بروبوليس: المضاد الحيويّ الطبيعيّ

مراسل حيفا نت | 21/01/2022

بروبوليس: المضاد الحيويّ الطبيعيّ

الزّكام، الإنفلونزا، أمراض الجلد وحتى أمراض اللّثة: كيف يحارب البروبوليس البكتيريا، يعقّم، ويقوّي جهاز المناعة، ويساعد في الحفاظ على الصحة؟

بقلم: ديفيد جباي، صيدلي مؤهّل، ألتمان

باختصار، من المهم أن تعرفوا:

في العقود الأخيرة، بدأ العلماء بإجراء العديد من الدراسات والأبحاث السريرية لفحص تأثير البروبوليس على الأمراض المختلفة.

البروبوليس غنيّ جدّا بالفيتامينات والمعادن والعناصر المتوفّرة بكمّيات ضئيلة جدا (عناصر كورت) التي تقوّي جهاز المناعة.

قد يقلّل الاستخدام المنتظم للسيروب، الذي يحتوي على البروبوليس، من مخاطر الإصابة بأمراض الشتاء، ومن استخدام المضادات الحيوية. الضغط النفسي، التأثيرات البيئية، التعرّض للسموم مثل النيكوتين، الإفراط في استهلاك الكحول والكافيين، وكذلك قلّة النوم وسيرورة الشيخوخة الطبيعية- كل هذه العوامل قد تضعف جهاز المناعة والحماية الطبيعية في الجسم. وبالرغم من ذلك، يتّضح أن البروبوليس يحتوي على مكونّات أساسية قد تدعم وتعزّز العمل الفعّال والناجع لجهاز المناعة وتقوّيه.

ما هي المكوّنات الأساسية للبروبوليس؟

فلافونيد: البروبوليس غنيّ بشكل خاص بالفلافونيدات، وهي مواد طبيعية فعّالة موجودة من النباتات، ومتوفّرة في العديد من الفواكه والخضروات. نحن نستهلكها في تغذيتنا، ولكن عادة ليس بكمياتٍ كافية. تعمل الفلافونيد على تقوية جهاز المناعة عن طريق تسريع آليات التنبيه في الجسم، وتعتبر “لاقطة” للجذور الحرّة.

فيتامينات، معادن وعناصر متوفّرة بكمّيات ضئيلة (“كورت”): يحتوي البروبوليس أيضًا على جميع الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، وهو غنيّ بالمعادن المهمة والعناصر المتوفّرة بكمّيات ضئيلة، مثل المغنيسيوم والكالسيوم والزنك والحديد، والتي تدعم أيضًا جهاز المناعة وآليات أخرى في الجسم، مثل بناء العضلات والعظام وتجدّد الخلايا.

كيف يساعد البروبوليس في التعامل مع مختلف الأمراض والظواهر الصحية؟

الخصائص العلاجية للبروبوليس معروفة منذ القدم: يتّضح أنّ علماء اليونان القديمة، مثل أرسطو وآخرين، لاحظوا أن النحل يقوم بتحنيط “الغزاة”، أي كل ما يغزو خلية النحل، بمساعدة البروبوليس، لمنع التعفّن. لذلك، نصحوا باستخدام البروبوليس في حالة الاصابة بالكدمات، تقرّح الجروح، التهاب العينين وكذلك لعلاج الأعضاء الداخلية، وكَمَرهم لمنع التشققات في الجلد. في مصر القديمة، كان يُستخدم في التحنيط، واستعمله أبناء قبيلة “الإنكا” كعلاج للجروح القيحية.

كما هو معروف، فإن الطب الحديث يتجاهل استخدام منتجات النحل كما هو الحال مع معظم طرق العلاج الطبيعي. ومع ذلك، وبسبب الآثار الجانبية للأدوية الحديثة، فقد بدأ العلماء في “إحياء” الوصفات الطبيعية القديمة وإجراء العديد من الدراسات السريرية التي فحصت تأثير البروبوليس على الأمراض المختلفة.

كانت الحقيقة الأكثر إدهاشًا هي أن المكوّنات النشطة في البروبوليس لم تفقد فاعليتها لأكثر من 40 مليون سنة، على الرغم من أن الفيروسات ومسببات الأمراض تتغير باستمرار.

في الواقع، البروبوليس “مدين” بانتصاره وعودة استخدامه الواسع للباحث الدنماركي كارل لوند أغارد، الذي أجرى تجارب مختلفة ومتنوعة، وكرّس نفسه لدراسة البروبوليس، ومع الوقت أصبح خبيرًا ذا شهرة عالمية في هذا الموضوع. سجّل أغارد براءات اختراع في جميع أنحاء العالم لعمليات ومراحل استخلاص البروبوليس، كما أن مقياس الجودة الذي استخدمه لا يزال ساري المفعول بشكل مطلق حتى يومنا هذا.

في فصليّ الخريف والشتاء نتعرّض للإصابة بأمراض مختلفة، معظمها فيروسية، والتي أطلق عليها اسم “أمراض الشتاء”، ويشمل ذلك الزكام والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي والتهاب الحلق والأذنين وغيرها. أظهرت العديد من الدراسات أن البروبوليس يساعد في التعامل مع الفيروسات والبكتيريا، وذلك بفضل احتوائه على مركبات الفلافونيد.

قد يساعد البروبوليس أيضًا في حالات الأمراض الجلدية والجروح والحروق، حيث يعمل كمهدئ للالتهابات ويساهم في تجدّد الخلايا. وتتحدّث الدراسات الطبية المهنية عن نجاحات علاجية جيدة وسريعة في تخفيف الهربس وحب الشباب.

قد تساعد أيضًا مستحضرات العناية بالفم والأسنان، التي تحتوي على خلاصة البروبوليس الخاصّة، في حالات التهاب اللثة وتسوّس الأسنان.

كيف يساعد البروبوليس في الوقاية من أمراض الشتاء عند الأطفال؟

يتبيّن أن الاستخدام المنتظم للسيروب الذي يحتوي على البروبوليس قد يقلّل من خطر الإصابة بأمراض الشتاء عند الأطفال ومن استخدام المضادات الحيوية، كما يقلّل من أيام الغياب عن الروضة أو المدرسة ويخفّف من حدّة الأعراض. في السنوات الأخيرة، هنالك ميول لاستخدام المزيج من نبتة الإكناسيا(القنفذية) والبروبوليس للتعامل مع أمراض الشتاء (خاصة الزكام والإنفلونزا) وللحفاظ على حماية الجسم الطبيعية.

وجدت دراسة تناولت تأثير تناول السيروب المحلّى، الذي يرتكز على الإكناسيا (القنفذية) والبروبوليس، انخفاضًا كبيرًا بمدى خطر الإصابة بأمراض الشتاء لدى الأطفال الذين تظهر عليهم أولى علامات المرض. كما تبيّن أن استخدام السيروب يقلل بشكل كبير من الحاجة للمضادات الحيوية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *