عقدت لجنة الكنيست للبيئة برئاسة نائب البرلمان دوف حنين (الجبهة) اجتماعا هاما أمس الأوّل في منطقة التشيك-بوست، مع إدارة معامل تكرير البترول في حيفا ومع بلديّى حيفا وهيئات حكوميـّة لتدارس أخطار المـُفجرّ الهيدروجيني (הפצחן המימני) من ناحية تلويث البيئة والخطر لحياة السكان في حالة حصول حادث في المفجّر! وحضر الجلسة أيضا نائب البرلمان عن ميريتس نيتان هوروفيتس وشارك في الجلسة الهامّة أعضاء بلديّة حيفا هشام عبدُه (الحزب الشيوعيّ) وشموئيل جيلبهارت (كتلة الـخُضُر).
وافتتح الجلسة رئيس اللجنة النائب حنين قائلا أن لجنة البيئة في الكنيست تبحث بشكل جدّي في قضيّة المصادقة السريعة وغير المدروسة تحت ستار كثيف من "السريّة الأمنيّة" لبناء مثل هذا المفجّر الهيدروجيني مع الأخطار التي يجلبها إلى منطقة خليج حيفا. وأكّد السيّد حنين أنّ هذا المفجّر الذي ستعلو مداخنه إلى إرتفاع 80 مترا, سيزيد من عمليّة تلويث بيئة خليج حيفا الملوّثة أصلا! وتساءل النائب حنبن هل مدينة حيفا أو حتى كل شمال البلاد بحاجة إلى هذا المفاعلالمفجّرالذي يبنى في منطقة خليج حيفا أي في هذه المنطقة الخطرة والملوّثة؟
واستعرض عضو البلديّة هشام عبدُه معطيات الكارثة التي أدّت إلى حريق الكرمل الكبير بسبب نقص شديد في معدّات الإطفائيات في منطقة حيفا وفي مواد الإطفاء الكيماويّة، وهنا نتحدّث عن بناء مفجّر هيدروجينيّ في مبنى دائري كبير جدا يعمل في ظروف مذهلة من ضغط أتموسفيري يعادل ال 160 ضغطا جويّا"!! إنّ هذا النوع من شدّة الضغط الجوّي الكبيرة جدا لا تتواجد في أي مصنع واحد في البلاد، لهذا لا يوجد مهندسون لهم خبرة طويلة في هذا المجال في بلادنا بتاتا, فلماذا علينا أن نطمئن من تصريحات إدارة مصانع التكرير التي تقول لنا أنّ المصنع آمن؟
لا سيما أنّهم يبنونه على بعد 150 مترا من شارع حيفا عكا, وفي منطقة وصلتها الصواريخ كلها في حرب لبنان الثانيّة؟ إنّ هذا المصنع يشكل خطرا جدّيا على الأحياء العربيّة (مثل الحليصة) واليهوديّة على السواء، ناهيك عن تلويث البيئة الذي سيقذفه إلى الهواء الذي نتنفّسه في حيفا والكريوت! إنّ منطقة حيفا ليست مزبلة دولة إسرائيل تقذف به ما تشاء من مصانع ملوّثة وخطرة جديدة!
وفي مـُداخلة لعضو البلديّة جيلبهارت هاجم رئيس كتلة الخُـضُر طريقة مصادقة البناء "السريّة" تماما جدا التي عمد رؤساء بلديّة حيفا والكريوت القيام بها في اللجنة المركزيّة للبناء! وقال أنّه من مصالح بلديات حيفا والكرايوت أن يبنى هذا المصنع الذي سيدّر على خزينتها ملايين من الشواقل في الأرنونا. إن هذه الإجراءات لإصدار رخص البناء الملتويّة للمصنع الجديد تحت ستار شديد من السريّة بحجج أمنية كاذبة وبدون إمكانيّة السكان من تقديم طلبات معارضة ضدّه, هو مناقض لقوانين البناء الأساسيّة في الدولة!
وأشار ممثّل وزارة الصحّة أن المفاعل سيزيد من تلويث البيئة ولكن وزارة الصحّة لا تعارض إقامة المصنع لأنّ الزيادة في التلويث معقولة!
ولخّص في نهاية الجلسة التي دامت ثلاث ساعات كاملة, رئيس اللجنة دوف حنين الجلسة قائلا:
على وزارة الداخليّة وبلديّة حيفا إعطاء أجوبة على الأسئلة التب طرحت في الجلسة. وأمر حنين وزارة الداخليّة تحضير خطّة بديلة لمنع إقامة هذا المصنع في منطقة حيفا وفحص إمكانيّة استيراد هذا الوقود الهيدروجيني من دول في أوروبا لها مصانع هيدروجينيّة آمنة في مناطق نائية عن مجمّعات سكنيّة!