مستشفى الكرمل ينقذ حياة السيدة مداح اثر انفجار الشريان الأورطي

مراسل حيفا نت | 29/08/2011

 

 

 
شاهين نصّار
 
"دقائق قليلة فصلت بين السيدة مداح والموت"! هذا ما قاله دكتور فكتور روبتشفسكي، جرّاح القلب من مستشفى الكرمل في حيفا، والذي قام بإجراء جراحة قلب على السيدة مصرة مداح من البقيعة منقذا حياتها.
ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه السيدة مداح للقاء عائلي في منزل شقيقتها في البقيعة، هوت أرضا وأغمي عليها، فيقول ابنها سلمان مداح: "مباشرة بعد اغمائها شعرت أن أمرا سيئا حدث. اتصلنا بنجمة داود الحمراء وتم نقل والدتي بالمروحية للمستشفى القريب في نهاريا". حيث قام أطباء القلب في مستشفى الجليل الغربي بنقل السيدة مداح لقسم العلاج المكثّف حيث اجريت لها فحوصات ايكو و تصوير اشعاعي CT مستعجلة، والتي اتضح أنها تعاني من انفجار في الشريان الرئيسي – الشريان الأورطي.

ويضيف د. روبتشفسكي: "ثقب في الشريان الأورطي هو حالة نادرة. كأطباء نواجه حالات معدودة كهذه في السنة، علما أنه في حال لم يتم علاج المريض مباشرة قد تكون احتمالات نجاته ضئيلة. نصف المصابين بهذه الحالات يموتون بعد يومين في حال لم تجري لهم جراحة مستعجلة".
في مستشفى الجليل الغربي اتصل طاقم أطباء القلب برئاسة د. شؤول عطار – مدير معهد القلب بطاقم الجراحّين في مستشفى الكرمل وأطلعهم على نتائج الفحوصات والصور الاشعاعية للسيدة مداح. من جهته استعد طاقم جرّاحو القلب في مستشفى الكرل مباشرة لاستقبال المريضة من سيارة الاسعاف لنقلها مباشرة الى غرة العمليات في الكرمل.

وأكد د. يوري بساحوفيتش، من طاقم جراحيّ القلب في الكرمل: "وصلت السيدة مداح مع ضغط دم يقارب الصفر وبحالة حرجة جدا. وبما أننا كنا على علم أن القلب مليء بالدماء بسبب ثقب الشريان الأورطي لم يكن بامكاننا فتح الصدر مباشرة"!
في هذه الحالة يؤكد د. روبتشفسكي أن طاقم الجراحيّن قام بوصل المريضة بجهاز قلب – رئة"، وبدأ بتبريد القلب لدرجة 20، ليتمكنوا من فتح الصدر والوصول للقلب وعلاج الثقب في الشريان الأورطي. فيقول: "عندما فتحنا القلب كنا مذهولين، اذ تبيّن أن حجم الشريان الأورطي قد تضاعف، وبدأت جدرانه تتمزق. وكانت الدماء تتسرب من الثقب في الشريان نحو القلب، دقائق قليلة كانت تفصل السيدة مداح عن الموت".
وقام د. روبتشفسكي، ود. بساحوفيتش برفقة الدكتور ماجد كبها من طاقم الجرّاحين في مستشفى الكرمل بقصّ الشريان الأورطي في الموضع المنفجر، وقاموا بزرع أنبوب بلاستيكي بدلا منه بقطر 36 مليمترا، وقاموا بتلصيق جدران الشريان للأنبوب بواسطة مواد لاصقة بيولوجية تستخدم في هذه الحالات وباشروا بإحياء المريضة.

من جهته يقول سليمان مداح ابن مصرة مداح: "نحن نؤمن بالله وصليّنا له أن يحافظ على والدتنا ويحميها. منذ أن حدث ما حدث لا نتركها للحظة ونصلي لله ونطلب منه أن يحميها وأن تتعافى وتعود الينا سالمة"!
أما بروفيسور دان عرافوت – مدير قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى الكرمل فيشير الى التعاون بين المستشفيات في الشمال، مؤكدا أن لولا التعاون بين طاقم مستشفى الجليل الغربي ومستشفى الكرمل لما كانت النتائج على ما هي. ويؤكد: "كلنا نرغب بالأفضل للمرضى، ونبحث عن الطريقة الأسرع والأفضل لذلك، كي نمنح المرضى الحياة وأفضل جودة حياة"!
بينما تشكر السيدة مداح الطاقم الطبي في مستشفى الكرمل، مشيرة الى أنها "حظيت بحياة جديدة. أشكر الله وكل الطاقم على عملهم المقدس الذي قاموا به"!
بقي أن نشير الى أن السيدة مداح تتعافى في هذه الأيام من العملية الجراحية ومن المتوقع أن تسرّح لمنزلها في الأيام القريبة القادمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *