رغم الورم السرطاني الصعب وتقريبا بدون عنق رحم إطلاقا، وبعد ثلاث عمليات جراحية في البطن والرحم، نجحت دينا بوضع طفلتها بصحة كاملة وهي سالمة ومعافية في مستشفى الكرمل هذا الأسبوع.القصة تعود الى نهاية العام 2006، حينها توجهت الشابة دينا سيلع باخر الى فحص عادي في عيادة طبيب النساء في أعقاب نزيف شديد، واثر فحص طبيب العائلة تم توجيهها لإجراء فحص شامل أكثر، والذي آل الى البشرى غير السارة عن اكتشاف سرطان عنق الرحم في جسدها. فيقول زوجها شلومي سيلع – براخا: "الخبر وقع علينا كالصاعقة.
الأطباء في مستفشيات المركز الذين توجهنا لهم أخبرونا أنه يوجد حل واحد ووحيد وهو استئصال الرحم والمبيضين كاملين بهدف انقاذ حياتها. في البداية كدنا نقبل هذا الحل، ولكن لحسن حظنا قررت دينا أن تفحص الأمر أكثر للعمق والحصول على وجهة نظر طبية إضافية قبل أن يتم استئصال كل شيء".من جهته يقول بروفيسور عوفر لافيه – مدير قسم الجنوكولوجيا – الأمراض النسائية، والأمراض السرطانية في مستشفى الكرمل: "سرطان عنق الرحم يعتبر أحد أصعب وأخطر السرطانات إطلاقا.
ويعتبر السرطان المميت رقم 1 في العالم الغربي اليوم وبضمن ذلك دول أفريقيا وجنوب أمريكا، علما أن نسبة الوفيات منه تصل الى 50%، وقد يتم نقل هذا النوع من السرطان عبر الاتصال الجنسي". وتوجهت في حينه دينا وزوجها الى البروفيسور عوزيئيل بيلر من القدس، والذي أجرى عملية جراحية لها استأصل خلالها تقريبا كل عنق الرحم، ولكنه ابقى المبيضين على حالهما على أن تتمكن من الحمل بعد أن تتعافى بشكل كامل مستقبلا. خلال سنتين قبعت دينا تحت المراقبة والمتابعة الطبية في منطقة المركز، قبل أن تنتقل الى الشمال، لتصبح تحت رقابة مستشفى الكرمل وبروفيسور لافيه.وبعد انقاذ حياة دينا، باشر الزوجان بالعمل على تحقيق الهدف الآخر وهو الانجاب. فتقول دينا: "بعد العديد من المحاولات نجحت بالحمل، شعرت أن الله والدنيا تبتسمان لي".
ويشرح بروفيسور لافيه ما حدث قائلا: "في أعقاب استئصال عنق الرحم بسبب مرض السرطان، تبقى لدى دينا عنق رحم بطول اقل من سنتيمتر واحد، الأمر الذي شكّل مشكلة وكاد أن يؤدي الى وقوع الجنين والاجهاض. الحل الذي توصلنا اليه هو ربط عنق الرحم، ولكن المشكلة هي أنه لم نعثر على مركز طبي ومختص في البلاد بوسعه القيام بهذه العملية والشابة في الأسبوع السابع من الحمل"!!
وبعد بحث طويل توصل بروفيسور لافيه الى مركز طبي في الولايات المتحدة يمكنه القيام بذلك، ولذلك قام صندوق المرضى كلاليت بإرسال دينا بتمويل منه الى الولايات المتحدة لاجراء العملية الجراحية، وفتح البطن خلال الحمل للمرة الثانية! أما دكتور رون أوسلاندر – مدير قسم النساء والموّلدات في مستشفى الكرمل فيقول: "كل قسم النساء والموّلدات كان على حالة استعداد عالية وحافظ على دينا كما نحافظ على ثمارنا ونهتم بها. ووضعت تحت رقابة دائمة ومستمرة طوال الوقت للتأكد من أن يصل الحمل الى نهايته بنجاح"! اذ أن دينا تعتبر الحالة الثالثة في البلاد لحمل بعد استئصال عنق الرحم، والأولى في مستشفى الكرمل!وقد أدخلت دينا الى رقابة حمل وهي في الأسبوع الـ36 لحملها في مستشفى الكرمل، ونجحت هذا الأسبوع بوضعت طفلتها اثر عملية قيصرية منسقة ومخطط لها مسبقا..اما دينا فتقول وهي تعانق ابنتها المولودة حديثا: "رسالتي هي أن تذهبوا الى تشخيص مبكر لأنه من شأنه أن ينقذ الحياة. حصلت على أكبر هدية يمكن الحصول عليها في الحياة وهي طفلتي كيرن والتي آمل أن تمنحني شعاع نور جديد للحياة"!أما دكتور أوسلاندر فيخلص الى القول: "مستشفى الكرمل هو احد المراكز الطبية الرائدة في البلاد في مجال الحفاظ على خصوبة المرضى مع أورام سرطانية. نسبة نجاح التعافي من السرطان عند الذين يتم تشخيصهم مبكرا هو 95% ولذلك من المهم جدا البقاء تحت رقابة ومتابعة طبية اذ أنه من شأن ذلك انقاذ الحياة"!