لجنة المحافظة على المباني التاريخية ترفض مسح المباني في البلدة التحتا

مراسل حيفا نت | 25/01/2022

لجنة المحافظة على المباني التاريخية ترفض مسح المباني في البلدة التحتا

 


د. عروة سويطات: “
هذا أقل ما يمكن فعله مع استمرار حالة إنكار التاريخ وتشويه المكان وسرقة موروثنا

د. عينات كاليش: “علينا أن نحافظ على ما تبقى من تاريخ المدينة المفقود

في اجتماعها يوم الأحد الماضي 23/01/2022، رفضت اللجنة البلدية للمحافظة على المباني والمواقع التاريخية في حيفا المصادقة على مسحالمحافظة على البلدة التحتا، وذلك في أعقاب الاعتراض الذي قدّمه مخطط المدن وعضو اللجنة د. عروة سويطات، والذي لاقى دعم أعضاء اللجنة، وفي مقدّمتهمرئيسة البلدية د. عينات كاليش. على أثر ذلك، طلبت اللجنة المخططين بتعديل المسح ليشمل كافة المباني التاريخية، وتغيير السرديّة التاريخيّة لتكون أكثر دقّة وتعبيرًا عن هويّة المدينة، كما قرّرت إجراء جولة خاصة في المنطقة لفحص كافة المباني المعدّة للمحافظة التاريخية والتأكد من دقة المسح والمعلومات.

خلال الاجتماع، استعرض د. عروة سويطات الإشكاليات الموجودة في المسح، بدأَ من السرديّة التاريخيّة الاستشراقيّة والاستعلائيّة والخاطئة للتقرير، التي وصفت مثلًا الظاهر عمر الزيدانيّ مؤسّس مدينة حيفا الجديدة بـ“البدوي الذي احتل الشمال وحيفا”، وتجاهل الوجود العربيّ الفلسطينيّ في المدينةومؤسساته ونهضته، حيث ركّز فقط على الوجود اليهوديّ والألمانيّ ومساهماته، معتمدًا على استنتاجات خاطئة تدلّ على جهل معرفيّ، وأشار د. سويطات إلى أخطاء عينيّة في المسح مثل تسمية “كنيسة السيدة” في التقرير باسم “كنيسة بيت النعمة”، و”الكنيسة الأرثوذكسية” باسم “كنيسة الكاثوليك”.

ليس هذا فحسب، فقد تجاهل المسح بالكامل النكبة وتهجير أكثر من سبعين ألف فلسطينيّ من حيفا عام 1948، وتجاهل عملية “شكمونة” لهدم مدينة حيفا التاريخية بالكامل، إذ جاء في المسح “مع إقامة دولة إسرائيل وجدت نفسها مدينة حيفا مع سكان أقل، بعد أن هرب أو تم اخلاء غالبية السكان العرب”. بالإضافة إلى ذلك، وصف د. سويطات المسح بأنّه يشوّه العمارة العربية الفلسطينية المدينية الحديثة، إذ يسمّي العمارة الفلسطينية أنها “بيت الحوش الإسرائيلي”!

وفي الاجتماع أكّدت أيضًا رئيسة بلدية حيفا د. عينات كاليش أمام اللجنة: “هذه المنطقة هي المدينة الأصلية التي هُدمت وتم محو تاريخها، لذا يجب تعديل المسح بحيث يصوّر بالأشعة تاريخ المدينة المفقود ويبحث عن قرب وبتمعنّ للحفاظ على اثار ومعالم ما تبقى منها”.

كما أكّدت المهندسة المعمارية عيناف شحوري مديرة قسم المحافظة في البلدية على موقف د. سويطات بقولها: “يجب تعديل المسح وفق الملاحظات المهنية ووضع توصيات واضحة للمحافظة على أهم المواقع التاريخية للمدينة وسيتم اجراء جولات خاصة وتذويت كافة ملاحظات اللجنة ود. عروة سويطات لتعديل المسح وتغييره”.

وفي تعقيبه على هذا الإنجاز صرّح د. سويطات: “هذا أقل ما يمكن فعله مع استمرار حالة إنكار التاريخ وتشويه المكان وسرقة موروثنا. المسح هو وثيقة رسمية يجب أن نفرض فيها خطابنا حول هوية مدينتنا التاريخية، كما أنّه أساس لأي تخطيط وتطوير مستقبليّ، ولذلك فهو تحصين للمباني التاريخيّة أمام المطامع الاستثماريّة في المنطقة“.

* الصورة للمدينة عام 1920 قبل الهدم. المصدر: من المسح المقترح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *