مطانس فرح
توجّه إليّ، خلال الأسابيع الأخيرة، عدد من السائقين والسائقات الّذين تلقّوا غَرامات عبر البريد، من جرّاء إيقاف (رَكْن) سيّاراتهم في شارع «عين دور»، وتحديدًا قُبالة البنك العربيّ وكنيسة الروم الكاثوليك في كلا الاتّجاهين.. وذلك من دون علمهم بالأمر! وقد فوجئ العديد منهم لهذا الأمر، فلم يتنبّّهوا لوجود أيّ كاميرا (آلة تصوير) في المنطقة لرصد مثل هذه المخالفات أو غيرها!
وفي حديث مع أحد السائقين (في الـ 70 من عمره)، قال: «لم أكن أعلم، بتاتًا، أنّ هناك كاميرا تقوم بتصوير كلّ من يُوقف سيّارته في هذه المنطقة. لقد أوقفت سيّارتي إلى جانب الدكّان ودخلت لأشتري علبة سچائر، وبعدها دخلت السيّارة وتوّجهت نحو البيت. وقد أعدت الكرّة بعد يومين أو ثلاثة، وإذ بعد حوالي الأسبوع أو أزيَد بقليل، تلقّيت غرامتيْن «هديّة» من بلديّة حيفا، لسبب وقوفي لدقائق معدودة، فقط، إلى جانب الدكّان، من دون علمي بمنع الوقوف – حتّى لدقائق – مسبّقًا. وما كان منّي إلّا أن دفعت الغرامتيْن. ومنذ ذلك الحين أقوم بتحذير جميع أصدقائي وأقاربي من تلك الكاميرا «اللّعينة»»!
إلاّ أنّه ولَدى تجوالك في المنطقة، تجد قُبالة دوّار «عين دور» – «همچينيم»، وتحديدًا في شارع «همچينيم»، كاميرا «متحرّكة» على رأس أحد الأعمدة، لرصد حركة السير. ومؤخّرًا، تقوم هذه الكاميرا بمَهَمّة جديدة، وهي تغريم كلّ من يُوقف سيّارته في شارع «عين دور»، إذ تتحوّل هذه الكاميرا من مُراقبة إلى مُغرِّمة.. والحديث يدور عن كلّ من يُوقف سيّارته لأكثر من 5 دقائق في شارع «عين دور» المذكور، في اتجاهيه. فالكاميرا يمكنها التقاط الصور، حتّى عن بُعد..!
وفي أعقاب توجّه السائقين المتذمّرين، توجّهت بدوري إلى الناطقة بلسان بلديّة حيفا للوسط العربيّ، سامية عرموش، مستوضحًا دور هذه الكاميرا فعلًا، ولِمَ لم تتمّ الإشارة والتحذير – كما هو مُتّبع – من وجود مثل هذه الكاميرا.
فوصلني الردّ التالي: «حضرة الزميل مطانس فرح، محرّر صحيفة «حيفا»،
الموضوع: كاميرا في مفرق شارعَي «عين دور» – «همچينيم»
يجري الحديث عن كاميرا نُصبت في مفرق «عين دور» – «همچينيم»، قبل سنوات عدّة، في إطار مشروع إدارة حركة المرور، بعد أن حُوّلت المفارق إلى ميادين (دوّارات) في مدخل «هتسيونوت» (الجبل).
يستخدم قسم إجراء قوانين الوقوف، مؤخّرًا، الكاميرا لهدف آخر، أيضًا، وهو تغريم كلّ من يُوقف سيارته بطريقة تؤدّي إلى تعطيل حركة المرور، وتشكلّ خطرًا على سلامة المشاة، هذا عدا وظيفتها الأساسيّة، وهي مراقبة حركة السير في المنطقة وتنظيمها.
أمّا بالنسبة إلى سؤالك حول عدم نصب لافتة تشير إلى وجود الكاميرا، فأشير إلى أنّه في شارع «عين دور 17»، هناك لافتة تشير إلى هدف استخدام الكاميرا، باللّغتين: العربيّة والعبريّة، على حدّ سواء».
وفي اليوم التالي من تسلّمي ردّ البلديّة، ذهبت لأتفقّد تلك اللّافتة الّتي لم يلفت وجودها انتباهي؛ فوجدت أنّه يصعب على السائقين والسائقات، فعلًا، وحتّى على المارّة، الانتباه لوجود تلك اللّافتة في مكانها الحاليّ! والأغرب من ذلك، أنّك قد تصادف اللّافتة «المحذّرة» بوجود كاميرا، بعد عبورك الكاميرا!!! فما الهدف، إذًا، من وجود اللّافتة في ذلك المكان؟!!.. فهل نُصبت للفت النظر والتحذير فعلًا، أم لرفع العتب واللّوم؟!!
إذًا.. انتهبوا للّافتة، احذروا الغرامات، ابتسموا، ولكن ليس للكاميرا!
(تصوير: وائل عوض)