أفادت تقارير صحافية بأن مسؤولي كرة القدم في بريطانيا قد يضطروا لتأجيل المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنكليزي الممتاز "البريميرليغ"، وهو الأمر الذي من شأنه أن يثير تساؤلات بشأن قدرة المدينة على تأمين الأحداث الكبرى مثل مباريات كرة القدم وأولمبياد الصيف المقبل.
هذا وقد تم اتخاذ تلك القرارات نتيجة اتساع نطاق أعمال العنف في المدينة، حيث أقدم الغوغاء على إضرام النار في السيارات والمباني وسرقة المتاجر ومواجهة قوات الشرطة.
وامتدت مظاهر الفوضى إلى أحياء قريبة من الحديقة الأولمبية في شرق لندن، وهي المقر الخاص بالاستادات الأولمبية والعديد من المواقع الأخرى التي ستُستَغَل خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها لندن صيف عام 2012.
وأكدت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن توقيت تلك الأحداث جاء سيئاً، لاسيما بعد وصول مسؤولين من اللجنة الأولمبية الدولية وآخرين من حوالي 200 لجنة أولمبية وطنية إلى العاصمة البريطانية، لندن، هذا الأسبوع من أجل حضور اجتماعات متعلقة بالمنافسات الصيفية المقررة في العام المقبل. كما تجري الآن اختبارات لبعض الألعاب التي من بينها الكرة الطائرة الشاطئية وكرة الريشة وركوب الدراجات.
من جهته، قال توني ترافيرز، الأستاذ في مدرسة لندن للاقتصاد الذي درس تأثير الأولمبياد على المدينة: "مما لا شك فيه أن هذا يوم سيء للغاية، ويوم مقلق، بالنسبة إلى منظمي دوري الألعاب الأولمبية في لندن. فبينما كانوا يخططون لحماية لندن من صور الإرهاب التقليدية، فإنني لا أتوقع أنهم كانوا يضعون في حساباتهم خطر العصيان المدني الذي يتعين عليهم مواجهته، حال وقوعه، خلال تنظيم الدورة".
وقال مارك آدمز، ناطق باسم اللجنة الأولمبية الدولية، إنهم غير قلقين بشأن الحالة الأمنية لدورة الألعاب الأولمبية التي ستقام خلال الصيف المقبل، لأن لديهم ثقة في منظمي الدورة. وعلى نحو مماثل، بدا مسؤولون من اللجنة الأولمبية الأميركية غير مباليين لأن أحداث الشغب التي وقعت هذا الأسبوع في لندن ستؤثر سلباً على المنافسات.
وأكد باتريك ساندوسكي، متحدث باسم اللجنة الأولمبية الأميركية، أنهم سيعملون مع منظمي البطولة، ومع الشرطة المحلية، ووزارة الخارجية، لضمان سلامة الوفد الأميركي.
وأشار ساندوسكي إلى أنهم بعثوا بطاقم مكوّن من ثلاثة ممثلين، بينهم آلان أشلي، رئيس الأداء الرياضي، إلى لندن خلال هذا الأسبوع، وقال إن هؤلاء الممثلين يجرون اجتماعات الآن في أحد الفنادق الموجودة في قلب العاصمة البريطانية.
وأوضحت الصحيفة من جهتها أنه من المنتظر أن تركز تلك الاجتماعات التي ستعقد مع مسؤولين من اللجنة الأولمبية الوطنية على مسائل لوجستية مثل خدمات النقل والإسكان والصحة، لكن الأمر الذي لا يمكن إغفال الحديث عنه هو استمرار أعمال الشغب.
وفي الوقت الذي يحاول فيه ما يقرب من 16 ألف رجل شرطة فرض سيطرتهم على حالة الفوضى التي تشهدها البلاد، سعى منظمو البطولة إلى طمأنة الضيوف إلى أن تلك الفوضى أمر عابر.
ووفقاً لتصريحات نقلتها عنه وكالة الأسوشيتد برس، قال هيو روبرتسون، وزير الرياضة والاولمبياد البريطاني "نحن ملتزمون بتنظيم بطولة آمنة، وهو ما سنفعله. وتشير كل الدلائل إلى أن تلك المشكلة تمثل جريمة منخفضة المستوى، تدفعها رسائل تُبَث على الشبكات الاجتماعية، وليست تهديداً أمنياً جديداً".
مع ذلك، لم تستطع العداءة البريطانية، باولا رادكليف، أن تخفي مشاعر القلق والرعب التي تراودها، وقالت على حسابها الخاص في موقع "تويتر" للتدوين المصغر: "بعد أقل من عام سنرحّب بالعالم في لندن، لكن العالم لا يرغب في القدوم الآن".
وتماشياً مع إجراءات الأمن التي بادرت السلطات باتخاذها لمواجهة هذا الحدث الاستثنائي، تم إلغاء مبارتين دوليتين، الأولى كانت ستجمع منتخب إنكلترا بنظيره الهولندي اليوم الأربعاء في ويمبلي، والأخرى كانت مباراة استعراضية مقررة يوم أمس بين نيجيريا وغانا في واتفورد بالقرب من لندن.
وفي تصريحات أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، قال أدريان بيفنغتون، العضو المنتدب في الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم: "رغم الأهمية التي تحظى بها كرة القدم بالنسبة إلينا، إلا أن الشيء الأهم في واقع الأمر هو سلامة وأمن جميع المشجعين والفرق كافة".
وينتظر أن يُحَدَّد غداً ما إن كان ستلعب مباريات البريميرليغ الافتتاحية المقررة في لندن يوم السبت كما هو مخطط أم لا. ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن نيك نوبل، متحدث باسم البريميرليغ، قوله إن الشرطة هي التي سيكون لها قول الفصل في تلك المسألة.