دواء داء العزلة بقلم رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 18/04/2022

          دواء داء العزلة

رشدي الماضي

  

   حقا ان المدينة الكبيرة هي عزلة أكبر، بالنسبة للإنسان الفرد الذي أخذت تهيمن على مجريات حياته اليومية، وسائل زمن التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات وعالم الانترنت، لتزيد من عزلته على مستوى العلاقات الإنسانية والاجتماعية.

 

فمدن الترف المغري لم تعد بالنسبة للكثيرين منا اليد المربتة والحضن الحنون والبيت الدافئ الذي يضمنا أسرة واحدة بدون حواجز الوحدة  والغربة المقيتة.

 

انسان اليوم في صراع يومي طاحن، فهو يعيشُ معاناة محنة الوجود والقلق المصيري. وفي وضع كهذا سيظل معرضا كالفريسة السهلة للانجراف وبقوة خلال مسيرته الى واقع محبط ومحطم يخيم عليه اليأس وعزلة المنفى الكبير.

 

لا شك أنه مسرح درامي لحياتنا اليومية، لذلك كان لزاما علينا أن نعود ونؤكد بصورة قاطعة اْن اعادة

الصّلة الحميمة بين الإنسان والكلمة هي الوسيلة الأنجع والأبقى بين أسرة إنسان هذا العصر بالرغم مما فيه من مظاهر التمدن البراق والطّافح بالإغراء…

 

ونحن في تأكيدنا هذا لا نقصد تلك الكلمة المريضة ذات الوجه الأصفر التي تؤدي إلى تفريغ الإنسان من معناه الحقيقي ولا الكلمة الهجينة التي لا تحمل جواز الإقامة الشرعية في عالمنا الفكري الحداثي والحياتي بل ما نريدهُ لنا هو الكلمة الوطن التي تصادر كل المنافي والكلمة الحبيبة التي تدخل كل قلب يفتح لها ابوابه لتكون قوة النور التي تجهض الضّياع وهو بعد في رحمه…

 

كذلك هي الكلمة التي تصبح صوت الحاضر العالي وصوت المستقبل الأعلى والصخرة الماردة والمتمردة التي تَغْضب لتثور وترفض وتتمرّد وتجابه، فهي نعم هي فقط، التي لولا إدمانه عليها قراءةً لوضع المناضل أحمد بن بلا بيده أنشوطة المقصلة حول عنقه، ولتيتم من كل علاقة بالحياة الشاعر الإنسان ناظم حكمت حينما زج بهما ورثةُ هولاكو في ” غياهب السُّجون المظلمة”

 

فبالكلمة نقيم الأرضية المشتركة بين الإنسان وواقعِهِ ففي كتابتها وقراءتها نُنْتِجُ معانيَ لمعانَ ومفاهيمَ الحاضر والغد البديل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *