من أجل محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، حيث يلزم البالغون الذين تعرّضوا للسقوط البيت، ويميلون إلى الاكتئاب، افتتحوا في مستشفى «الكرمل» – أوّل مرّة – ورشة جديدة وخاصّة لمحاربة ظاهرة السقوط. وفي نطاق اللقاءات في الورشة يستمع المشاركون إلى محاضرات في موضوع مواجهة الخوف من السقوط، وعن كيفيّة الحفاظ على التوازن الصحيح، وإرشادات معيّنة لاستخدام أدوات مساعدة تمنع السقوط في البيت.
مديرة قسم الشيخوخة في المستشفى، د. منوحه تشحنوڤر، توضّح أنّ «الطبّ قد عرّف الخوف من السقوط كمرض قائم بذاته. فعلى حدّ قولها، الأشخاص الّذين تعرّضوا للسقوط يلزمون البيت ويميلون إلى الاكتئاب لأنهم يخافون السقوط مرّة أخرى، إنّهم لا يخرجون، لا يشاركون في المناسبات الاجتماعيّة، ويشعرون بأنّ العالم الخارجيّ يغلق أبوابه أمامهم.
»يهوديت عميت، من سكان الشمال، التي سئمت رؤية زوجها يلزم البيت طوال اليوم، تقول: «منذ حادث السقوط الأخير لزوجي في ساحة البيت، تزعزعت ثقته بنفسه، وبات يخاف الخروج. قرّرنا أنّه يجب القيام بشيء بخصوص هذا الوضع، وشاركنا في الورشة. لقد منحتنا الورشة الكثير من القوة، كما عزّزت لدينا الشعور بالثقة، تلقّينا مَهمّات بيتيّة لما يجب القيام به، ونحن نحرص على القيام بها، تعلّمنا الكثير من النصائح والإرشادات بالنسبة إلى كيفية التصرّف في البيت والمحيط لتلافي السقوط، وبالنسبة إلى ما يجب القيام به في حال تعرّضنا للسقوط، لا سمح اللّه.
»دوريت راڤه، معالجة طبيعيّة ومرشدة الورشة من قسم العلاج الطبيعيّ: «هدفنا هو منح المعالَجين قَوامًا صحيحًا، تحسين أبعاد الحركة في الرجلين واليدين، تقوية عضلات الوركين، والمزيد من الليونة للمفاصل. نحن نوضّح للمشاركين أنّ بعض العمليّات البسيطة في البيت، من قبيل تركيب مماسك اليد في الحمّام، أو مدّ بساط ضدّ التزحلق في حوض الاستحمام، تحدّ من إمكانية السقوط، كما أنّ الخروج من السيارة إلى الرصيف ومساواة الارتفاعات للمساحات في البيت والخارج، تساهم فوريًّا في تحسين القَوام والشعور بالأمان لدى المعالَجين.
» وتقول مديرة قسم العلاج الطبيعيّ في المستشفى، دڤورا يسرائيلي: «من المهمّ جدًّا ألاّ يعرف المعالَج المتقدّم بالسنّ، فقط، كيفيّة التصرف، بل يجب أن يعرف ذلك، أيضًا، من يلازمه غالبية الوقت، مثل الزوج أو الزوجة، وكذلك المعالِج الأجنبيّ؛ عليهم جميعًا أن يتعلّموا ما يجب القيام به. لذا لم يُدعَ إلى الورشة الجديدة بالغون، فقط، سقطوا في السابق، أو من يريدون الاستعداد بصورة أفضل، بل دُعي، أيضًا، أزواجهم ومعالجوهم المرافقون. يتلقّى المشاركون في الورشة إرشادات وتعليمات عامّة بالنسبة إلى كيفية التصرّف بشكل عامّ، لكن في حالات الاحتياجات الشخصيّة الخاصّة، هناك إمكانيّة لأن يلاءَم للمعالَج إرشاد وتنسيق شخصيّ بالنسبة إلى مشاكل عينية.
»وأوجزت راڤة، قائلة: «حالات السقوط لدى البالغين هي مشكلة عصيبة وخطيرة بشكل خاصّ. من المهمّ المواظبة على ممارسة التمارين طوال الوقت، والورشة الجديدة، بالطبع، توفّر أدوات ومهارات في الموضوع. وفي أعقاب نجاح الورشة، بتنا نُخطّط لورشات مكمّلة للمتقدّمين، وورشات أخرى للمبتدئين، طبعًا.»