أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ "ما جرى للسفارة الاسرائيلية في القاهرة خطير وتمكنا من تجنب حدوث كارثة، مضيفًا "ان الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ من ذلك لوكان المقتحمون قد تمكنوا من فتح الباب الاخير والحقوا أذى بأعضاء سفارتنا".
وتابع:"لا يجوز أن تمر مصر مر الكرام على هذا المساس الخطير بنسيج العلاقات السلمية مع إسرائيل والانتهاك السافر للأعراف الدولية".
واضاف: "انني سعيد لاننا تمكنا من منع وقوع كارثة وأود أن نشكر الرئيس الامريكي باراك أوباما على مساعدته. أود ايضا أن أهنئ كل مسئولي المخابرات الذين ساعدوا في عملية الانقاذ على عملهم الممتاز".
وكان السفير الإسرائيلي لدى مصر يتسحاق ليفانون قد عاد إلى بلاده فجر السبت. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية انه تم إجلاء عائلات السلك الدبلوماسي الإسرائيلي من مصر واعادتهم إلى إسرائيل.
وتفيد المعلومات أنّ أفراد من الجيش المصري والشرطة قاموا بإنقاذ ستة موظفين إسرائيليين تواجدوا في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وتمّ نقلهم عبر طائرة خاصة إلى إسرائيل، ووصلوا إلى البلاد صباح اليوم .
ووصل عدد العائدين من مصر إلى إسرائيل عدد من الدبلوماسيين وعائلاتهم وقد وصل عددهم إلى نحو ثمانين شخصًا، بينما بقي نائب السفير في القاهرة.
وكان السفير الاسرائيلي قد غادر القاهرة في ساعة مبكرة من صباح السبت متوجها إلي تل أبيب بعد استدعاء حكومته له بعد تداعيات محاولة اقتحام مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة.
وتمكن المتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة في ساعة متأخرة من يوم 9 أيلول من أقتحام مقر البعثة الدبلوماسية الذي يحتل عددا من الأطباق في أعلى البرج السكني في منطقة الجيزا بالعاصمة المصرية.
وكانت الأوراق الخاصة بالسفارة تتساقط من نوافذها خلال أكثر من ساعة.
جاء ذلك بعد ساعات من تحطيم قطاع من الجدار حول المبنى الذي تقع فيه السفارة من قبل المتظاهرين. وتمكن قوات الأمن المصرية آنذاك منع دخول المتظاهرين إلى البناية.
وأفادت تقارير واردة من العاصمة المصرية أن حريقا نشب في مبنى مديرية أمن الجيزة.
وذكرت بعض المصادر أنّ القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل برئاسة نتنياهو ووزير الأمن ايهود براك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان ناقشوا خلال اجتماعهم فجر اليوم السبت التوجه للإدارة الأمريكية لإقناعها والمجلس العسكري المصري لتوافق مصر على نقل السفارة الإسرائيلية من القاهرة لشرم الشيخ .
وقد رفض قادة الجيش الإسرائيلي ذلك , قائلين :إن تم نقل السفارة من القاهرة لشرم الشيخ لهدف أساسي من قبل الإخوان المسلمين كما ستتحول لهدف مستهدف من قبل عناصر القاعدة والفلسطينيين المتواجدين في سيناء لذلك تم رفض الفكر " .
520 مصابًا بين متظاهرين
وأعلنت مصادر طبية مصرية ان أكثر من 520 شخصا أصيبوا في اشتباكات بين متظاهرين مطالبين بطرد السفير الاسرائيلي والشرطة، بعد قيام المحتجين باقتحام مبنى السفارة الاسرائيلية مساء يوم الجمعة 9 ايلول.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة المصرية ان أحد المصابين توفي بأزمة قلبية في المستشفى الذي نقل اليه.
وكانت الشرطة قد استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والعيارات النارية لتفريق المتظاهرين في محيط السفارة.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان السفارة كانت خالية من العاملين وان احدا لم يصب باي أذى.
ويأتي اقتحام السفارة الاسرائيلية في إطار الاحتجاجات المتواصلة منذ 19 آب الماضي، للمطالبة بطرد السفير الاسرائيلية وإلغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل، وهذا على خلفية مقتل 5 جنود مصريين على الحدود بالخطأ في غارة اسرائيلية.
بينما صرح مسؤول اسرائيلي ان المتظاهرين المصريين الذين اقتحموا المبنى الذي يضم السفارة وصلوا الى بهو المدخل ولكنهم لم يدخلوا الى السفارة. وقال المسؤول إنه يبدو ان الوثائق الدبلوماسية الاسرائيلية التي ألقيت من نوافذ البرج الذي يضم السفارة "منشورات واستمارات كان يتم الاحتفاظ بها في البهو".
من جانب آخر، ذكرت وسائل الإعلام المصرية ان السفير الاسرائيلي يتسحاق ليفانون وأفراد أسرته وعدد من موظفي السفارة غادروا مصر على متن طائرة عسكرية اسرائيلية.
وفي وقت سابق قالت وسائل الإعلام ان السفير الاسرائيلي وصل الى مطار القاهرة، وقضى عدة ساعات بانتظار الطائرة العسكرية التي طلب ارسالها الى القاهرة، رافضا التحدث للصحفيين.
وكان قد نجح المتظاهرون المتواجدون أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، في جمعة "تصويب المسار"، والتي أحتشد بها الآف من المصريين للمطالبة بالإصلاحات بدعوة من أحزاب ومنظمات منبثقة من ثورة 25 يناير، نجحوا من إنزال علم إسرائيل من فوق شرفة السفارة للمرة الثانية، كما تمكنوا من رفع العلم المصري أعلى البناية المتواجد بها السفارة الإسرائيلية.
وكان مجموعة من المتظاهرين قد بدأوا في تسلق مبنى السفارة الإسرائيلية والذي يبلغ 22 طابق، بهدف نزع العلم الإسرائيلي وتمزيقه ووضع العلم المصري بدلا منه، وذلك بعدما تمكن المتظاهرون من هدم السور الخرساني الذي بني منذ عدة أيام لحماية السفارة من المتظاهرين.
وكان الشاب أحمد الشحات، قد تمكن سابقا في أواخر شهر رمضان الماضي من تسلق مبنى السفارة الإسرائيلية وإنزال علم الكيان الصهيوني وإحراقه ووضع العلم المصري بدلا منه، قبل أن تعود السفارة وتضع علم دولتها في شرفتها.