لليوم الرابع على التوالي ..بريطانيا تعيش على وقع الشغب والنهب

مراسل حيفا نت | 10/08/2011

 

قال مساعد قائد شرطة مانشستر غاري شيوان ان اعمال العنف هذه يرتكبها اشخاص "ليست لديهم اي اسباب للتظاهر" وقد "جلبوا العار الى شوارع المدينة".

واضاف "انهم بكل بساطة ووضوح مجرمون فلتوا في الشوارع الليلة. ما جرى هو عنف مجاني واجرام عبثي على مستوى لم اشهد له مثيلا في حياتي" المهنية التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي.

ودعا شيوان السكان الى "التفكير جيدا الى جانب من سيقفون" عندما تبدأ الشرطة عمليات تعقب مثيري الشغب والقاء القبض عليهم.

واضاف "لدينا كم هائل من الصور الملتقطة من كاميرات المراقبة لكل الاعمال التي جرت الليلة، ولقد قلنا بوضوح اننا سنباشر من الغد الباكر حملة اعتقالات".

وحتى مساء الثلاثاء كانت مانشستر في منأى عن اعمال الشغب التي اندلعت في لندن السبت وتوسعت رقعتها لاحقا الى مدن بريطانية اخرى.

ولكن مساء السبت خرج مئات الشبان الملثمين الى الشوارع في وسط المدينة وعاثوا فيها خرابا ونهبا واحرقوا متاجر وهاجموا الشرطة ودارت بينهم وبين المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مواجهات.

واندلعت اعمال الشغب مجددا في انحاء بريطانيا لليلة الرابعة على التوالي الثلاثاء فيما استدعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون البرلمان من عطلته وامر بنشر الاف من رجال الشرطة الاضافيين في الشوارع بعدما دمرت اسوأ اعمال شغب تشهدها البلاد منذ عقود، مناطق في لندن.

واندلعت العنف في مناطق جديدة امتدت من مانشستر شمال انكلترا حيث اشعل شبان النار في عدد من المتاجر، الى مدن صناعية مثل ولفرهامبتون وويست برومويتش في وسط انكلترا حيث اقتحم شبان عددا من المتاجر واشعلوا النار في عدد من السيارات، حسب الشرطة.

وتستعد الشرطة في لندن لمواجهة مزيد من اعمال الشغب بعد ليلة وصفوها بانها اسوأ ليلة من الاضطرابات منذ عقود. وتمت زيادة اعداد عناصر الشرطة من 6 الاف الى 16 الف ليل الثلاثاء فيما تعهد كاميرون بفعل "كل ما هو ضروري لاعادة النظام الى الشوارع". ومساء الثلاثاء، تعرض مركز للشرطة للرشق بزجاجات المولوتوف ما ادى الى اشتعال النار فيه في نوتنغهام وسط بريطانيا من دون ان يصاب احد باذى، كما اعلنت الشرطة التي اعتقلت ثمانية اشخاص، في الليلة الرابعة على التوالي من اعمال العنف في بريطانيا.

وقالت الشرطة ان مركز شرطة كاننغ سيركس احترق بعد ان قام 30 الى 40 رجلا برشقه بزجاجات مولوتوف.

واضافت انه تم اخماد النيران ولم تسجل اصابات، كما تم اعتقال ثمانية أشخاص على الاقل.

وامتدت اعمال العنف في انحاء البلاد ليل الثلاثاء حيث تم احراق السيارات ونهب المتاجر، ودارت معارك بين الشرطة ومثيري الشغب.

وحصدت الفوضى اول ضحية لها اذ قتل رجل بالرصاص خلال عمليات النهب التي شهدتها مناطق في جنوب لندن، وتعهد كاميرون بفعل "ما يلزم لاستعادة النظام في الشوارع" بعد ثلاث ليال من اعمال العنف.

وقطع رئيس الوزراء عطلته التي كان يمضيها في ايطاليا عائدا الى بريطانيا ليعقد اجتماعا طارئا يتناول اعمال الشغب التي وصفها "بالمشاهد التي تدعو الى الاشمئزاز".

وفي تطور لا يبدو انه سيخفف من التوترات، قالت لجنة مراقبة الشرطة البريطانية انها لم تعثر على دليل يثبت ان مارك دوغان –الذي قتل في اطلاق نار للشرطة الاسبوع الماضي وكان الشرارة التي اطلقت اعمال العنف في لندن –اطلق النار على ضباط الشرطة.

وفي عملية مخطط لها مسبقا، اوقف رجال شرطة مسلحون سيارة اجرة كان يتنقل فيها دوغان (29 عاما) في منطقة توتنهام التي تسكنها اتنيات مختلفة في شمال لندن. واطلقت عيارات نارية وتوفي دوغان في مكان الحادث.

