادة خوري.
وقد تخللت الندوة بعض المداخلات والتحيات من الشاعر وهيب نديم وهبة والأخت أملي قضماني وغيرهم، ومقطوعة غنائية للفنانة أوديت خوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *