الدال على الخير بقلم الشيخ رشاد

مراسل حيفا نت | 05/11/2021

الدال على الخير

الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

نلاحظ ي الآونة الأخيرة أن اكثر لناس يقولون ( نفسي نفسي ) الى حد أن هذا الأمر منع أهل الخير من أن يقولوا كلمة الحق خوفا على أنفسهم و خوفا من ملامة الناس عليهم ,الأمر الذي يعطل ما قامت عليه  الرسالة السماوية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى درجة أن منهم من إذا رأى فلذة كبده تحترق بفتن الدنيا وهو يجري وراء شهواتها ولا يتفوه بكلمة واحدة  خوفا من ردة فعله او مجاراة للواقع الذي قد لا يبشر بخير  ولا نقول كل الناس كذلك ولكن الأغلب يصارع هذا الواقع والقلوب تعتصر ألما كلما انحرف شابا او فتاة نحو المخدرات والفواحش أو القتل ونشر الهلع في قلوب الناس , لذا لا بد من التأكيد على ضرورة قول كلمة الحق وتوجيه الناس وخاصة الشباب الى أبواب الخير ومساعدتهم في فتحها والعمل على اغلاق أبواب الشر والفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا يكون ذلك إلا بالعلم والمعرفة والدراية وسلوك الحكمة والموعظة الحسنة لقوله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وأن تستعين بكل عاقل وصاحب معرفة ودراية حتى تكون الجهود كبيرة وقوة الضغط على الباطل أجدى نفعا لذا قال ربنا ( وتعاونوا على البر والتقوى ) وقال ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ) ويستدل من هذه الآيات أن العمل الجماعي هو مطلب الساعة وكل زمان ومكان لذا خاطب ربنا موسى عليه السلالم ( سنشد عضدك بأخيك ) وقد يكون ساعدك ومساعدك هذا الأخ الذي لم تلده أمك من المحبين للخير والدالين عليه ,  وهذا الطريق يرجع مردوده على الفاعل والمفعول لأجله قال رسول الله ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله )  وقال ( من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا ) وقد يسأل سائل لما يجب علينا أن ننصح ونرشد وأن ندعوا الى الخير ؟ والجواب ينقسم الى شقين الأول : أنا وأنت وجميع الناس أخوة فمن لا يجمعه مع الناس الرحم جمعه الدين ومن لم يجمعه الرحم والدين جمعته مع الناس الأخوة الإنسانية  قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم وشعوبا وقبائل لتعارفوا ) وقال ( إنما المؤمنون أخوة ) )ومن دواعي الإيمان بالله أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك قال رسول الله ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) فإن كنت تريد العيش في أمان وسعادة ورضى فلا بد أن تطلب ذلك لجميع الناس  وعلى ذلك قامت رسالة السماء فعن تميم الداري قال إن النبي قال ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) وقد كانت دعوات الأنبياء الى الناس النصح لهم وارشادهم الى طرق الخير قال نبي الله صالح لقومه ( إني لكم ناصح أمين ) , ثانيا : إذا عم الفساد وانتشرت الفتن فستطال الصالح والطالح لذا بالدلالة على الخير والنصح للناس وخاصة الشباب نحد من الظواهر التي تعكر صفو الحياة لذا ضرب لنا رسول الله مثلا قال فيه ( مثل القائم في حدود الله , والواقع فيها , كمثل قوم استهموا على سفينة (  ضربوا القرعة بينهم من سيكون في أسفلها ومن سيكون في أعلاها ) فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من السماء مروا على من فوقهم . فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا  خرقا ولم نؤذ من فوقنا , فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا , وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) ويلاحظ من هذا الحديث أن فعلتهم عن حسن نية ولكن مصيرها الى هلاك الجميع , لذا لا يعقل في باب الضلالة أن نقول نيته حسنة وهو معتد ومتجبر أم ناشر للفتنة والفواحش فمن كانت نيته سليمة لا  بد أن تستقيم جوارحه متناسقة مع  يكنه صدره من خير فإن الضلالة دليل خبايا سيئة في الصدور تترجمها الأعمال والأقوال السيئة المضرة ثم إن التهاون في هذا الأمر سيجعل الشر ينتشر حتى يعم الجميع ويوضح الأمر الحديث الذي ترويه أم المؤمنين زينب ينت جحش قالت ( دخل علينا رسول الله فزعا يقول ( لا إله إلا الله , ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها , فقلت يا رسول الله ( أنهلك وفينا الصالحون ؟ ) قال ( نعم إذا كثر الخبث ) ولا شك أن الخبث عم وطم الى حد اصبح فيه العاقل حيران ويسأل الى أين المفر ؟ ومن اجل ذلك حث رسول الله الناس ليكونوا دعاة للخير معاندين للشر وخاصة العباد منهم الذين في مثل هذا الحال يلجؤون الى الله بالدعاء فيقسم الرسول ليقول لهم كلمة الفصل ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف , ولتنهون المنكر , أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ) ولا يقبل  القول أنا لا أستطيع وخاصة إذا اعتبرت رغم  كل الوان الناس وتوجهاتهم إنما أنت جزء منهم وهم جزء منك فإن تعطل الجزء ضعف الكل , وأختم بما روي عن أبي بكر الصديق أنه قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإني رأيت رسول الله يقول ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه وشك أن يعمهم الله بعقاب منه )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *