د. عروة سويطات: “القرار يمنع الهدم والتخريب ويحافظ على الحي ويؤسّس نحو تخطيط يحترم هويته”

مراسل حيفا نت | 26/11/2021
 
 
لأول مرّة: لجنة المحافظة البلدية تصادق على مسح المباني التاريخية في وادي النسناس
د. عروة سويطات: “القرار يمنع الهدم والتخريب ويحافظ على الحي ويؤسّس نحو تخطيط يحترم هويته”
صادقت اللجنة البلدية للمحافظة على المباني والمواقع التاريخية في حيفا، ولأول مرة في تاريخ الحي، على مسح تخطيطي جديد للحفاظ على كافة المباني التاريخية في حيّ وادي النسناس والتي يصل عددها أكثر من ٢٨٠ مبنى تاريخي.
وجاءت المصادقة بحسب التعديلات والتغييرات التي وضعها مخطط المدن وعضو اللجنة د. عروة سويطات، والذي تمّ تفويضه من أعضاء اللجنة، بما فيهم رئيسة البلدية د. عينات كاليش، لتعديل المسح ليشمل كافة المباني التاريخية وهوية الحي الثقافية.
تمت المصادقة بحسب التعديلات والتغييرات التي وضعها مخطط المدن وعضو اللجنة د. عروة سويطات، بعد أن اعترض على النسخة الأولى للمسح التي عُرضت على اللجنة في شهر أيار السابق، بسبب عدم شمله كافة المباني التاريخية في الحي وانتقاصه من تاريخ وهوية ورواية أهم الأحياء العربية الفلسطينية في حيفا والتي له رمزية كبيرة على مستوى شعبنا.
د. عروة سويطات: “مبروك، حافظنا على الواد!”
وقال مخطط المدن د. عروة سويطات، عضو لجنة المحافظة على المباني التاريخية في حيفا: “يمنع هذا القرار أيّ هدم وأيّ مسّ في المباني التاريخية في الحي وايّ تخريب للإرث المعماري، ويحافظ على وجود الحي ويعترف وباحترام بهويته التاريخية والثقافية والمعمارية المدينية، لا باستعلاء استشراقي كما كان في السابق. وبالإضافة، المسح هو الأساس لأي تخطيط وأي تطوير وأي بناء في الحي، وهو وثيقة رسمية تحدد تعليمات تخطيطية تتعلق في المباني التاريخية واضافات البناء بشكل لا تمس في النسيج المعماري التاريخي للحي ويستفيد منه السكان، وتدفع قدمًا عملية تطوير وتجديد مجتمعي واقتصادي وتخطيطي للنهوض بالحي بشكل يحترم هويته وتاريخه”.
وأضاف د. سويطات أن التعديلات التي وضعها جاءت على مستويين، فالأول يتعلق في لائحة المباني: “المستوى الأول هو تعديل المسح ليشمل كافة المباني التاريخية، وتم إضافة أكثر من 15 مبنى تاريخي تم تجاهلهم في النسخة الأولى، إضافة إلى لتشديد على نسيج الحي عدا عن المباني كالأزقة والشوارع والجدران والأدراج والساحات التاريخية والخاصة في الحي”.
أمّا المستوى الثاني من التعديل الذي وضعه د. سويطات يتعلق في الخطاب وهوية الحي، قائلا: “رفضت التعامل مع الحي بشكل استشراقي وكأنه قرية تطورت نتيجة لـ “حداثة” الغرب والصهيونية كما جاء في النسخة الأولى للمسح. حي وادي النسناس يمثل تطوّر المدينة والحضارة والحداثة العربية الفلسطينية. وفي الإضافة، تم تجاهل شخصيات عديدة ثقافية ووطنية مهمة في تاريخ الحيّ إذ سكن وادي النسناس الشعراء والكتاب الكبار كالشاعر الشعبي نوح إبراهيم وحسن البحيري وأحمد دحبور والفنان الرسام عبد عابدي الذي لا زال يسكن في شارع حداد والكاتب الصحافي وديع صنبر، كلها شخصيات وطنية مهمة جدا لتاريخنا وهويتنا تحكي رواية الحي الثقافية التاريخية، التي لم يتم ذكرها بل تم تجاهلها وهذا أمر رفضت أن يمرّ مرور الكرام. “.
وأضاف د. عروة سويطات مؤكّدا على أهمية التخطيط العادل في الحيّ قائلا :”أؤمن بمعادلة تدفع نحو مسار تعديل التخطيط، أي تحويل التخطيط الى عادل، من خلال إجراء تعديلات في التخطيط التي تفرض وعي ووقائع وثوابت جديدة يتم التأسيس عليها في بناء المستقبل. أولا من خلال فرض وجودنا على طاولة الاتخاذ القرار، بمصداقية مهنية، وبطرح رؤية ثقافية وبثقة، للدفع نحو العدالة وتصحيح الغبن التاريخي”.
واختتم د. عروة سويطات حديثه قائلا :”أقدّر الثقة التي منحتني إيّاها رئيسة البلدية د. عينات كاليش ومديرة قسم المحافظة في البلدية، المهندسة عيناف شحوري، ومعدّة المسح المهندسة نيلي بار أون، ولجنة المحافظة البلدية، في وضع أيّ تغيير وتعديل رأيته مناسبًا من وجهة نظري المهنية ورؤيتي الثقافية. هدفي أستمر في التطوع من أجل المحافظة على ما تبقى لنا من تراثنا المعماري والتاريخي”.
رئيسة بلديّة حيفا عينات كاليش روتيم:
” المصادقة على المسح التخطيطيّ للمباني التاريخيّة في حيّ وادي النسناس
من قبل بلديّة حيفا ولجنة الحفاظ على المباني بلا شك خطوة هامّة وحاسمة جدا، هي ثمرة ونتاج نهج حاد وواضح تقوده اليوم بلديّة حيفا سيتجسّد جليّا في خطّة وبرنامج تطوير حي وادي النسناس الذي يسعى ويهدف الى تحسين جودة حياة السّكان والاهالي في حيّ وادي النسناس من خلال الحفاظ على الوادي طابعه المعماريّ عراقته حضارته ماضيه، رونقه الخاصّ، الحفاظ على التطلّعات والرؤيا الخاصّة للسّكان بكل ما يتعلق بالوادي ومستقبله وبذلك يتمّ فعليا الحفاظ على القلب النابض لمدينة حيفا، حيّ وادي النسناس.
نحن نعمل على برنامج تجديد حيّ وادي النسناس باحترام والتزام تامّين، لطابع الوادي وماضيه وايضا للسّكان،
ونعمل بحساسيّة كبيرة من خلال إشراك تامّ للاهالي والجمهور في هذا المكان المميّز والذي هو جزء هامّ من القلب التاريخيّ لحيفا ماضيها وعراقتها “
اشكر طواقم بلديّة حيفا الذين عملوا على هذه المسح الهامّ، قسم التجديد الحضريّ لجنة الحفاظ على المباني وجميع اعضائه، وعضو اللجنة الفعّال عروة سويطات على مجهوده وتفانيه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *