شاهين نصّار
"توت أرض"، فرقة جولانية تخطت كل الحواجز، وكسرّت كل المتعارف عليه، فرقة ثورية بحق وحقيقة، تغني للثورة، في الصحراء، في الجولان، في سوريا وفي كل مكان، وتقاوم الاحتلال الاسرائيلي بموسيقاها المميزة… موسيقى تجمع بين الشرق والغرب، فالآلات الغربية ولكن الصوت عربي!
الفرقة التي تتكون من: حسن نخلة – غناء وجيتار، رامي نخلة – درمز، شادي عويدات – جيتار، يزن ابراهيم – جيتار باس، عمرو مداح – ساكسوفون، وشادي عيساوي – بركيشن (من الناصرة)، تمثل مشهد ثقافي جديد في الجولان وفلسطين وحتى العالم العربي أجمع، الموسيقى البديلة…
فبعكس الموسيقى التقليدية، التي تعتمد على العود والدربكة (طبلة) والناي، الموسيقى البديلة تعتمد على الجيتار والدرمز والساكسوفون حتى، فتخرج الألحان المميزة منها، واذا أرفقت بكلام ملائم فأنت على موعد مع "ثورة موسيقية" قادمة!
هذه الفرقة التي عرضت في كل محل من حيفا لرام الله للقدس والناصرة والأسبوع القادم سيعرضون في عكا، حلّت أمس الجمعة ضيفة على مقهى "إليكا" في حيفا، وألهبت الحضور الذي رقص وغنّى معها بفرح ومرح..
من جهته يقول مغني وقائد الفرقة حسن نخلة: “نحن من مجدل شمس من الجولان السوري المحتل، مجموعة اصدقاء التقينا وقررنا أن نعمل شيئا فنبحث عن نفسنا عبر الموسيقى، الريجي، السكا، الروك، الأكروبيتس، الجاز، وورلد ميوزك (موسيقى عالمية) وكثير من أنواع الموسيقى التي نحبها”.
ويضيف شقيقه وزميله في الفرقة رامي نخلة في رد على سؤال حول الموسيقى التي يحبونها: “لا يوجد نوع موسيقى مفضّل علينا، فلدينا أكثر من لون موسيقي نحبه، فنخلط موسيقى من جميع أنحاء العالم لننتج موسيقانا”.
الموسيقى البديلة تجتاح العالم العربي!
أما حول الموسيقى البديلة في المشهد الثقافي الجولاني والفلسطيني الذين ارتبطا بوثاقة ببعضهما البعض بفضل الاحتلال، يقول حسن: “اليوم هناك حاجة لموسيقى بديلة نوعا ما، فلا يمكن أن نسمع فقط الموسيقى لتقليدية وحسب، وهناك اقبال على هذا النوع من الموسيقى، وكل نوع بديل يمنح الناس خيار إضافي، كثيرون يسمعون هذه الموسيقى”..
ويردف رامي: "هذه الظاهرة تجتاح العالم العربي من لبنان الى سوريا الى الأردن، في كل محل باتوا يسمعون هذه الموسيقى البديلة”!
ويتابع حسن: “ظاهرة الموسيقى البديلة في فلسطين جيدة وتتجه بالاتجاه الصحيح، يجب أن تكون ثوري موسيقيا وتبحث عن موسيقى جديدة، وليس فقط الموسيقى التقليدية، وهذا خيار بديل من نوع آخر لمن يحب هذه الموسيقى، وهناك إقبال جيد.. نتحدث عن كل شيء في موسيقانا، قضايا اجتماعية، قصص كيف الدين مسيطر علينا، سياسيا أننا محتلون وأننا نحب كثيرا العودة الى سوريا، أن نذهب الى دمشق، بيروت، القاهرة، ولكن بسبب الاحتلال لا يمكننا الذهاب الى أي مكان”..
ويؤكد حسن نخلة أنه "خلال شهر قد يصدر الألبوم الأول لنا… وسيتخلله الكثير من الأغاني الجديدة.. سنعمل جولة عروضات”..
يا ريت لو نعرض في سوريا
أما في رده على سؤال حول امكانية تنظيم عروض لهم في وطنهم الأم سوريا فيقول: “يا ريت لو نستطيع أن نعرض في سوريا بلدنا الأم، ولكن لا يمكننا أن نذهب الى هناك بسبب الاحتلال وكوننا من الجولان السوري المحتل. ولدينا أكثر من أغنية تتحدث عن هذا الموضوع”.
ويضيف: “نحن نشعر أننا جزء من فلسطين المحتلة، والاحتلال يمنعنا من زيارة بلدنا الأم، لا يمكنني أن أضربهم (أي الاحتلال وجنوده) وأستعمل العنف كما هم يستعملون، الموسيقى طريقتنا ولن نتنازل، نحن متأكدين أن الجولان سوري ولا بد أن يعود لسوريا”!
أتمنى أن أعرض في دمشق
ويقول رامي: “حتى الآن ما زلنا في إطار محلي فقط، وحتى الآن لم نعرض خارج الجولان وفلسطين، ونتمنى أن نعزف في يوم ما في لبنان وسوريا ومصر والعراق.. يا ريت لو نعرض في دمشق.. في العالم العربي بدأوا يعرفوننا بمساعدة اليوتيوب والفيسبوك.. ونتأمل أن يكون غدا يوم أفضل، فلا يوجد أمامنا حلّ آخر”!
الموسيقى هي أكبر صفعة للاحتلال!
ويوجه حسن كلمة للاحتلال عبر موقع "بكرا" قائلا: “نتوقع أن تكون الموسيقى أكبر صفعة وأحلى من أي خطاب أو تصريح يمكن أن تعمله، الموسيقى هي مقاومة راقية. وهذا ما نقوم به”!
أما في رده على سؤال حول تقبّل المجتمع الدرزي والجولاني لهذه الموسيقى البديلة: “نحن محررين من حيث كبت الطائفة الدرزية، نحن لا نعتبر أنفسنا دروزا كأشخاص، ولدنا بشرا أحرار في عائلات درزية فقط، الدروز لا يعبرون عنا ولا نعبّر عنهم”…
ويضيف في رد على سؤال: عندما عرضتم في مجدل شمس ماذا قالوا عنكم؟ "هناك طرفان، هناك من تقبل الشيء وهناك من لم يتقبله ولا يمكننا أن نمنع أي شخص عن رأيه الشخصي”..
نتمنى أن تتحرر سوريا وندعم الثورة!
ويجمع الشقيقان حسن ورامي نخلة أنه لا بد أن تتحرر سوريا من قيود الحكّام المستبدّين فيؤكدان: "ما يحدث في سوريا سيء جدا، وهناك أمل أن ينجح الأمر.. ما كان يجب أن ننتظر الثورات حتى تنزل الحكومة التي أصلا كان يجب أن تزاح.. نتمنى أن تتحرر سوريا.. يجب أن تتحرر.. نحن مع الثورة في كل مكان”!