شاهين نصّار
نضال الأطباء في اسرائيل مستمر، وبعد ان كانت محكمة العمل قد رفضت آلاف الاستقالات الجماعية للأطباء التي كان من المفروض أن تدخل حيّز التنفيذ اليوم، وأجبرت الأطباء على العودة الى العمل، يؤكد الأطباء والأطباء المتدربين بالأساس أنهم مستمرون في النضال حتى يحققوا مطالبهم وحتى التوقيع على اتفاقية جديدة تضمن لهم شروط عمل تناسبهم ولا تستعبدهم!! ويؤكدون أنهم سيقدمون استقالاتهم من جديد..
الدكتور عصام داود، الذي يعمل في مستشفى "بني تسيون" في حيفا (روتشيلد سابقا)، هو أحد الأطباء الذين قدموا استقالتهم وأجبرتهم المحكمة على العودة الى عملهم، والذي قال في حديث لموقعنا: “كل طبيب سيقدم استقالته بشكل فردي.. أكثر من 1000 طبيب قدموا استقالتهم بشكل فردي.. ولكن المحكمة رفضتها كلها. نحن نرفض شروط العمل الراهنة والاتفاق الذي تم التوصل اليه، ليس فقط نحن الأطباء المتدربون وإنما أيضا غالبية مديري الأقسام والأطباء عامة"!
ويحدثنا د. داود عن الاتفاقية التي يرفضها الأطباء فيقول: “كان هناك نوع من التعتيم بخصوص الاتفاقية، اذ تم التوقيع عليها قبل 10 أيام، وكنا نقرأ هنا أو هناك أنه تم الاتفاق على زيادة في الراتب بنسبة 60% تارة و 30% تارة أخرى.. ولكن تبيّن لنا أن كله كان كذب!! وأنه مع غلاء المعيشة، هذا الاتفاق لا يفيدنا، ولا يذكر فيها الهبات التي يجب أن تقدم للمستشفيات والأطباء. كان من المفروض ان تحسّن هذه الاتفاقية شروط عملنا، ولكن بحسبها يُجبر الأطباء للعمل بمناوبات ليلية حتى سنّ 47 عاما، والتخصصات لا تزيد من الراتب الا القليل"!
ويخلص الى القول: “هذه الاتفاقية مهينة جدا، فهم أساؤوا شروط عملنا كثيرا! بدل أن يرفعوا الراتب، لم يرفعوه بتاتا، ولم يزيدوا عدد الملاكات، فبحسب الاتفاقية عام 2000 كان يجب أن يزيدوا 600 ملاكة جديدة للأطباء، والتي لم نحصل عليها، اليوم يريدون إضافة 1000 ملاكة، نحن نريد اضافة 1000 عدا عن الـ600 التي وعدونا بها قبل 11 عاما! أي أنه بحسب الاتفاق الحالي يضيفون فقط 400 ملاكة جديدة! كما أنهم لم يحددوا من سيموّل ذلك، والمستشفيات لا تملك الميزانيات لهذا الأمر".
ويؤكد داود أنه عاد اليوم الى العمل والى اجراء عمليات جراحية وعمل دورية مضاعفة طوال أكثر من 27 ساعة، الأدوار للعمليات لن تقصر، الخدمات لن تتحسن بحسب هذا الاتفاق، لأنه حتى الـ1000 ملاكة الجديدة لن يعطونا اياها، واذا منحوها لن يجدوا من يشغلها، لأنه يوجد نقص كبير في الأطباء في اسرائيل، فيجب ايضا افتتاح مدارس طب جديدة في البلاد"!
ويؤكد أنه بحسب الاتفاق الجديد تم تقصير أسبوع العمل من 6 أيام الى 5، ولكن ذلك بحسب تعبيره لم يغيّر شيئا، فبدل أن يحصل الطبيب على 26 يوم عطلة، بات يحصل على 22 يوما فقط! عدا عن أنه بات يعمل حوالي 60% من أيام الجمعة التي أصلا ليس من المفروض أن يعمل بها بحسب الاتفاق!
ويقول داود: “يبدو أنه تم التلاعب بنقابة الأطباء والضحك عليهم! يبدو أن هذا الملعب ليس بمستواهم"!!
ويشير داود الى أن "أكثر من 80% قدموا استقالتهم بشكل شخصي.. المندوبين عني وقّعوا على الاتفاقية لعشر سنين، ولكن هذه الاتفاقية لا تناسبنا! فما نقوله اليوم هو أننا نريد أن نستقيل لأنه لا يمكن العمل بهذه الظروف الحالية"!!
ويؤكد داود أنه بانتظاره والعديد من الأطباء من أترابه عروض عمل كثيرة في أستراليا والولايات المتحدة وكندا! مشددا على أن "أستراليا فتحت أبوابها بوجه الأطباء من البلاد!! الأطباء هنا مطلوبين في كل أنحاء العالم"!
ويقول د. داود: “في هذا النضال نشعر أنه هناك تحالف بين السلطة التشريعية والحاكمة والقضائية ضدنا!! هل يعقل أن وزير الصحة (نتنياهو) لم ينبس ببنت شفة بخصوص نضال الأطباء المستمر منذ 200 يوما؟؟؟؟ لماذا لم يتدخل أحد حتى الآن"؟؟!!
ويؤكد أن "3000 طبيب متدرب من خيرة الشباب قرروا أن يتركوا كل شيء وأن يغادروا البلاد! ولم يرى من المناسب أن يتطرّق للموضوع!!! حتى يمنعونني من حقي أن أستقيل، أنا طبيب في هذه الدولة وأريد ومن حقي أن أستقيل"!!
ويضيف: “يمكنني أن أحصل على راتب حوالي 450 ألف دولار سنويا في أمريكا كمتخصص!! لماذا عليّ أن أعمل مقابل 22,5 شاقل للساعة كطبيب في اسرائيل؟؟ لا يمكنني أن أواصل العمل بهذه الظروف"!!
ويخلص د. داود الى القول أن "هذا القرار أكد أنه في القرن الـ21 توجد عبودية في اسرائيل"!!
وينهي حديثه بالقول: “كنت أريد أن أعمل اليوم في مطعم ولكنهم يمنعونني! هناك 21 ألف طبيب يعملون اليوم غصبا عنهم!! لا نعرف ماذا سيحدث مستقبلا أو ما هو مصير نضالنا، من الصعب العودة للعمل بعد كل ما حدث! فنحن نعود للعمل بأمر محكمة مذلولين ومهانين وحقنا لا يزال مهضوم"!!!