الروائية وكاتبة المسرح نورا أمين تصدر أول كتاب سمعي

مراسل حيفا نت | 09/09/2011

 

منتصف يناير 2011 أي قبل ثورة 25 يناير بعشرة أيام نتهيت القاصة والروائية وكاتبة المسرح والممثلة المسرحية أيضا نورا أمين من طباعة أول كتاب أدبي سمعي لها، والذي ربما يكون العمل الأول من نوعه في مصر.
العمل كان يحمل عنوان "النص" وهو نص شعري طويل يتجاوز المائة صفحة، كانت قد عجزت عن نشره لعدة سنوات فحولته إلى قراءات أدبية حينا وإلى عروض أدائية حينا آخر بل استوحت منه مصممة الرقص كريمة منصور العرض الراقص الأول الذي قدمته في مصر بمسرح الجمهورية بعنوان "ترويض".
وتقول الكاتبة أنه "بالرغم من أن نشر العمل مطبوعا في كتاب كان أكثر طبيعية من وجهة نظري إلا أن الظروف الرقابية بل والتسويقية جعلت ذلك شبه مستحيل، ومع ذلك أعتقد أن تلك المعوقات ساعدتني في التمسك بالعمل لأطول فترة ممكنة وتحويله إلى وسائط أخرى.


وتضيف "أتاحت لي طبيعة النص ذلك حيث أن الكتابة فيه أشبه بالأسلوب الفانتازي الذي لا يحده زمان ولا مكان، كما أن عالمه أشبه بالخرافة، إلا أن محوره الأساسي هو قصة الإنسان و كيف يتخلق الكون منه وبه وكيف يتروض ويعى كينونته عبر تجارب عديدة منها الطفو لي والحيواني والإدراكي. إنها رحلة المعرفة وصولا إلى إدراك الإنسان أنه إنسان، وأن هناك رجلا و هناك امرأة، وهى الرحلة ذاتها التي تنتهي بخضوع الإنسان داخل المؤسسة الاجتماعية وترويضه بما يسمى الحضارة، و التي ثمنها قطيعة الإنسان عن الطبيعة وعن براءته المطلقة".
وقد تمت ترجمة "النص" إلى الإنجليزية و الألمانية وأخيرا إلى الفرنسية وقام بمراجعتها الشاعر الفرنسي السويسري ورجل المسرح المخضرم "جاك رومان"، لكن صدور هذا الكتاب السمعي بالعربية كان يعنى للكاتبة أكثر من ذلك كله لاسيما أن الكتابة الشعرية هي كتابة – من وجهة نظرها- موجهة أولا إلى الأذن و"كذلك لأنني أيضا ممثلة أستمتع كثيرا بالأداء بالعربية الفصحى، لذلك كان بديهيا أن أتجه في هذا الاتجاه الذي وجدت فيه متعة غير عادية، وأتمنى عندما تصل الأسطوانة المدمجة إلى أذن القراء أن يكون لها تأثير خاص يشجعني على إنتاج المزيد على هذا المنوال".


تشمل الأسطوانة المدمجة – ومدتها 70 دقيقة- موسيقى تم تأليفها خصيصا للـ "النص" وهي موسيقى نادر سامي الذي يعزفها أيضا على البيانو، والموسيقى هنا ليست فحسب للمصاحبة لكنها ترتبط عضويا بالتجربة، حيث تدعم الانتقال بين الحالات والأزمنة وتثرى من خيال القارئ أو السامع في هذه الحالة.
وترى الكاتبة أن الكتب السمعية انتشرت في البداية في أوروبا وأمريكا كوسيلة لتوصيل الأعمال الأدبية لمن فقدوا حاسة البصر، إلا أنها تحولت فيما بعد إلى وسيط بديل للنشر الورقي من شأنه أن يضيف قيمة فنية وحسية للعمل.


وتضيف "من ناحيتي فإنني أرى أن الأداء الصوتي والإلقاء يضيفان إلى العمل الأدبي بعدا آخر ويعطيانه سمات مختلفة تماما عن مجرد القراءة الورقية، وبالتالي تختلف علاقة القارئ مع العمل الذي يصله عن طريق حاسة السمع وليس النظر، كما أن الكاتب إذا ما قام هو أيضا بتقديم عمله سمعيا "وهو غير شائع" تغيرت علاقته بالعمل ودخلت في سياق آخر من حيث أنها أصبحت مشخصنة أكثر، وهو ما لم أتفاداه في "النص" لأنني أحببت أن أكون أيضا الراوية وأن أتعلم كيف أغزل الكتابة صوتيا مع الموسيقى. وتطلبت تلك العملية بالضرورة نوعا من الإخراج الصوتي وهو ما شكل تحديا كبيرا حيث استوجب أن يتم تسجيل العمل كله في نفس واحد للحفاظ على الحالة، وهو ما تم".
وتقول نورا أمين "قدمت قراءات بمصاحبة الموسيقى الحية بالإسكندرية لهذا العمل، وأتمنى أن أقوم بذلك أيضا في القاهرة في الشهور القليلة المقبلة، كما أتمنى أن أنجز كتبا سمعية أخرى لكتاب آخرين وأقوم بإهدائها لمكتبات متحدى الإعاقة البصرية".
النص" متوفر كإسطوانة مدمجة أو كتاب سمعى بمكتبة ألف و مكتبة العين بالأسكندرية و يتم تداولها كمنتج ثقافى مستقل غيرهادف للربح و فى إطار نسخ محدودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *