أكثر من 28% من المعتدى عليهن كانواَ أطفالاَ عند تعرضهن للاعتداء
المركز استقبل خلال السنة الماضية 626 توجهاً
أصدر "مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي" في "جمعية نساء ضد العنف"، مطلع هذا الأسبوع تقريره السنوي الذي يضم معطيات حول توجهات لنساء وفتيات ضحايا اعتداءات جسدية وجنسية في العام المنصرم 2008.
وتبين انه في هذه السنة توجهت للمركز 626 امرأة وفتاة، بينهن 291 ابلغن عن تعرضهن لاعتداء جنسي، أما 335 فقد ابلغن عن تعرضهن لاعتداءات جسدية ونفسية أو نساء طلبن مشورة مهنية.
يذكر أن جزءاً من توجهات الاعتداءات الجنسية وعددها 104 هي توجهات يتابعها المركز من السنوات السابقة، ما يدل على ثقة المتوجهات بالمركز وبطرق متابعته المنهجية والمهنية، وأيضاً يدل على الحاجة عند بعض المتوجهات لاستشارة ودعم مستمرين لأسباب تتعلق بالتأثير طويل الأمد للصدمة النفسية (قلق مستمر، مخاوف من تكرر الاعتداء أو أمور تواجهها ممكن أن تذكرها بالاعتداء، اضطرابات بالأكل…) .
وفي تلخيص لتوجهات الاعتداءات الجنسية الجديدة لهذه السنة والتي بلغ عددها 187 توجهاً تبين أن 72% من المعتدى عليهن جنسياً قد تعرضن لاغتصاب، محاولة اغتصاب، أو اغتصاب داخل العائلة. ما يشير إلى صعوبة ووحشية الاعتداءات التي تتعرض إليها النساء والفتيات، وإلى الأبعاد النفسية والاجتماعية لمثل هذه الاعتداءات على الضحية، التي يتم فيها الإخلال بحدود جسد ونفسية الضحية.
24% من الاعتداءات تمت من قبل فرد من أفراد عائلة المعتدى عليها
نحن في مركز المساعدة ننظر بخطورة كبيرة لهذه الاعتداءات كونها تحدث من قبل أشخاص من المفروض أن يكونوا مصدر ثقة وأمان للضحية، وما يصعب عليها كذلك استيعاب ما يجري وبالتالي التجاوب مع العلاجات النفسية التي يحاول المركز توجيهها إليها.
كذلك فان المعتدى عليهن من قبل فرد من أفراد العائلة تستصعبن البوح عن الاعتداء خوفاً من الإسقاطات التي قد تحدث في العائلة نتيجة كشف الاعتداء، وخوفاً من تحويلها إلى مذنبة بدل تفهمها وتقديم المساعدة لها، وتحميلها مسؤولية الاعتداء عليها ومسؤولية تفكك العائلة، وبالتالي عدم دعم العائلة والمقربين لها.
وتُشير المعطيات أن 43% من المتوجهات حافظن على "سر" الاعتداء لفترة طويلة جداَ تتراوح بين شهر حتى عشر سنوات وأكثر. ومن الحالات التي تمت متابعتها في المركز هناك حالات تبين بها أن المعتدى عليها تعرضت لاعتداءات جنسية لسنوات طويلة بدأت في جيل الطفولة.
يدل الرسم البياني أعلاه أن 28% كانوا أطفال وقت التعرض للاعتداء ما يؤكد ما أثبتته الأبحاث أن المعتدي يبحث عن ضحية يمكنه السيطرة عليها وفي هذه الحالات الصعبة هم الأطفال. وما يدحض أيضا نظرية تحميل الضحية مسؤولية "إغراء" المعتدي.
وتعقب ريم جبالي مركزة التوجهات ومشروع مرافقة الضحايا بالمسار الجنائي، على أن المجتمع والمؤسسات المختلفة لم تظهر بعد دورها ومسؤوليتها للتخفيف من ظواهر العنف الجنسي والجسدي، إنما على العكس فهي تكرس العنف وتتيح استمراره عندما تقوي المجرم وتضعف الضحية، عندما تساعد المجرم ولا تحاسبه وتذنب الضحية وتحاسبها، وبالأساس عندما تحافظ على علاقات القوة التي تميز ضد المرأة وتضعف مكانتها وحريتها. وبذلك نخلق مجتمعاَ فيه نسبة كبيرة من النساء تعاني من مشاكل نفسية لأنها لا تجد الأمان في البوح عما تمر أو مرت به، من إهانات وجرائم ترتكب ضدها. ونتوجه بذلك لكل فرد، لكل أب، أم، صديق/ة، قريب/ة، معلم/ة، وإنسان/ة، بتحمل مسؤولية ما يحدث من جرائم ترتكب في محيطه/ا القريب، ضد الفتيات والنساء حوله/ا، والمشاركة في منع استمرارية مثل هذه الجرائم.
وفيما يتعلق بتوجه المعتدى عليهن للشرطة وتقديم شكوى ضد المعتدي بينت المعطيات أن 33% من المعتدى عليهن توجهن للشرطة. وفي هذا السياق يذكر أن متطوعات المركز يقمن بمرافقة ودعم المتوجهات إلى الشرطة أو المحكمة أو مؤسسات أخرى ضمن مشروع "مرافقة الضحايا" التابع للمركز، وذلك لصعوبة المسار الجنائي وعدم حساسيته لخصوصية واحتياجات الإنسانة المتعرضة للاعتداء. خاصة في الحالات التي تضطر المرأة أو الفتاة مواجهة هذا المسار لوحدها دون دعم الأشخاص المقربين لها.
بالإضافة إلى كل ما ذكر أعلاه تعمل الجمعية والمركز بعمل ميداني جماهيري واسع على مدار العام, يهدف الى رفع الوعي وتغيير المعتقدات حول موضوع العنف والاعتداءات الجنسية ومن أهم أهداف جمعية نساء ضد العنف إحداث تغيير مجتمعي وبناء مجتمع متكافئ بالفرص بين جميع أفراده. قام طاقم الموجهات/ين خلال السنة الأخيرة بتمرير 830 محاضرة وورشة عمل أمام آلاف الطلاب والطالبات, مجموعات نسائية, مهنيين ومهنيات وفي فعاليات اجتماعية ومهنية مختلفة.
عبر هذا التقرير يؤكد "مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي"، في جمعية نساء ضد العنف، ما طرحناه ونطرحه دائماَ من ضرورة تحمل المجتمع والمؤسسات مسؤولية ما يحدث من جرائم بشعة بحق النساء والأطفال، عبر رؤيتهم الصورة واضحة وعبر البحث عن حلول تتلاءم مع هذه الصورة التي تعكس حقيقة ما يحدث، وعبر العمل على مكافحتها ومنع استمرارها.
وأخيرا نذكر أن "مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي" في الناصرة، يؤهل متطوعات عبر مسار مكثف ومهني لاستقبال التوجهات، ويعمل المركز يومياً على مدار 24 ساعة .