غزة .. كنوز من الأثار المنسية

مراسل حيفا نت | 10/08/2011
 
 
ربما لا يعرف كثيرون أن في قطاع غزة مناطق أثرية عديدة تضم ثروة هائلة من الآثار التاريخية تمتد لقرون مضت، فقد طغت أخبار الاعتدءات المتتالية من إسرائيل والحصار المفروض علىالقطاع على قطاعات هامة في غزة ومنها السياحة والآثار.

وحسب مسؤول حكومي فإن غزة تمتلك كنزا كبيرا من الآثار التاريخية، ولولا الحصار المفروض لجذبت تلك المناطق أعدادا هائلة من السياح.

ويكتشف الزائر لهذه المناطق وعددها 22 منطقة أثرية موزعة على مدن مختلفة بقطاع غزة روعة هذه الآثار التي تحكي جانبا هاما من التاريخ، إلا أن غياب الخبرة في الترميم والرعاية بدا واضحا عليها.

مواقع تاريخية

وتحمل وزارة السياحة في غزة الحصار المفروض على القطاع إضافة إلى منظمة اليونسكو المسؤولية في ذلك، لتجاهل المؤسسة الدولية النداءات المتكررة لحماية الآثار التاريخية في غزة.

وقال الدكتور محمد خلة المدير العام لوزارة السياحة والآثار في غزة إن القطاع يضم عددا كبيرا من المواقع والأبنية الأثرية تعود إلى فترات مختلفة منذ العصر الكنعاني حتى العصر العثماني، من أشهرها قصر الباشا الواقع في البلدة القديمة بمدينة غزة.

ويضيف أن أبنية هذا القصر تعود للفترة المملوكية وكان مقرا لنائب غزة في العصرين المملوكي والعثماني، أما أثناء الانتداب البريطاني فكان مركزا للشرطة، وقد أقام نابليون فيه ثلاث ليال، أثناء عودته بعد هزيمته في عكا سنة 1799م.

كما يعد دير القديس هيلاريون من أهم الأديرة الأثرية في فلسطين، وهو عبارة عن تلة أثرية عثر فيها على أرضية فسيفسائية أثناء تسوية الرمال، تعود إلى العصر البيزنطي، وفي هذا الموقع تكوينات معمارية خاصة بكنيسة ذات النظام البازيليكي ذي الثلاثة أروقة تحتوي على أرضيات فسيفسائية جميلة.

ومن المناطق الأثرية الرائعه أيضا "الكنيسة البيزنطية" في جباليا التي تعد من أهم الكنائس في بلاد الشام وتعود للفترة الزمنية 408 م، وتشتمل على عناصر معمارية متكاملة، وتحتوي على أرضيات فسيفسائية ملونة تصور الحياة الطبيعية في مدينة غزة.

ومن بين المناطق الأخرى مقام الخضر، الذي يقع في وسط مدينة دير البلح، وكان عبارة عن مسجد وفيه محراب، يحتوي على ثلاث قباب وساحة، ومن تحته المزار ينزل إليه بعشر درجات، وفيه قبر صغير من الغرب إلى الشرق -قيل إنه لأحد الأساقفة اليونانيين- وهناك بلاطة عليها كتابة باللغة اليونانية، وبأرضه بلاطة أخرى عليها أثر صليب.

وقال خلة إن هناك إقبالا من سكان غزة على زيارة المناطق الأثرية، وقد بلغ عدد الزائرين في العام 2010 نحو 25 ألف زائر، وبلغ في الأشهر الستة الماضية من العام الجاري 18 ألف زائر.

خبرات ضعيفة

وبشأن عمليات ترميم الآثار التي تتعرض لانهيارات بفعل عوامل الزمن قال إن الوزارة لديها بعض الخبراء في الترميم، لكن خبرتهم بسيطة مقارنة مع الأهمية التاريخية لهذه المناطق، وطالب منظمة اليونسكو بالقيام بدورها في ترميم هذه المناطق والاهتمام بها، لأن هذه المواقع تحتوي على أجزاء من تاريخ البشرية.

وتابع أن الحصار المفروض على غزة حال دون عقد دورات تدريبية لزيادة مهارات المتخصصين في ترميم الآثار  من القطاع، وذلك بالتعاون مع دول عربية متفوقة في هذا المجال، مثل مصر والأردن بخلاف غياب بعثات التنقيب عن الآثار.

وأكد أن عمليات التنقيب عن الآثار في غزة مستمرة ويقوم بها خبراء محليون، وكانت أحدث الاكتشفات منذ أيام قليلة في منطقة تل رفح عبارة عن بنيان يعود إلى العهد الرومانى، فيما يشير إلى أنه مقدمة للكشف عن قصر كبير فى هذه المنطقة.

وأضاف أن وزارة السياحة والآثار وضعت مع بلدية غزة  خطة للمحافظة على البيوت الأثرية المتواجدة في مختلف أحياء مدينة غزة القديمة، وأكد أن الوزارة تسعى مع مختلف الجهات المعنية لوضع تصور لمنع اندثار تلك البيوت الأثرية.

وقال إنها تدرس تحويل بعض البيوت الأثرية إلى متاحف ومراكز ثقافية تكون هدفا لزيادة الوعي التاريخي والحضاري عند المواطن الفلسطيني.

وناشد الدكتور محمد خلة المدير العام لوزارة السياحة والآثار في غزة المؤسسات الدولية المتخصصة لتقوم بدورها في حماية المناطق الأثرية في قطاع غزة.

سرقات أثرية

من جانبه كشف الدكتور معين الصادق أستاذ الآثار الفلسطينى أن الاحتلال الإسرائيلي سرق آلاف القطع الأثرية النادرة وقت احتلاله لغزة، مضيفا أنه شارك في مفاوضات فلسطينية مع إسرائيل لاسترجاع هذه الآثار المعروضة حاليا في متحف إسرائيلي بالقدس.

وأشار إلى أن من بين هذه الآثار المسروقة عدة توابيت نادرة تعود إلى قرون مضت سرقت من منطقة في دير البلح وكشف عنها خبراء في التنقيب من إسرائيل.

وانتقد الصادق تراجع دور اليونسكو في رعاية الآثار في غزة في الوقت الذي تولي فيه اهتماما بالمناطق الأثرية في الضفة الغربية، وقال إنه تم مخاطبة المنظمة أكثر من مرة، إلا أنها لم تبد رغبة في التعاون معنا.




 

 







 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *