شاهين نصّار
"حيفا هي أخطر مدينة من مدن اسرائيل للمكوث فيها وقت الحرب"! هذا ما يدعيه نائب رئيس البلدية والقائم بأعماله رامي ليفي (ليكود) وعضو المجلس البلدي يانيف بن شوشان (مهباخ بحيفا) في رسالة حوّلوها لرئيس البلدية يونا ياهف.
في رسالتهما يؤكد عضوا البلدية أنه في حيفا يسكن أكثر من 270 ألف مواطن، المعرضين للخطر في أوقات الحرب بسبب: “وجود منشآت استراتيجية هامة ومصانع مع مواد خطرة في حيفا"! عدا عن قربها للحدود الشمالية مع سوريا ولبنان. مطالبين رئيس البلدية: “يجب العمل على تحصين أقصى للمدينة".
ويطالب الاثنان في رسالتهما تحصين الأنفاق في المدينة ضد الصواريخ والهجمات غير التقليدية والصواريخ على اختلاف أنواعها، مؤكدين: “حفر أربع أنفاق وتحصينها سيربط الأحياء شبرنيتساك، محاني دافيد، عين هيام (وادي جمال)، الكولنيالية الألمانية وحتى الشاطئ. تحصين أنفاق الكرمل سيمنح ردا لنافيه شأنان، منطقة الخليج والمركز التجارية في جنوب المدينة. الأنفاق المعروضة ستربط الأحياء وتمنح سم الحياة أيضا لكريات اليعزر وبات جاليم، وتمنح تحصينا وحماية أكبر. وبالتالي سنكون قدمنا الرد لـ80% من سكان المدينة… من المفضل أن نهتم اليوم بالتفكير واستثمار الموارد للحفاظ على حياة وسلامة وأمن السكان، لأنه للأسف دولة اسرائيل ليست سويسرا"!!!
فعلا أنه ليست اسرائيل سويسرا، فلو كانت اسرائيل سويسرا، لما كان عضوا البلدية (أحدهم نائب الرئيس) قد نسيا أو تناسيا المطالبة بتحصين وحماية أحياء عربية بحتة أو على الأقل مختلطة! كما فعلوا في رسالتهم، فالبقية من الأحياء التي نسيا ذكرها والتي تشكل الـ20% الباقية هي أحياء عربية بحتة، مثل وادي النسناس، عبّاس، الحليصة، وادي الصليب، شرق حيفا، وغيرها…
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يهتمون بحماية وتحصين هذه الأحياء فقط وليس بجميع الأحياء؟ بماذا فضّل حي نافيه شأنان عن حي الحليصة الذي تحته؟ وماذا عن البلد التحتا؟ بماذا يتفوق حي شبرينتساك عن وادي السياح مثلا؟ وماذا عن أكبر حيين عربيين في حيفا وادي النسناس وعبّاس؟؟؟ ألا يليق بهما أن يكونا محميان كما في الكرمل؟؟؟
آمل أن تصل هذه الرسالة لعضوا البلدية المذكورين… ليعرفوا أنه لا يعقل أن نأمل بأن تصبح دولة اسرائيل كسويسرا، الا اذا تحوّلت حيفا بداية وقبل كل شيء الى مدينة تتبع المساواة بين جميع سكانها، العرب واليهود على حد سواء، ولا تستثني أحدا على الآخر…