شاهين نصّار
نجحت خيمة وادي النسناس الاحتجاجية على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، والتي نُصبت يوم الخميس المنصرم على دوّار إميل حبيبي (مفترق شارعي الجبل وألنبي) على مدخل حي وادي النسناس الحيفاوي العريق، وفي غضون أيام قليلة باستقطاب تضامن ودعم جماهيري واسع النطاق على مستوى حي وادي النسناس ومدينة حيفا أجمع!
وتشهد الخيمة حركة نشطة في ساعات المساء بشكل خاص، بحيث يصل شباب حيفاوي من جميع أحياء المدينة، للتضامن مع الشباب المعتصم في الخيمة، يتناقشون ويتجادلون في قضايا الساعة، ويتشاركون في الفعاليات والنشاطات التربوية والثقافية شتى التي ينظمها المعتصمون.
وقد زار الخيمة حتى الآن كل من أعضاء البلدية هشام عبده وعيدنا زاريتسكي (عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) وزئيف سيلاس (الخضر في حيفا) ووليد خميس (التجمع وقائمة تحالف عرب حيفا) الذين حضروا الى الخيمة معبريّن عن تضامنهم ودعمهم لهذا النضال المشروع.
كما وصلت العديد من الوفود التضامنية كشبيبة مركز الكرمل (مساواة وجمعية التوجيه الدراسي) والشبيبة الشيوعية فرع حيفا، الشبيبة العاملة والمتعلمة، الجبهة الطلابية، والتجمع الطلابي، قيادة الحزب الشيوعي الحيفاوي وعضو الكنيست الأسبق عصام مخوّل، وأعضاء لجنة حي وادي النسناس، والذين استمعوا لشرح عن القضايا العينية التي تهم الشباب المعتصم، وأسباب الانضمام لاعتصام الخيم، والقرار بإقامة خيمة في وادي النسناس وعدم الانضمام لبقية الخيام في حيفا، بسبب تميّز قضية الشباب العربي الحيفاوي في نضاله.
وقد أكد المعتصمون أن الخيمة تحوّلت لمربط النضال الشعبي الشبابي المنطلق من حيفا، مشيرين الى أهمية هذا اللقاء بين جميع أطياف الشباب الحيفاوي والشراكة الحقيقية في هذا النضال الاجتماعي – السياسي. كما أكدوا على أن هذه الخيمة تحظى باهتمام واسع في الشارع الحيفاوي، اذ أنه ومنذ اليوم الأول شهدت زيارة تضامنية لوفد من الخيمة الأولى التي نصبت في حيفا – خيمة الأوديتوريوم، لينضم اليهم في وقت لاحق أيضا وفد من خيمة كريات اليعزر، فما كان الا أن تحوّلت الزيارات التضامنية الى جلسة لممثلي الخيام الحيفاوية، والتي أكد جميع المشاركين فيها على أهمية التعاون الكامل والحقيقي في هذا النضال، مع الحفاظ على مطالب كل خيمة وخيمة وتميّزها، على أن يكون الأساس المشترك الموّحد للجميع، كتخفيض أسعار الدور والسلع الأساسية والغذاء والكهرباء والوقود، وتخفيض ضريبة المسكن والأرنونا…
وأكد الطلاب في دعوتهم للمظاهرة الأولى للخيمة التي ينظمونها اليوم في دوّار إميل حبيبي، في الساعة 18.00 عصرا، مؤكدين على أهمية المطالب التالية:
حلول سكنية لائقة وبأسعار معقولة للشباب العرب، وبناء حي عربي جديد مع بنى تحتية عصرية؛
تطوير حقيقي للأحياء العربية بمشاركة الأهالي وضمان حقوق سكّان المساكن الشعبية؛
إلغاء سياسة منع وعدم إعطاء القروض السكنية ("المشكنتا") للشقق والدور في المناطق العربية والأحياء الفقيرة؛
إلغاء كل المعايير والشروط التمييزية في القروض السكنية لا سيما "الخدمة العسكرية"؛
إلغاء كل المعايير والشروط التمييزية في التعليم العالي وسوق العمل؛
إلغاء رفع أسعار المياه والكهرباء، وتخفيض ضريبة المسكن "الأرنونا" في الأحياء العربية والأحياء الفقيرة، بل وتحديد قيمتها بحسب الوضع الاقتصادي – اجتماعي لكل عائلة؛
تخفيض أسعار الوقود بالنصف؛
إلغاء الضرائب غير المباشرة على السلع الأساسية وعلى رأسها السلع الغذائية؛
إلغاء تخفيض الضرائب عن الشركات وذوي المداخيل المرتفعة؛
إلغاء التسهيلات الضريبية والهبات لكبريات الشركات وأصحاب رؤوس الأموال؛
رفع الحد الأدنى للأجور إلى 60% من معدل الرواتب العام (حوالي 5 آلاف شيكل)؛
ضمان الحق في الصحة والتعليم والرفاه كحقوق أساسية ومجانية في متناول الجميع، والتجاوب مع مطالب الأطباء والممرضين والمعلمين والعاملين الاجتماعيين والمحاضرين وكافة المطالب العمّالية العادلة؛
إلغاء كل مخططات التهويد والاستيلاء على العقارات في الأحياء العربية في حيفا وكل المدن المختلطة؛
التجاوب مع مطالب اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، فيما يخص قضايا الأرض والمسكن في القرى والمدن العربية في الجليل والمثلث والنقب؛
من أجل السلام العادل وإنهاء الاحتلال وتحويل الموارد والأموال بدلا من العسكرة والاستيطان نحو الإسكان والقضايا الاجتماعية.
"وأنا النّاسُ الحزانى، وأنا الشّعبُ المعذّب، وأنا العاصفةُ الهوجاء، في وجه المظالم،
وأنا النّهرُ الذي يجري ويجري، جارفاً كلّ الطُغاة" (توفيق زيّاد)