ولا هناك سوى هنا..
أيمن عودة
· مع انقضاء العيد، ابتداء من هذا الأسبوع مباشرة، ستنقضّ جرافات المؤسسة على بيوت عرب النقب ضمن شرعيّة جديدة اسمها "قرارات لجنة برافر". وبمحاذاة الردم ستجد أُمًّا مذعورة، محمرة العينين، تضمّ أطفالها في عراء الصحراء، بين السماء والطارق… الوالد يذرع المكان ذهابا وإيابا، يبلع ريقه، يعصر جبينه ليدبّر بضعة آلاف شواقل تكفي لبناء سقف، أي سقف، يقي أبناءه وزوجته وما بقي من عتادهم.. في هذا الوقت تحديدًا سنصلهم ومعنا بيتًا متنقلا على عجلات: استعملوه حتى تستجمعوا طاقتكم ثمّ ارجعوه إلينا لنحوّله إلى عائلة أُخرى… ستشعر العائلة أن وراءها سندًا.. بسيطًا ولكنّه عمليّ ومكترث، وهو أضعف الإيمان.
· هو أنظف المال. لم يُستورد من صناديق المجتمع المدني، ولا من دول الخليج، ولا حتى من أغنياء شعبنا.. وإنما من بسطائه.. 150 شاقل على 150 شاقل.. كقول شاعر حيفا عصام العباسي:
فكيف سيضحك هذا الزمان إذا لم يُدغدغ بكل يد
· في هذه الأيام نناضل، يهودًا وعربًا، ضد غلاء المعيشة، من أجل تخفيض سعر المياه والوقود والكهرباء وقسط التعليم، وفي الوقت ذاته نطرح قضايا الجماهير العربية مثل الاعتراف بالقرى غير المعترف بها ومسطحات الأراضي ووقف هدم البيوت.. وفي 8.9، الساعة الثامنة مساء، في قاعة الأودوتوريوم نلتقي مع الفنانة المتألقة أمل مرقس.ومن جبل الكرمل نرسل تحيّة انتماء لأبناء شعبنا في النقب: الكرمل معكم والجليل والمثلث.. حيِّ على العطاء.. حيِّ على الكفاح.
· أرى أن المعادلة الصحيحة هي كالتالي: من يؤكد على خصوصية الجمهور العربي ويبتعد عن الاحتجاج الاجتماعي العام فوطنيته مترفعة عن هموم الناس… ومن يُشارك في الاحتجاج الاجتماعي العام ولا يؤكد خصوصية الجمهور العربي فهو مُصاب بالعدمية القومية..
· يا قارئ هذه الرسالة.. أرجو أن تتصل بي على هاتف رقم 0509004067 من أجل اقتناء تذكرة للمشاركة في أمسية يوم الخميس القريب في الأدوديتوريوم حيث أوصى سيّدُ الكلام شاعرنا الكبير محمود درويش:
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلا