شاهين نصّار
في الوقت الذي شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في قلب تل أبيب بمظاهرة كبرى ضد غلاء السلع والمساكن والدور والوقود ودعما لنضال الأطباء والعاملين الاجتماعيين وغيرهم… شارك قرابة ثلاثة عشرة آلاف شخص في مظاهرة مشابهة في حيفا!
حيث شهدت المظاهرة التي برز فيها الشعار: "الشعب يريد عدالة إجتماعية"، والتي تعتبر الأكبر التي شهدتها المدينة منذ عشرات السنين، مشاركة العديد من الحركات الطلابية والشبابية اليهودية على رأسها حركة الشبيبة العاملة والمتعلمة، ولكن ولمزيد الأسى، لم تشهد مشاركة عربية كافية… فمع مراسلنا بالكاد وصل عدد المشاركين العرب الى العشرة!!! وبأقصى حد.. العشرات…..
فعدا بضع ناشطين عرب في الحزب الشيوعي، وبعض المشاركين العرب، بقيّة الأحزاب العربية لم تظهر على الساحة الحيفاوية!!!
من جهتها قالت عضو بلدية حيفا، عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عيدنا زاريتسكي: “فعلا هذا عيد للديمقراطية، منذ فترة طويلة لم نشهد ما يحدث اليوم في بلادنا. وأخيرا فهم السكان أنهم مُستغلون وأنه لن يكون بالامكان مواصلة السكوت! المثير هو أن الناس لا يرفعون شعارات ضد غلاء المساكن وانخفاض الرواتب وحسب، وإنما هم يبدون تضامنهم مع إضراب عمّال مصنع "حيفا خيميكاليم" ويبدون التضامن العربي اليهودي، هذا أمل جديد، هناك أمل"!
وأضافت في رد على سؤال فيما اذا كنا سنشهد ثورة في اسرائيل كالثورات العربية الجبّارة: “لا شك أن المقارنة بين ما شاهد الناس في ميدان التحرير في القاهرة وفي تونس، وكل هذه المظاهرات والقوة وإصرار المواطنين على التظاهر يوما بعد آخر، هذا ما يجعلهم يستمدون قوتهم منه"!
وأردفت قائلة في رد على سؤال اذا ما كان ميدان حوريف في حيفا قد تحوّل لميدان التحرير الاسرائيلية: “أتمنى أن يكون الأمر كذلك بالفعل! حيفا لم تشهد مظاهرة كهذه أبدا!! الشباب يرسل اليوم رسالة واضحة للحكومة، وأخيرا الشباب يخرج ضد السلطة وضد سلطة رأس المال”!!
من جهته قال عضو الكنيست الأسبق ومدير معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية عصام مخوّل، والذي شارك في المظاهرة: “أقول أنه يبدو أنه صار هناك شعب في اسرائيل وأخيرا!!! نحن نتحدث عن شعب مثير للفخر أن ننتمي اليه، شعب من اليهود والعرب، من العاملين الذين خرجوا عن صمتهم، وخرجوا الى الشوارع ليقولوا كفى للاضطهاد الاجتماعي والقهر الاجتماعي! خرجوا للقول أن الطبقة العاملة بكل مواقعها كرامة وهي تعرف أن تدافع عن كرامتها. أعتقد أننا أمام وضع جديد تاريخيا، لم يكن شيء من هذا القبيل في اسرائيل في السابق"!
وأضاف في رد على سؤال حول اذا ما كان مدّ ربيع الشعوب العربية قد وصل اسرائيل أيضا: “أعتقد أن ما جرى في ميدان التحرير موجود في أذهان كل من يوجد هنا اليوم. هناك الكثيرين، الذين يشعرون أنهم عندما يستمعون الى نتنياهو اليوم هم يستمعون الى مبارك بعد بدأ المظاهرات في ميدان التحرير! لذلك نحن مقبلون على مرحلة جديدة.. لا أعرف اذا كانت هذه المظاهرات ستغيّر كل شيء في اسرائيل، ولكن هناك شيء أساسي قد تغيّر منذ هذه اللحظة، وهو هذه الجماهير، هذه الألوف التي لم تعتد الخروج الى الشارع، تخرج الى الشارع وتحدد أنها تدافع عن حقوقها كمجموع وترد على الظلم الاجتماعي وتحاول وتطالب بتغيير النظام وتغيير الظلم الاجتماعي في اسرائيل"!
بينما قال في رد على سؤال حول مطالب الحزب الشيوعي التي بدأت تروق على ما يبدو للشباب الاسرائيلي، رغم كون الجماهير العربية طالبت بها منذ سنين طويلة: “اختلطت جميع المطالب اليوم! عظمة هذا الحدث الذي نشهده في الأسابيع الأخيرة في اسرائيل، أن جميع المطالب التي رفعتها هذه الفئة وهذه المجموعة، وهذه المجوعة الاثنية والأقلية القومية وهذه الأكثرية، تندمج الآن معا، لتصبح نداءا لتغيير النظام وتغيير سلّم أولويات هذه الدولة. نحن مقبلون على مرحلة جديدة كنا نتحدث عنها نظريا حتى الآن في الحزب الشيوعي، ولكنها حقيقة باتت ملموسة في الشارع الاسرائيلي"!!
وأضاف: “نحن سعداء أن أفكار الحزب هي التي تقرر وتحسم النقاش في داخل اسرائيل، الحزب الشيوعي وممثليه موجودون في كل القطاعات الموجودة هنا اليوم، في تل أبيب، في حيفا، في بئر السبع، في الطيبة وقلنسوة وعكا وطمرة ويافا وباقة الغربية. نحن أمام مرحلة جديدة، سيصبح السؤال هو هل الانتماء لهذه المعركة القادمة. وأنا أدعو الجمهور العربي الى عدم الانتظار أكثر، يجب الخروج والاندماج في هذه المعركة. نحن أكثر القطاعات المتضررة من السياسية الليبرالية الجديدة من سياسة هذه الحكومة وانعدام العدل الاجتماعي. لذلك المطلوب الآن أن نتواجد هنا، أن نندمدج في هذه المعركة وأن نؤثر فيها"!!!
من جهته قال عضو البلدية زئيف سيلاس – قائمة الخضر في حيفا: “ما يحدث هنا هو أمر رائع.. أعتقد أن الشعب يقول رأيه وقد حان الوقت"!
وأضاف في رد على سؤال حول وصول مدّ ربيع الشعوب العربية الى اسرائيل: “آمل أن يكون قد وصل.. أؤمن أن القضية في بدايتها وأنها تتطوّر ولن تنته بسرعة. ما أخذه بيبي (بنيامين نتنياهو) سيرجعه وأكثر من ذلك. القضية لا تتعلق بحزب معين كالليكود أو العمل أو كاديما. القضية متعلقة بضائقتنا جميعا نحن الذين ننهي الشهر بحساب سلبي، ما أخذه بيبي سيعيده"!!!