( بالأبيض والأسود عنوان ضد العنصرية في جميع أرجاء العالم ، المرأة هنا بيضاء البشرة ولون بشرة الرجل سوداء وكان لقاء )
في آخر المقهى ، كانت معه ..
شعرها الطويل الأصفر ، ينساب فوق وجنتيه
فوق عينيه ، يغطى وجهه تماماً
برذاذ الشتاء الذهبي
وحين انتهى العناق
أعادت خصلات الشعر إلى الوراء ..
كانت قد تلونت البشرة البيضاء
بدم وردة عاشقة أنفاس الحياة ..
كان ليل وجهه الأسود .. يضئ المكان ..
ابتسمت له ..
ارتسمت الابتسامة فوق شفتيه كالشمس
أشرقت بالعشق في العينين كالقمر وسط السواد
وحين خرجا ..
كان ذراعها كأفعى تلتف حول عنقه بشده
وذراعه حول حديقة خصرها يحضنها بحنان ..
توقفا قليلاً ثم ابتعدا
تاركين خلفهما رائحة العشق تفوح في أرجاء المكان
وكان الباب الشاهد الوحيد
أنها إنسان وأنه إنسان
وأن ريشة الخالق رسمت الطبيعة بالألوان
انبعاث
هم يخرجون من عربات الموت ..
ينهضون من القبور .. من الصخور
من صدور الصواري ..
ويأتون كأسراب الطيور من المنافي
يمشون على حد السكين
يكسرون الحواجز والجسور والمعابر
والبوابات تفتح للجسد الميت الحي العائد ..
ولا يجرحون ولا تنزف دماء
ولا يخدشون ولا تسقط جراح
يغلق الشريان .. الشرايين .. الأوردة
قنوات الدم المتدفق :
ولا يعرف إلا الخروج من الموت إلى اليابسة .
وددت لو قلتُ البحر
لكن اليمامة المرسلة بعد الطوفان ..
" لم تجد مقراً لرجلها فرجعت إلى حضن السفينة "
وغابت في فلك الرهبة ..
أني أبصرهم على مدى الجسر
يحملون أكفانهم
ينسجون أحلامهم ..أوطانهم
ويسجنون سجون الصدور بالحنين وينهضون
الآلهة
وشاحاً فضياً على وجه القمر
يخفيكِ في ستائره البيضاء
تولدين من حرش النار والورد ..
تعودين شعاعاً من ضياء
جسداً لا يدرك باللمس..
بالأمس " نيرون " احرق روما
والبراهمة احرقوا أجسادهم
أشعلوا غابات الورد – الجسد –
وهم حكماء السند والهند ..
لا يكذب " سارق النار "
الأجسام التماثيل – الأصنام – والصور المعلقة
والمتاحف المحنطة والأشكال – الألوان –
التي تمر فوق وجه الزمن ..
ولا تحرق الأرض بنار الإنسان
ولا تشعل شعاع ضياء
القمر – الإبداع – ولا تفجر الحياة –
ولا تخلق من الجحيم جنة
ومن الحياة وردة ..
ومن دم الإنسان دورة ثانية ..
تكون كما جاءت رحلت
كلاماً في فراغ الفضاء ..
احترقي بعشقي .. أنتِ آلهة المنفى ..
جسدي استحم بدمكِ الورد والنار
تشتعلين بدمي ..
احترفي الاحتراق ..
جسدكِ ..
النار والهواء والماء والأرض .