نجى فتى يبلغ من العمر 11 عاما بأعجوبة من الموت، بعد أن أصيب بعنقه من شظايا زجاجية. الفتى صبحي عطايرة، كان يلعب بالمفرقعات عندما وضع واحدة منها داخل عبوة زجاجية، الا أن العبوة انفجرت، وأدت لإصابته بشظاياها، إذ دخلت إحدى الشظايا عنقه واخترقت القصبة الهوائية. وتم نقل عطايرة بشكل مستعجل لقسم الطوارئ في مستشفى رمبام، بوضع ثابت نسبيا، وهو يعاني من صعوبة في التنفس.
فور وصوله لغرفة الطوارئ بدأت حالته تتدهور، واضطر الطاقم الطبي لإدخال أنبوب للقنوات التنفسية بهدف مساعدته على التنفس بسهولة أكبر. بعدها تم نقل عطايرة لإجراء صورة إشعاعية، حيث شوهد جسم غريب في القصبة الهوائية، مباشرة تحت الأنبوب الذي أدخله الطاقم الطبي.
"في هذه المرحلة لم يكن واضحا لنا مدى الضرر الذي تسببت به هذه الشظية للحنجرة وللقدرة على الكلام، ولأي قسم من القنوات الهوائية دخل الجسم الغريب" يقول د. أرييه جوردين، مركزّ مجال الأنف الأذن والحنجرة للأطفال في المركز الطبي رمبام، ويضيف: “أقدّر أن الأنبوب أدخل الجسم الغريب أكثر الى عمق القصبة الهوائية، وبهذا المفهوم، كان الفتى محظوظا جدا بنجاح عملية إدخال الأنبوب. كان بالإمكان أن تنتهي الحادثة بفقدانه القدرة على التنفس وأضرار إضافية"!
بعد أن تم تشخيص المشكلة، حاول الأطباء فقه مدى الاصابة والضرر. وتم نقل عطايرة لغرفة العمليات، حيث نجح د. جوردين بعملية البرونوسخوبيا (إدخال كاميرا صغير عبر القصبة الهوائية الى الموضع المصاب)، بتشخيص الإصابة والشظية الموجودة داخل القصبة الهوائية، واستخراجها كاملة من هناك! وأظهر فحص آخر أنه وبشكل مفاجئ لم تحدث أي أضرار إضافية للقنوات التنفسية!
فيما بعد قام الأطباء بفتح خارجي للعنق، وظهر غضروف الحنجرة والقصبة الهوائية، وذلك بغية الكشف عن موضع دخول الشظية، وفحص اذا ما كان قد طرأ ضرر في هذا الموضع. فتم قطب الثقب الذي دخلت منه الشظية والذي كان بحجم حوالي سنتيمتر واحد، ولحسن حظ عطايرة لم يحدث أي ضرر للغضروف وللقصبة الهوائية والحنجرة المسؤولة عن المقدرة على الحديث.
من جهته لخّص د. جوردين الحادثة بالقول: “كان لهذا الفتى حظا كبيرا جدا. هذه الشظية الصغيرة كان بإمكانها أن تحدث ضررا أكبر بكثير ولكن بأعجوبة تمركزت بشكل لم تحدث ضررا كبيرا، وإنما قليلا جدا. كان بإمكان هذه الشظية أن تؤدي الى الاختناق والموت حتى قبل وصول الفتى للمستشفى. وفي حال كانت الشظية دخلت العنق بضع سنتيمترات أعلى من ذلك أو الى الجنب، كان بإمكانها أن تؤدي الى ضرر بالأوعية الدموية في العنق، أو حتى في الحنجرة والاوتار الصوتية"!
بعد يوم من وصوله لرمبام بدأ عطايرة بالتعافي، وبدأ يتنفس بقواه الذاتية وبدون الأنبوب، وكذلك بالنسبة لتناول الطعام. وبعد ثلاثة أيام من العملية الجراحية التي أجريت له تم تسريحه الى منزله وهو يشعر بتحسّن كبير.
من جهته قال أحمد عطايرة، والد الفتى صبحي، يجب أن تشكل هذه الحادثة مثالا: “كان بإمكان الحادثة أن تنتهي بالسوء، والحمدلله أن ما حدث مع صحبي انتهى على خير ما يرام. نحن نربيّ أولادنا على التصرّف اللائق والمثالي، ولكن حب الاستطلاع لدى الأولاد كبير ولا يمكننا حمايتهم منه، كل ما يكننا فعله هو مراقبتهم طوال اليوم. يجب الكف عن بيع هذه الألعاب الخطرة للأولاد. صبحي اليوم بخير، ولكن هناك الكثير من الأولاد الذين لا يزالوا يعانون من إصابات شتى جرا ء المفرقعات والألعاب النارية، ويجب وضع حد لذلك"!