اختصاصي العلاج المكثّف أسعد حداد يحدثنا عن علاج لسعات الأفاعي والعقارب في الصيف!

مراسل حيفا نت | 12/07/2011

 

شاهين نصّار

وصل حرّ الصيف وبدأت الأفاعي تخرج من جحورها والعقارب من سكوكها… فمع الارتفاع في درجة الحرارة في الجو، تخرج الأفاعي والعقارب الى البر، بعد سبات الشتاء الطويل.. وبالتالي قد تشكل خطرا على كل المتجوّلين في طبيعة بلادنا الخلابة!
ويحدثنا الاختصاصي العلاج المكثّف (الباراميديك) أسعد جو حداد – نجمة داود الحمراء لواء الكرمل، عن مخاطر العقارب والافاعي فيقول: “موضوع العقارب مهم جدا… نحن في فترة الصيف والعطلة الكبيرة، الأولاد يخرجون الى المخيمات الصيفية، الكثر يخرجون الى الطبيعة، والحرّ يجلب معه مشاكل أخرى عدا عن الحرّ بحد ذاته. فإحدى المخاطر في فترة الصيف هي الكائنات الحية التي تبدأ بالخروج من جخورها، وتشكل خطرا بالأخص على المسافرين على من يتجول على البحر يتنزه في الطبيعة، وقد تحدث لقاءات غير مرغوبة بين هذه الكائنات والانسان. وإحدى هذه الكائنات هي العقارب"!
ويضيف: “هناك العديد من أنواع العقارب في البلاد، وعادة لا تشكل لسعة العقارب خطرا على السكان، ولكن المعرضين للخطر نتيجة لسعة العقرب هم بالأخص الناس الضعاف، أشخاصا كبار السن يعانون من أمراض معينة، أو أطفالا جهاز المناعة غير متطوّر بما فيه الكفاية. وقد تشكل لسعة لاعقرب خطرا على حياتهم بشكل فوري".
ويتابع حديثه قائلا: “الاصابة ليست خطيرة، وقد تحدث أوجاع قوية في موضع اللسعة فقط. احدى أخطر أنواع العقارب في بلادنا هي العقرب الأصفر، والذي قد تؤدي لسعته الى الوفاة لدى أشخاص جهاز المناعة لديهم ضعيف جدا. لم تسجل حالات وفاة كثيرة لمن لسعه عقرب، ولكن هناك العديد من الحالات التي أدت فيها لسعة العقرب الى إصابات تراوح بين الطفيفة جدا وحتى الضرورة للمكوث في المستشفى لبضعة أيام لتلقي العلاج".
ويواصل حديثه في رد على سؤال حول العلاجات في حال الاصابة بلسعة عقرب: “لا يوجد مضادات مساعدة كثيرة، ولكن هناك علاج فوري قد يساعد كثيرا على منع تطوّر وتفاقم الاصابة، وهو منع العضو أو الطرف المصاب بلسعة من الحركة على الفور، بتجبير اليد أو القدم مثلا، وتبريد موضع اللسعة بماء بارد أو مع ثلج ولكن ليس بشكل مباشر على الجلد، الأمر الذي قد يؤدي الى حرق من البرد، ويجب بكل حالة اصابة بلسعة عقرب التوجه للمستشفى، والمفضل تبريد وتجبير موضع اللسعة والاتصال 101 بنجمة داود الحمراء وانتظار وصول سيارة الاسعاف لنقل المصاب الى المستشفى لمواصلة تلقي العلاج بشكل صحيح"!

أما بالنسبة للأفعالي فيقول حداد: “لدينا ما يقارب الـ44 نوع من الأفاعي في البلاد عامة، ولكن فقط 9 منها سامة. الاصابة من الافاعي تؤثر على ثلاث أجهزة في الجسد، قد تؤثر على الدورة الدموية، القلب أو الجهاز العصبي. نحن عادة لا نعرف التمييز بين أنواع الأفاعي المختلفة، ولذلك فالعلاج مشابه لجميع الانواع"!
ولكن يؤكد حداد أنه من المهم أن نعرف ما يجب ألا نقوم به بداية، فيقول: “هناك افكار مسبقى لعلاجات غير صحيحة والتي قد تعتبر صحيحة ومناسبة. فيمنع بتاتا حجب لسير الدورة الدموية في المنطقة المصابة. وبعكس لسعة العقارب، يمنع التبريد بتاتا في حال لسعة الأفعى. لأن سم الأفعى يعمل في المنطقة الباردة بشكل أفضل، وعند التبريد عمليا نساعد السم على الانتشار في الجسم. مفضل تجبير المنطقة المصابة. يمنع امتصاص الدم بتاتا!!! وهذه فكرة مسبقة مأخوذة عن الأفلام وحتى أجدادنا الذين كانوا يقولون أنه يجب تسييل الدم بشكل سريع وامتصاصه وبصقه! ولكن هذه الطريقة غير نافعة وغير صحيحة ويجب الامتناع عنها، لأنها تشكل خطرا على الشخص الذي يمتص الدم. فمفضل تجبير اليد مثلا ومنع الانسان من الحركة ونقله بأسرع ما يمكن الى المستشفى"!
ويتابع: “مفضل بكل الحالات عدا عن الاتصال بنجمة داود الحمراء، التنبه ومحاولة التعرف على نوع الأفعى أو العقرب الذي لسع الانسان! لأن ذلك يساعد الطواقم الطبية على اعطاء مضادات. الأغلبية بالطبع لا تعرف أنواع وأصناف الأفاعي والعقارب، ولذلك مفضل وصفها بشكل دقيق للطواقم الطبية في المستشفى، مثلا اذا كان رأس الأفعى مطاولا أو مثلثا، النقش على حراشف الأفعى مهم جدا، حجمها، وغير ذلك! فهذا مهم جدا لمواصلة العلاج ومنح مضادات للسم الذي دخل الجسد نتيجة اللسعة"!

ويقول في رد على سؤال حول احصائيات الاصابة من الأفاعي والعقارب في كل صيفية: “في موسم الصيف نعالج العديد من الحالات. بشهر حزيران الماضي عالجنا ثلاث لسعات عقارب في لواء الكرمل، جميع المصابين وصلوا المستشفى بحالة جيدة ولم يكن اي خطر على حياتهم. اثنتين من هذه الحالات كانتا اصابة أطفال، وهذا أمر يجب أن يلفت نظرنا كبالغين أن ننتبه لهم أكثر. فممنوع ادخال اليدين لجحر أو مواضع مخفية أو قلب حجار، ومن المهم الانتباه دوما لبيئة المنزل، وإعلام البلدية في حال شوهد عقرب أو أفعى في المنطقة، لتبعث بطواقمها لتنظيف المكان ورش المضادات".
أما حول لسعات الأفاعي يقول: “حتى الآن عالجنا حوالي 3 حالات لسعات أفاعي. ولكنها لم تشكل خطرا على المصابين أنفسهم.. وتم نقلهم جميعا للمستشفى لمواصلة تلقي العلاج. ويجب التذكير مجددا أنه يجب الاتصال مباشرة بنجمة داود الحمراء، فقط تجبير اليد وانتظار طواقم الاسعاف لتصل الى المكان وتواصل تقديم العلاج كما يجب"!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *