شاهين نصّار
وصل حرّ الصيف ووصلت معه قناديل البحر… في كل سنة تهاجر الآلاف وربما الملايين من قناديل البحر من البحر الأحمر متجهة نحو الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ومنها شواطئ بلادنا، وحينها ومع الخروج للعطلة الصيفية وكثرة الاسجمامات على شواطئ البحر والسباحة، تقع العديد من الاصابات بلسعات من قناديل البحر.
ويحدثنا الاختصاصي العلاج المكثّف (الباراميديك) أسعد جو حداد – نجمة داود الحمراء لواء الكرمل، عن ظاهرة قناديل البحر فيقول: “قناديل البحر لم تكن موجودة في البحر الأبيض المتوسط في الماضي، ونتيجة افتتاح قناة السويس بدأت هجرة قناديل البحر من البحر الأحمر الى البحر الأبيض المتوسط، وذلك بسبب قيام السفن بسحب المياه من البحر الأحمر ونقلها الى الأبيض المتوسط، وبالتالي كانت تأتي معها قناديل البحر. ونتيجة ذلك العديد من قناديل البحر انتقلت للبحر الأبيض المتوسط فوجدت أنه مكان جيد للمعيشة، وتكاثرت نتيجة ذلك، وبالتالي أخذت من البحر الأبيض المتوسط بيتا وبيئة تعيش بها. هذه القناديل تصل شواطئنا بشكل عام في شهري تموز وآب، هذا العام صادف أن وصلت مبكرا، وسط أيار وحزيران”.
ويضيف: “نعرف أن قناديل البحر ليست بخطيرة عادة، ولكن هناك أنواع خطرة قد تؤدي لضرر لمن يأتي بتلامس أو لقاء معها. عادة ما تكون الاصابة طفيفة، بينما في مواقع معينة في العالم هناك قناديل بحر خطرة قد تؤدي لاصابة خطيرة جدا وحتى لدرجة الموت. بينما قناديل البحر في منطقتنا ليست خطرة بل تؤدي الى أوجاع محلية، اضافة الى لسعة أو حرق كيماوي نتيجة المواد السامة في القنديل، ولكن صادف في شهر حزيران أن أصيب ولد في الكرايوت، برجله من قنديل بحر مسم، واتضح أنه هذا العام تتكاثر القناديل في منطقتنا، واضطر الأمر نقله بسيارة الاسعاف بسرعة الى المستشفى لتلقي العلاج. علما أن اصابته كانت خطرة، اثر انتفاخات كبيرة في رجله وحالة تسمم محلي في القدم، وكان هناك خطر أن ينتقل التسمم لكل الجسم، وبهذه الحالة كادت تشكل خطرا فوريا على حياته”.
أما حول العلاج من لسعة قناديل البحر يقول: “عادة لا يتم استدعاء سيارة اسعاف بشكل مباشر، وانما تصلنا اتصالات بشكل دائم لنجمة داود الحمراء منطقة الكرمل، وعادة يتصل الناس كي يحصلوا على معلومات حول طرق العلاج السريع. إحدى العلاجات الممتازة للسعة قنديل هو الخلّ. مفضّل أخذ زجاجة خل معكم الى البحر، لأنه مضاد لسم قنديل البحر”.
ويتابع حداد حديثه قائلا: “من المهم أن نعرف ما يجب عدم القيام به، مفضل عدم فرك موضع اللسعة برمل، لأن الأمر يؤدي الى تشققات في الجلد ويساعد السم في التداخل في الدورة الدموية بشكل أكبر. كما من المفضل عدم شطف موضع اللسعة بمياه حلوة، وإنما مفضل شطفها بمياه البحر. وينصح أيضا بالذهاب الى موضع مظلل والمكوث هناك لحين تلاشي تأثير السم على الجسد. واحتساء الكثير من المياه، ومراقبة موضع اللسعة، في حال تواصل الانتفاخ، أو الاحمراء الشديد بعيد عن موضع اللسعة، ضيقة نفس، او مشاكل في النظر، الاحساس بالتقيؤ، في حال ظهور هذه العلامات مفضل الاتصال بشكل فوري بنجمة داود الحمراء 101، وبعد الاتصال يحصل من مع المصاب على المعلومات الأوليّة حول ما يجب القيام به لحين وصول سيارة الاسعاف ومواصلة علاجه ونقله للمستشفى اذا تطلب الأمر ذلك”!