وذكرت اللجنة المستقلة لشكاوى الشرطة الثلاثاء "في هذه المرحلة، لا يوجد دليل على ان المسدس الذي تم العثور عليه في الموقع اطلقت منه عيارات نارية خلال الحادث".

وادانت اسرة مارك اعمال العنف الثلاثاء، واعربت عن "الانزعاج الشديد" من اعمال العنف التي قالوا انها "لا علاقة لها بمعرفة ما حدث لمارك".

ورغم الجدل الذي يحيط بحادث اطلاق النار، الا ان كاميرون حذر مثيري الشغب بقوله "سنواجهكم بكل قوة القانون. واذا كنتم راشدين لدرجة تمكنكم من ارتكاب هذه الجرائم، فانت راشدون لدرجة تجعلكم تواجهون العقاب".

واعتقل 525 شخصا في لندن خلال الايام الثلاثة الماضية بمن فيهم 310 ليلة الاثنين، بينما اصيب 111 من رجال الشرطة بجروح، حسب ما افادت ستكلنديارد.

وليل الاثنين اجتاحت اعمال شغب مناطق مختلفة من لندن وغيرها من المدن الانكليزية شملت برمنغهام وليفربول.

وقالت الشرطة انها اعتقلت نحو 140 شخصا اثناء قيام شبان بنهب متاجر في وسط مدينة برمنغهام ليل الاثنين الثلاثاء فيما حاولت الشرطة في مدينة بريستول الجنوبية الغربية احتواء مجموعة من 150 شابا من مثيري الشغب.

وفي لندن قال نائب رئيس الشرطة البريطانية سكتلنديارد ستيفن كافانا ان اعمال الفوضى التي نفذها مئات الشباب الذين اخفوا وجوههم من الكاميرات، "غير مسبوقة" وقال ان الشرطة تتعرض لضغوط "لم اشهدها من قبل".

وقال انه يجري دراسة استخدام الرصاص البلاستيكي – الذي استخدم خلال العنف الطائفي في ايرلندا الشمالية ولم يسبق استخدامه في بريطانيا من قبل – "كأحد الاساليب التي يمكن اللجوء اليها" لوقف العنف.

والرصاص البلاستيكي اقل ضررا من الرصاص المطاطي.

وتسببت اعمال العنف في الغاء مباراة كرة قدم ودية بين غانا ونيجيريا كان من المقرر ان تجري في لندن. وجاء ذلك بعد الغاء مبارة اخرى بين انجلترا وهولندا بعدما صرح المسؤولون بعدم امكان ضمان سير المباراة بشكل آمن في ظل اعمال العنف وانشغال خدمات الامن والاسعاف.

وتعهد مسؤولون بريطانيون بمراجعة الترتيبات الامنية للاولمبياد المقرر ان تستضيفها لندن العام المقبل بعد اتخاذ رابطة كرة القدم الانكليزية قرار الغاء المباراة الدولية بين انكلترا وهولندا في استاد ويمبلي بلندن الاربعاء في خطوة غير مسبوقة.

وفي بعض المناطق سيطر مثيرو الشغب على الشوارع الاثنين مع اختفاء الشرطة، وفي منطقة كلابهام بجنوب غربي لندن حيث يعيش الكثير من الاغنياء نهب المئات متجرا طيلة ساعتين على الاقل، حسب شهود العيان.

وقام رئيس بلدية لندن بوريس جونسون بزيارة المنطقة الثلاثاء بعد ان قطع اجازته. وقال له بعض السكان المحليين "لماذ انت هنا الان؟ لقد تاخرت كثيرا".

وتحدثت الصحف البريطانية عن "هيمنة الغوغاء" بينما قال احد مسؤولي الشرطة ويدعى بول ديلر الثلاثاء ان الشرطة "نفد ما لديها من وحدات للانتشار".

كما حثت الشرطة الاباء والامهات على حض اولادهم على عدم المشاركة في اعمال الشغب.

واشارت الشرطة الى الاعداد الضخمة من الشباب صغار السن ومن جرى القبض عليهم واحتجازهم في اقسام الشرطة، وبينهم ثلاثة للاشتباه في الشروع في القتل بعد محاولة دهس شرطي بسيارة في منطقة برنت بشمال غربي لندن.

ورغم مشاهد الدمار التي خلفتها ليلة من اعمال الشغب، قال المكلف بمهام رئيس الشرطة تيم غودوين انه "لا يجري التخطيط لنشر الجيش" للتعامل مع الموقف.

وقال كاميرون ان رئيس مجلس العموم وافق على استدعاء البرلمان من عطلته الصيفية الخميس حتى يتسنى للنواب بحث كيفية التجاوب مع اعمال الشغب، في خطوة نادرة تعزز الاعتقاد بخطورة الازمة.

وذكرت الشرطة انه عثر على شاب عمره 26 عاما في سيارته مصابا برصاصة في الراس في منطقة كرويدون الثلاثاء، وقد توفي في المستشفى ليصبح اول ضحايا اعمال الشغب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *