شاهين نصّار
أكد دكتور يوسف جبارين، مخطط مدن والذي يحاضر في معهد العلوم التطبيقية التخنيون، يوم أمس الأحد في حلقة النقاش التي شارك فيها مع المعتصمين في خيمة وادي النسناس في حيفا، أنه "حان الوقت لأن ندخل خطابنا ونرفع مطالبنا لروتشيلد"!!
وأكد جبارين خلال حديثه: "اسرائيل تملك 93% من أراضيها، ونحن العرب نملك فقط 2،5% من الأراضي في الدولة، وغالبيتها مأهولة اليوم بالسكان. لدينا 40 بلدة غير معترف بها، يسكنها حوالي 80 ألف نسمة. العنصرية في النقب مخيفة! أكثر من 55% من الأطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر"!
وتحدث عن الخرائط الهيكلية للبلدات العربية عامة في البلاد، فقال د. جبارين: "ممنوع توسيع الخرائط الهيكلية للبلدات العربية منعا باتا، لكل حدود لمسطّح البلد أو القرية أو المدينة، ولها حدود نفوذ للخارطة الهيكلية، ولكن صدر قرار بمنع توسيع مسطحات القرى والبلدات العربية، وذلك لمنع تطوّرها.. مثال على ذلك سخنين عرابة ودير حنا، لا يوجد أماكن للتوّسع للسكن ولا توجد مشاريع سكنية مستقبلية.
في الناصرة حوالي 80 ألف نسمة، مساحتها 15 ألف دونما، منها 80 دونما مناطق صناعية، بينما نتسيريت عيليت فيها 40 ألف نسمة، 10 آلاف دونما منطقة صناعية، وفيها 40 ألف دونم. هذه فوارق خيالية، ولا يوجد أي دولة في العالم تسمح بذلك، عنصرية مطلقة في هذه البلاد!!! منذ سنوات الخمسين حتى اليوم أقيمت 60 ألف وحدة سكنية، كم منها في الوسط العربي؟ واحد بالألف فقط"!!
واستعرض بعض الأمثلة للتمييز في التخطيط والبناء ومصادرة الأراضي العربية في اسرائيل فقال: "في منطقة المركز أرادوا بناء مرآب لقطارات اسرائيل بمساحة 1500 دونما، درسوا 22 بديل في منطقة المركز، 1500 دونما موجودة على مساحات تابعة لدائرة أراضي اسرائيل، وهناك محل واحد يتبع لسكان جلجولية، أي مكان اختاروا برأيكم؟ أراضي جلجولية!!!
منذ العام 1948 حتى اليوم صادروا اراضي أهالي جلجولية لشارع رقم 6، صادروا أراضيهم لصنع متنزه اليركون، واسموه الرئة الخضراء لتل أبيب! ما دخل تل أبيب بجلجولية؟ ثم صادروا أراضي للضغط العالي والمتوسط للكهرباء، ثم صادروا أراضي للقطار، ومن ثم لناقل المياه القطري.. لم يتبق اليوم لديهم اراضي زراعية، وما تبقى منها ستكون عليها مصادرة 100%"!!
وأردف جبارين في حديثه متطرقا لضائقة الإسكان في مدينة حيفا، خصوصا وأنه يسكن في هذه المدينة: "البناء في حيفا للأغنياء فقط! في السنوات الأخيرة كل مشاريع البناء في المدينة معدة للطبقات العليا! اليوم يعملون على وضع خارطة هيكلية لمدينة حيفا، وحيفا هي آخر مدينة في العالم تشارك السكان في التخطيط الهيكلي الذي تنفذه.. الخارطة الهيكلية المقترحة لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب واحتياجات السكان أجمعين لا سيّما العرب منهم! بلدية حيفا تعي اليوم أن المخطط سيء جدا وبشكل خاص للعرب"!
وواصل د. جبارين حديثه بالقول: "منذ 10 سنوات خططنا لجامعة عربية في الناصرة في حي شنلر، كجزء أيضا من المدينة القديمة، ولكن المشروع توّقف بسبب عدم الموافقة على بناء جامعة عربية في المدينة، وبالتالي فتم تحويل أراضي شنلر لحي سكني، وهو آخر الأحياء السكنية الجديدة العربية في البلاد"!