شاهين نصّار
أكد النقابي الشيوعي العريق بنيامين جونين، نائب رئيس الهستدروت سابقا (في عهد عامير بيرتس) ابن مدينة حيفا، عندما حلّ ضيفا ليلة أمس الاثنين على خيمة الاعتصام في وادي النسناس في حيفا، أن الهستدروت تخدم الحكومة ولا تخدم العمّال!!
وقال جونين في حلقة نقاش مع المعتصمين في خيمة وادي النسناس الاحتجاجية: "حتى العام 1960 لم يكن في الهستدروت اي عضو عربي، وفي العام 1960 اتخذ القرار بضم العمّال العرب للهستدروت. علما أنه أسميت في البداية بـ"هستدروت العمّال العبريين"!
وأكد جونين: "الهستدروت خدمت دوما مصالح الحكومة، رغم أنها تدعى هتسدروت العمّال. اليوم أقيمت العديد من نقابات وجمعيات لدعم العمال، وذلك بسبب أن الهستدروت تحوّلت لنقابات العمّال الكبرى فقط! ولم تعد تهتم بالنقابات الصغيرة"!
وأضاف: "اليوم يوجد أكثر من 1,5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر في اسرائيل، 740 الف طفل يعيشون تحت خط الفقر. 50% من المواطنين العرب، وحوالي 66% من الأطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر. لم أكن أتوّقع في يوم ان يبدأ نضال كهذا في اسرائيل. ولكن بما أن الطبقة الوسطى في اسرائيل بدأت تشعر بالهبوط الحاصل في البلاد، وبأنها باتت تقترب من الطبقات المسحوقة، وُلد هذا النضال المسمى باحتجاج الخيم".
كما شدد جونين أن هذا النضال لن ينتهي، بل أنه نضال سياسي بحت من الدرجة الأولى ولا بد أن يصل الى مرحلة القناعة بكونه نضالا سياسيا يتعدى المجال الاجتماعي.
وتطرق جونين لأسلوب الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بالمبادرة لحروبات وتعدي على شعوب مجاورة كمحاولة لايقاف النضالات وموجات الاحتجاج في الداخل الاسرائيلي فقال: "قبل العام 67 شهدت اسرائيل أزمة اقتصادية جديّة، فبادرت اسرائيل الى حرب، ولم يكن ذلك بسبب قيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم وإغلاق قناة السويس، وإنما أخذت ذلك كذريعة لإسكات الاحتجاجات في اسرائيل. اليوم الوضع مختلف، وأنا سعيد بأنه رغم العدوان على قطاع غزة ما زال النضال مستمرا ولم يصل الى نهايته"!
وتطرق جونين الى الهستدروت وحالتها اليوم، خصوصا بعد أن خرج للتقاعد، فقال: "عوفير عيني يسير جنبا الى جنب مع التايكونات ورؤوس الأموال الكبار في الدولة. فهو يخدم مصالح رأس المال أكثر من انه يخدم مصالح العمّال! يجب تغيير قيادة الهستدروت، وليس تأسيس منظمات عمالية جديدة لا تملك قوة ولا ميزانيات"!
يذكر أن خيمة الاعتصام في وادي النسناس كانت قد استضافت يوم الخميس المنصرم كل من رولي روزين من جمعية شتيل في حلقة نقاش حول مشروع "من مدينة مختلطة الى مدينة مشتركة"، والناشطين في حركة "النضال الاشتراكي" حول "الشراكة في النضال"، بحيث أكد المعتصمون في الخيمة على رؤيتهم لمدينة حيفا مستقبلا كمدينة مشتركة وليس فقط كمدينة مختلطة، مشيرين الى أهمية هذا النضال في توحيد الصف الحيفاوي، وكونه نضالا مشتركا يأخذ بعين الاعتبار تميّز تميّز مطالب المجتمع العربي الحيفاوي!
كما كان قد عرض يوم الأربعاء المنصرم فيلم "حكايات كل يوم" بالتعاون مع معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية، حول نضال النساء المصريات قبيل الثورة المصرية بين الأعوام 2006 و 2008، ومطالب المرأة المصرية العادلة بحقوقها كعاملة وكمرأة مضطهدة في مجتمع ذكوري بحت!
وقدّم عضو الكنيست الأسبق ومدير معهد اميل توما، عصام مخوّل، مداخلة حول نضال الطبقات المسحوقة في مصر، وفي البلاد، مشددا على أن ما يحدث في اسرائيل مشابه لولادة الثورة. كما أكد مخوّل أن النضال في اسرائيل يتعدى كونه نضالا اجتماعيا، بل أنه نضال سياسي من الدرجة الأولى يسعى لتغيير سلّم الأولويات في هذه البلاد!!