ترزح منطقة القرن الافريقي تحت عبء أقصى مجاعة شهدتها منذ ما يزيد على 60 عاما…
أمهات يضطررن للتخلي عن احد اطفالهن لإنقاذ الآخر، وأخريات يخفين وفاة الأول للحصول على حصته من الطعام لمصلحة الطفل الثاني في احد المخيمات… وجوعٌ يفتك بأجساد هزيلة، وموت يحصد الارواح.
تتراكم الاتربة على الاراضي شبه القاحلة التي ودّعتها النباتات وخيّم عليها الجفاف، وأحكمت المجاعة قبضتها لتضيّق الخناق على السكان الذين ينزحون من بلادهم الى بلدان الجوار بحثاً عن جرعة مياه ولقمة طعام، فينهكهم التعب وينخر الجوع عظمهم.
ويعيش نحو 12 مليون شخص في ازمة غذاء فعلية. وتشمل المنطقة المتضررة كلاً من اثيوبيا وكينيا وأوغندا وجيبوتي، وبلا شك الصومال الذي يواجه 3.7 مليون شخص من مواطنيه – ما يقرب من نصف عدد سكان الصومال الاجمالي – المجاعة بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة.
ويبدو ان شبح الموت يحاصر الصومال بين قسوة الجوع ورصاص حركة شباب المجاهدين المسلحة التي تنفي وجود مجاعة في البلاد، وتسخر من التقارير التي تفيد بوفاة 29 الف طفل في 90 يوماً. وتفرض حركة حركة شباب المجاهدين قيوداً على تحرك منظمات الإغاثة.
وأكدت تقارير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن أكثر من 2.3 مليون طفل في الصومال وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي معرضون للموت الحتمي والتدريجي، وأن حالات الإسعاف السريع قد تستطيع إنقاذ حياة نحو نصف مليون طفل وليس أكثر. ويعني الإسعاف السريع، حسب المنظمة، ضرورة تقديم مواد غذائية بقيمة 500 مليون دولار كخطوة أولى، فضلا عن المواد الطبية واحتياجات النظافة العامة.
وتتطلب الكارثة الانسانية تحركًا دوليًا سريعًا وعلاجًا طويل الامد من كل الجهات والافراد.