الارتقاء في البعد الخامس- النفس ومعادلة المال

مراسل حيفا نت | 01/11/2021

الارتقاء في البعد الخامس- النفس ومعادلة المال

بقلم يمان محمد صلاح

في الحلقة السابقة تم توضيح ماهية الأبعاد الكونية وتعريف خصائص كل بعد, سنركز في هذه الحلقة على بعد الارتقاء والوفرة وهو البعد الخامس.

عند فهم رسالتك ووضوح هدفك والسعي لوصوله يعني ارتقائك الى مستوى أعلى في الوعي.

أهم ما يستشعره الشخص في رحلة ارتقاءه هو حركات الكون ومجريات أحداثه اليومية التي ينتبه فيها الى رسائل واشارات كونية ترسل اليه لتسهيل تحقيق هدفه او تغيير مساره في حال هناك شيء أفضل له, فقد يسعى الانسان لتحقيق حلم معين ولكن تسوقه الأقدار لتحقيق ارادة إلهية في شيء لم يكن يعلم انه سيجد ذاته به.

الانسان في هذا البعد يشعر أنه وحيد بسبب كمية التركيز على الهدف الذي يجعل ترددات طاقته مرتفعة ومركزة فقط على الهدف. لم يحقق احد ذاته في فقترة أمضاها في جلسات النميمة والسهلرات والكلام على تلك وذاك بل نجد من قاموا بتأسيس حياتهم قد اعتزلوا الناس لفترة طويلة, عاشوا تخبطات وجلد ذات وصراعات وإن لم يخبروكم بل واختلفت عاداتهم وأصبحوا يعيشون نمط حياة مختلف وكثرت التعليقات حولهم سواء بالسلب او الإيجاب.

ما أريد توضيحه هو أن كل من يعيشون حياة الوفرة والثراء يملكون صفات مشتركة قد جعلت الكثير من الناس منخفضي الوعي يفكرون أن هذا من صنع المال فقط. لنوضح أكثر… في البداية تبحث عن هدفك ومرادك وتسخر وقتك في البحث والوصول ووضع الاحتمالات وذلك يتطلب منك صحة جيدة فتلقائيا تبدأ بتغيير نمط غذائك وتقسيم وقتك ومع الوقت يتعود جسمك وذهنك على الشعور الجيد الذي تمده العادات الصحية فيبدأ لا شعوريا بممارسة الرياضة فيصبح وقتك مسخر فقط لصحتك والعمل على هدفك وعند تحقيق الهدف يستطيع المال ابراز هذه النعم بشكل اكبر.

هذه هي حقيقة كل من يعيش حياة مثالية بدأها من الصفر, نحن نرى المنتج النهائي لكن ليس الكثير يعلم عن صعوبة عملية الإنتاج.

إن مبدأ ان المال لا يجلب السعادة هو تفكير بعد ثالث دنيوي متمسكون به أصحاب الوعي المنخفض والتذمر والنوايا والأفكار السلبية المتوارثة عن المال بسبب أناس لم يحققوا ذواتهم وعاشوا فقراء وظروف حياتية صعبة فشلوا في التغلب عليها.

من جهة أخرى نحن لا نقول أن المال يجلب السعادة بل إنه وسيلة, المال أداة لتلبية احتياجات بمجرد توفيرها ترتفع لديك السعادة.

حين ترتقي بوعيك تتم موازنة معادلة المال في ذهنك وتجد نفسك تسعى لجنيه تلقائيا لأنك حينها ستفهم أهمية وفرته وستكون قد تخلصت من نظرتك السلبية عن المال والأثرياء وستعلم أن ما فعلوه ما هو إلا سعي وجهد وعمل وصحة.

إن اهم ما يركز عليه الأغنياء هو صحتهم الجسدية والنفسية لأنها مفتاح السعي والإنجاز.

التردد الطاقي في البعد الخامس يجعلك تنظر إلى أن كل شيء أصله طاقة أي ذبذبات طاقية ما عليك إلا أن تساوي تردداتك لها, بمعنى ان كل شيء متاح لك توفيره وتحقيقه, (وفي السماء رزقكم وما توعدون)  وستتخلص من وهم الزمان أي أنك ستدرك أن انتقالك إلى تحقيق حالة معينة كشراء سيارة احلامك مثلا, ما هي إلا نقلة بالوعي الطاقي إلى أنك تمتلكها ولكن التجسيد الفيزيائي لها في بعدنا الثالث يحتاج إلى وقت, لأننا في بعد فيزيائي محكومين بزمان ومكان وهذا يتطلب منا الصبر والتغلب على التشكيك والمواظبة على تنظيف طاقتنا وأفكارنا السلبية والكارما والتصالح مع الذات وهذا ما يؤخر تساوي تردداتنا الطاقية المنخفضة بترددات الوفرة المرتفعة.

إن هذا يعكس آية (وفي أنفسكم افلا تبصرون), البصيرة لا تعني البصر أي إن كنت تستطيع أن تنظر لا يعني أنك مبصر. البصيرة هي مفتاح الإدراك, إدراكك للأمور أي أنك عرفت ماهية الأمور والرسالة خلفها وتدرك الحقيقة حينها فإن منظور سعيك لأهدافك سيختلف.

الناس في هذا البعد تعرف كيف تعيش الألم لذلك نرى أنهم يتحكمون بمشاعر الغضب والحزن ويوجهون طاقة هذه الإنفعالات بالشكل الصحيح لذلك فإنهم يتعلمون من تجاربهم ويتجاهلون السلبية وينجزون حتى في أصعب الظروف ولا يمرضون وإن أصابهم مرض فإنهم يستشفون بشكل أسرع ومجالستهم إيجابية ومثمرة لعقلك.

مجاهدة النفس أمر صعب لكن من فهم منظومة الكون سيرى أن الله عادل ولكن كل شيء يبدأ من داخلك (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لذلك دع القلق وابحث جيدا, تأمل وتفكر وحلل فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولا يحمل احدا صليبا لا يقدر على حملانه.

قال المسيح في إنجيل متى (إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني) وفي القرآن الكريم قال تعالى: (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

جاهد نفسك, أوقف النميمة والسخرية وتتبع الناس وسترى الفراغ الذي سيتيح لك الجلوس مع نفسك واستكشافها ومعرفة هدفك والسعي لإنجاز رسالتك في الحياة.

المضي وفق القواعد والنظم الإلهية لا تجعل منك شيخا ولا قسيسا بل تضع حياتك على مسار صحيح وصحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *