شاهين نصّار
"لا يمكنني أن أفتح بازارا للكتب المدرسية المستعملة بأربع رزم فقط"! هذا ما قاله جمال شحادة – نجل المرحوم كميل شحادة مؤسس مؤسسة "بيت النعمة" الخيرية في حيفا، وأحد القائمين على عمل المؤسسة.
ويوعز شحادة عدم افتتاح المشروع الخيري، الذي يوّزع الكتب المدرسية المستعملة على العائلات التي لا تملك مقدرة شراء الكتب الجديدة لأولادها، هذا العام، لعدة أسباب منها تغيير المنهاج الدراسي بشكل شبه سنوي، وأن المواطنين الذين لم يعودوا بحاجة للكتب المدرسة لأولادهم، يحضرون إما كتبا تلفة أو ممزقة أو حتى كراريس ودفاتر مكتوب عليها والتي لا تصلح لاستخدامها من جديد.
اذ يقول شحادة في حديث لموقع "حيفا نت": “بأوقات سابقة رأينا المشكلة الكبيرة لدى الأهل بما يخص الكتب المدرسية، الكتب المدرسية كل سنة كانت تزيد وأسعارها ترتفع، فكانت تسبب ضائقة بافتتاح السنة الدراسية للعائلات، فقررنا أن نأخذ الكتب التي يرميها الناس ونعرّبها ونختار الصالح منها، فليس في كل العائلات أولاد تنتقل الكتب فيما بينهم، فقررنا أن نعمل بازارا للكتب المدرسية، فتصل العائلات كل مع قائمة الكتب التي تحتاجها لأولادها، وكان البعض يجد كل الكتب التي يحتاجها لأولاده، والبعض يجد عدد قليل من الكتب، والبعض للأسف الشديد لم يكن يجد كتبا تلائمه”.
ويضيف: “للأسف الشديد في السنتين الماضيتين ونتيجة تغيير المنهاج الدراسي كل سنة، وصلنا لوضع أن عدد الناس التي تبرعت بالكتب والتي جاءت لتجمع الكتب كان عددها قليل جدا. وهذا العام عمل العديد من المتطوّعين لساعات وأيام على تعريب وترتيب الكتب (حوالي 50 رزمة) لاختيار المناسب منها والملائم للمنهاج الدراسي الحالي، فلم يتبق منها الا حوالي 4 رزم من الكتب فقط التي ما زالت ضمن المنهاج!
ولذلك اتخذنا قرار بأنه لا يمكننا افتتاح بازار الكتب المدرسية بهذه الكمية الصغيرة من الكتب. للأسف الناس ما زالت تتوجه وتطلب المساعدة بالكتب المدرسية، الناس يحضرون كتب قديمة لا يمكن استخدامها والعديد من الكراريس، علما أن المدارس تشدد على عدم استخدام كتب مكتوب عليها، فنضطر لرميها، فاجبرنا على ايقاف هذا المشروع. وسنبحث كيف يمكن أن نواصل هذا المشروع، وكيف ندفع بالناس لعدم احضار كتب ما زالت في خزانتها منذ 15 – 20 عاما، وانما كتب صالحة للاستعمال وتلائم المنهاج الدراسي لنحوّلها للعائلات التي لا تملك القدرة على شراء هذه الكتب لأولادها”!!
ويضيف شحادة في رد على سؤال: “نحن نرى الضائقة التي يمر بها مجتمعنا، هناك حاجة لمعارض كتب من هذا النوع. المكتبات تبيع الكتب بأسعار عالية جدا، والعائلات التي لديها أكثر من ولد قد لا تنجح في تأمين الكتب الدراسية لأولادها، كل كتاب تحتاجه المدرسة يكلف كثيرا والثقل كبير جدا على الأهل”!
ويتابع حديثه بالقول: “الكثير من الناس يتوجهون ويطلبون الكتب المستعملة، ولكن مع أربع رزم من الكتب لا يمكننا أن نفتح البازار. ولذلك نحن نستعد للعام المقبل وأملنا أنه اذا لم يتغيّر المنهاج من جديد، أن تقوم العائلات التي أنهى أولادها الدراسة أو ارتفعوا لصف أعلى ولم يبق لديهم أولاد بهذا الجيل، ولديها كتب صالحة للاستخدام وضمن المنهاج وغير مكتوب عليها، أن تأتي مع نهاية الصيفية وتحضر لنا هذه الكتب، غير الممزعة، وليست كراريس أو دفاتر مستعملة لا يمكننا الا القائها فيما بعد. وانما بالفعل كتبا ضمن المنهاج وبالامكان استخدامها، وانشاءلله العام المقبل سنعيد افتتاح هذا البازار والذي نشعر أنه هناك حاجة له”.
وأنهى حديثه بالقول: “هناك بعض المبادرات الخاصة بهذا المجال، من جهتنا نرغب بمواصلة هذا المشروع أيضا في العام المقبل، ولكننا بحاجة لدعم الناس بالطريقة الصحيحة”!!