من جرّاء خلل في مكبّرات الصوت:
لم يُسمع أذان المغرب في أول يومين من شهر رمضان الفضيل، في وادي النسناس!
فكتور حجّار: "مَن يزعجه الآذان فليرحل!"
مطانس فرح
«من المؤكّد أنّ هناك أياديَ خفيّة وراء إسكات أذان المغرب» – جاءني صوت أحد سكّان حيّ وادي النسناس (رفض التعريف بنفسه) عبر الهاتف، مؤكّدًا أنّه لم يسمع صوت أذان المغرب – كما هو معتاد سنويًّا – في حيّ وادي النسناس. وأضاف: «أعتقد أنّ هناك عددًا من السكّان الذين يزعجهم صوت الأذان، وعلى ما يبدو هم وراء إسكات صوت الأذان!».
ولم تكد تمضي ساعات، حتى تلقّيت مكالمة هاتفيّة ثانية، وهذه المّرة، من سيّدة تستفسر عن سبب عدم سماعها صوت أذان المغرب، كما هو الحال سنويًّا في حيّ وادي النسناس.
وفي صبيحة اليوم التالي، وأنا في طريقي إلى العمل، ألقيت تحيّة الصباح – كعادتي – على مصطفى النملة (أبو سهيل)، صاحب محلّ لبيع الألبسة في شارع مار يوحنّا (سوق وادي النسناس)، فاستوقفني مستفسرًا عن سبب عدم سماعه صوت الأذان، فقد مرّ يومان، ولم يسمع أذان المغرب. وقال: «أنا معتاد سنويًّا على سماع أذان المغرب عبر مكبّرات الصوت في حيّ وادي النسناس، وبذلك أعلم أنّ موعد الإفطار قد حان. ولكنّني هذا العام لم أسمع صوت أذان المغرب في موعده، ولم أنتبه للساعة، فدَهَمني الوقت وأفطرت في أوّل أيام رمضان في الساعة الثامنة والنصف مساءً!».وأضاف أبو سهيل: «لا أدري ما هو السبب الفعليّ، لعدم تفعيل أذان المغرب عبر مكبّرات الصوت، في حيّ وادي النسناس، كما هو متّبع منذ سنوات؟ فسماع أذان المغرب يسهّل على الصائمين معرفة حلول موعد الصلاة والإفطار».
وفي حديث مع أحد سكّان الحيّ (الاسم محفوظ في ملفّ التحرير)، قال: «أعتقد أنّ عددًا من سكّان الحيّ يزعجهم صوت الأذان، ولربّما هم مَن يقف وراء إسكاته!». وعند سؤالي حول ما إذا كان متأكّدًا من أقواله، أو حول ما إذا كان يعرف، فعلًا، هؤلاء الأشخاص، أجاب: «لا أريد أن أذكر أسماء، فأنا لست متأكّدًا ممّا إذا كانوا هم، فعلًا، وراء ذلك!».
أمّا راجح سرحان (أبو عماد) فقال: «صحيح. أنا لم أسمع – منذ بدء الشهر الفضيل – أذان المغرب عبر مكبّرات الصوت في حيّ وادي النسناس، كما كنت معتادًا سماعه». وأضاف: «لم أشعر بالوقت، ولأنّني لم أسمع صوت أذان المغرب، أفطرت في أوّل أيام الشهر الفضيل في الساعة الثامنة والربع مساءً، تقريبًا. لا أدري ما هو السبب من وراء عدم سماع الأذان».ولفحص الموضوع، والوقوف على أسباب عدم سماع أذان المغرب، فعلًا، في حيّ وادي النسناس – كما اعتدت سماعه أنا أيضًا – هاتفت ڤكتور حجّار (أبو رمزي)، رئيس لجنة حيّ وادي النسناس، بعد ظهر الأربعاء، مستفسرًا عن عدم سماعنا أذان المغرب في الحيّ، وسائلًا حول ما إذا كان هناك أحد وراء إخفات صوت الأذان، فأجاب على الفور: «بالطّبع لا. فالأذان لا يزعج أحدًا». وأضاف: «القصة وما فيها أنّ هناك خللاً في مكبّرات الصوت، ولذا لم يكن بالإمكان سماع الأذان.. ولكنّهم يعملون، حاليًّا، على إصلاح الخلل، وبإذن اللّه، سيُسمع اليوم (الأربعاء) أذان المغرب».
وسألته مجدَّدًا، حول ما إذا كان هناك، فعلًا، مَن ينزعج من الأذان، فأجابني: «من يزعجه الأذان فليرحل!».
وفعلاً، عادت المياه إلى مجاريها وسمع سكّان حيّ وادي النسناس – المسيحيّون قبل المسلمين – أذان المغرب، كما اعتادوا في كلّ عام. وقد فُنِّدت بذلك جميع الإشاعات حول أنّ عددًا من سكّان الحيّ يزعجه الأذان وكانوا وراء إسكاته. فجميع سكّان حيّ وادي النسناس عائلة واحدة كبيرة، يحتفلون، معًا، بالأعياد جميعها، وسيواصلون الاحتفال بها، معًا.
(تصوير: وائل عوض)