شاهين نصّار
أرسل عضو بلدية حيفا ورئيس كتلة الجبهة البلدية المهندس هشام عبده رسالة شديدة اللهجة الى رئيس بلدية حيفا المحامي يونا ياهف ينتقد فيها نهجه، وعدم تثبيت المربية أفنان إغبارية مديرة مدرسة المتنبي الثانوية الرسمية لعام إضافي، وتعيين المربي رائف زحالقة مديرا بدلا منها.
وقد وقّع على الرسالة التي بعثها عبده، كل من رئيس جمعية شتيل – فتحي مرشود، د. أمل جبارين – رئيس جمعية تطوير التعليم العربي، عضو البلدية عيدنا زاريتسكي، عضو البلدية المحامي وليد خميس (قائمة تحالف عرب حيفا)، كامل يوسف – لجنة أولياء أمور المدرسة، الشيخ رشاد أبو الهيجاء – رئيس لجنة أولياء الأمور في المدرسة، والصحافي رزق ساحوري – رئيس لجنة خريّجي المدرسة.
ويقول عبده في رسالته: "في السنة الماضية طرأ تغيير انقلابي في مدرسة المتنبي الثانوية، عملية التي منحت الطلاب والطالبات خبرة مصححة لهم كطلاب وكبشر. فهم شعروا أنه مرغوب بهم ومحبوبين وحققوا النجاح التحصيلي، مرفقين بالتشجيع والدعم. كانت هناك بوتقة نور، وكان لديهم الأمل، فردّوا المحبة للمدرسة واجتهدوا في دراستهم. المربيّن والمربيّات باتوا طاقما موّحدا، يعترف برسالته وبواجباته تجاه الطلاب ويؤمن بقدرته على إحداث التغيير والنجاح. الأهل، كانوا جدّ متشجعيّن من نتاج المدرسة وانخرطوا أكثر في العملية التربوية مساهمين في بناء مستقبل أبنائهم. الاعتراف بالتغيير لم يبق محصورا داخل جدران المدرسة والمربيّن والمربيّات، والشخصيات الاعتبارية، بل فاق ذلك لكل أنحاء المدينة وكل من كان له علاقة مع المدرسة، وقفوا جميعا مذهولين أمام هذا التغيير، لم يعد هناك ناس تشغل منصب "مسؤولي انضباط" وانخفضت أعمال العنف والتخريب الى الصفر. فقالوا: "كنا نحلم"!
ويضيف عبده في رسالته: "من قادت هذا التغيير هي المربية أفنان إغبارية، التي اختارها زملائها في الطاقم التدريسي لتكون مديرة، وهي لم تكن مجرد مديرة مهنية، بل قائدة تربوية من الدرجة الأولى"!
وتتابع الرسالة: "التغيير حدث بفضل حبها غير المشروط لطلابها، ايمانها فيهم وبطاقم المعلمين والمعلمات وبفضل التزامها العميق واستثمارها الدائم بكل طالب وطالبة، فهي لا تستغني عن أحد. فكانت تزور بيوت من تركوا المدرسة وقعدوا في البيت وتعيدهم الى مقاعد الدراسية (حتى من سنة قبل ذلك)، تعيدهم للنجاح في الدراسة، ودائما بمستوى العينين".
ويؤكدون في الرسالة أن الائتلاف المكوّن من مواطنين، جمعيات وأحزاب من كافة المشارب، والتي تابعت هذه المعجزة التربوية، أبدت دعمها الكامل لمواصلة أفنان إغبارية اشغال منصبها كمديرة المدرسة. مؤكدا أنهم طالبوا بتمديد فترة ادارتها للمدرسة ومنحها الفرصة لخوض دورة إعداد المديرين.
ويتسائل عبده في الرسالة: "كيف أمكنك سيدي رئيس البلدية التغاضي عن هذا النجاح الباهر وغير المتوّقع للمدرسة، وكأنك لا تعلم ذلك، رغم أنك كنت على كامل المعرفة، وكأنك لا تفهم شيئا بالعملية التربوية – وبالطبع أنت تفهم، وكأنك لم تعرف القلاقل التي مرّت بها المدرسة، وتغيير المديرين بين الفينة والأخرى، العنف والفشل والشعور بالفشل الذي رافق الطلاب والمعلمين والأهالي في السنين السابقة في المدرسة. أنت عرفت ورغم ذلك قررت أن تقطع الأمل"!!
وأكد عبده أنه يرى بذلك تصرفا خطرا واستهتارا بلجنة أولياء الأمور، لجنة خريّجي المدرسة، وممثلي الجمهور العربي بكافة أطيافه في حيفا.
ويؤكد في رسالته أن كل ما يهم المجتمع العربي في حيفا هو مستقبل أبنائها العرب، وأنه لا يوجد لدى الجماهير العربية الحيفاوية أي ضغينة أو أي شيء ضد المدير الجديد للمدرسة المربي رائف زحالقة، والذي تم تعيينه مؤخرا. مشيرا الى أنه سيواصل متابعة كل التطورات في المدرسة عن كثب. مشيرا الى "أننا لا نتنازل عن حق أبنائنا وبناتنا في الدراسة في إطار يحترمهم، يؤمن بهم وبقدراتهم ويسمح لهم بناء مستقبل أفضل لهم ولمجتمعهم"!