الاستعداد للعودة للمدارس: العبء على الأهل كبير!

مراسل حيفا نت | 21/08/2011

 

 

مع اقتراب شهر أيلول، والعودة إلى مقاعد الدراسة، يستعد الأهل لهذه المرحلة بشراء حاجيات ولوازم أولادهم المدرسية، ولكن يبدو أنه من عام إلى آخر، يزداد الثقل على كاهل الوالدين!!

يؤكد الجميع، ورغم أن الأهل يحاولون التوفير في بعض الأمور، أنهم مجبرون في نهاية الأمر على شراء هذه اللوازم والكتب والقرطاسية، لضمان تعليم سليم لأولادهم خلال السنة الدراسية. ولكن وفي الوقت الذي يحاول الأهل فيه التوفير بتكاليف القرطاسية، كان الأمر مختلفا بالنسبة للكنب التعليمية، فالمناهج الدراسية تتغيّر بشكل شبه سنوي، مما يجبر الأهل على شراء الكتب الجديدة في كل سنة من جديد… فتكبر التكاليف من سنة لأخرى!!

د. موسى زبيدات من قرية بسمة طبعون، والذي التقيناه في مكتبة الخوري قال: "الحمدلله عندي أربعة أولاد، الأول يدرس طب سنة أولى، وثلاثة في مدرسة راهبات الناصرة. التحضيرات كما في كل عام، والجميل في المدرسة أن اللباس موّحد.. لا نشعر بعبء كبير، ولكن كما ترى هذا العام حلّ شهر رمضان وفترة الأعراس والاستعداد للمدارس… كلها جاءت في نفس الفترة.. أنا قد أتحمل هذا العبء، ولكن الغير لا يستطيع تحمله.. لو تأخر افتتاح السنة الدراسية قليلا أو لو كان شهر رمضان قد جاء متأخرا مثلا لكان الأمر أسهل بعض الشيء. أنا أعمل في صندوق المرضى وأرى كيف يعاني في هذه الفترة”!

فؤاد سلامة – أبو وائل صاحب مكتبة الخوري في حيفا: “تختلف إمكانيات الناس وقدراتهم، فهناك من هو في الوسط وهناك الضعيف.. بالنسبة لمووضوع الكتب، فهناك التزام بها، خصوصا ممن يصلون إلى حيفا من خارج المدينة. كذلك فإن هناك التزام بالأساسيات كاملة بشكل خاص لدى طلاب المدارس الأهلية. الأهل مستعدون لأن لا يأكلوا حتى كي يؤمنوا لأولادهم الكتب والقرطاسية للدراسة. وأنا أشعر أن الناس يحرمون أنفسهم من الأساسيات كي يضمنوا لأولادهم الدراسة بكرامة".

وأضاف قائلا للأهل: “الله يعطيكم العافية والصحة والقوة لتؤمنوا لأولادكم الدراسة في المدارس"!

حماد أبو مر – أحد العاملين في مكتبة كل شيء: “الحركة حسنة وليست حسنة في نفس الوقت، ليست كما كان في الماضي! أعمل هنا منذ العام 2006، وكل سنة نشهد أن الحركة تتراجع، ليس فقط لدينا، بل لدى الجميع. ترى أن الناس ليس لديهم ميزانية كافية. زبائننا يحبوننا ويعرفوننا ويحترموننا، ولذلك فلدينا زبائننا الدائمين"!

عامر عودة – أب لأربعة من حيفا، يؤكد أن فترة الاستعدادات هي فترة صعبة بعض الشيء، فقد يصل ثمن حاجيات المدرسة إلى نحو 4000 شاقل لأربعة أولاد، ويقول: “الكتب كلها تتغيّر بشكل شبه سنوي، في الماضي كانت تنتقل الكتب من الابن الأول إلى الثاني وهكذا دواليك، ولكن اليوم كل سنتين أو ثلاث يغيّرون المنهاج، فتضطر لشراء كتب جديدة"!

ويضيف عودة: “مثلنا مثل الجميع.. في نهاية الأمر تضطر للدفع، أيمكنك أن تقول لا؟؟ أتمنع الدراسة عن ابنك"؟

ويتابع: “المشكلة في المدارس الأهلية اليوم ليست فقط اللوازم المدرسية، وإنما أيضا الرسوم الشهرية التي تدفعها عن كل ولد، فقد تصل إلى 420 شاقل شهريا لكل طالب، مثلها مثل قرض السكن (مشكنتا)، عدا عن التسجيل الذي يصل إلى 900 شاقل سنويا! اسمها رسوم تسجيل.. لماذا يجب أن نسجّل الولد كل سنة من جديد في المدرسة وندفع المبلغ ذاته؟ ألا يكفي أن نسجّله مرة واحدة على طول؟ لنقل أن رسوم التسجيل للصف الأول تصل 900 شاقل، ولكن لماذا كل سنة المبلغ نفسه؟ فالطالب بات مسجلا في المدرسة”!!!

ويحدثنا عودة عن قضية أخرى هي قضية اللباس الموّحد للمدارس، وكون بعض المدارس تشترط أن يتم شراء الملابس من حانوت واحد كانوا قد اتفقوا معه على ذلك، مشيرا إلى أن هذا الحانوت يتحكم بثمنها، بحيث يكون غاليا جدا في العديد من الأحيان، بينما قد يصل في حوانيت أخرى إلى أقل من ذلك بكثير!

ويؤكد على سبيل المثال، أن المدارس تجبر الأهل على شراء دفتر اليوميات المدرسي لأولادهم بمبلغ يصل إلى نحو 30 شاقلا، بينما بالإمكان شراء دفتر يوميات عادي من أي حانوت بمبلغ 10 شواقل فقط!!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *