شاهين نصّار
أجريت الشهر الماضي ولأول مرة في البلاد عملية جراحية بأسلوب جراحي جديد (MIVT) للغدة الدرقية لخمس مرضى في مستشفى الكرمل، والذين عادوا الى منازلهم بعد ساعات قليلة منها.
في اسرائيل تتم كل سنة ما لا يقل عن 6000 عملية جراحية لمرضى يعانون من أورام ومشاكل في عمل الغدة الدرقية. حتى الآن كانت تجري عملية إزالة الأورام منها عبر جرح في العنق بطول 6 – 8 سنتيمترات، والتي تترك ندبة كبيرة وقبيحة في العنق، وتتطلب المكوث في المستشفى وتلقي علاج لمدة طويلة ضد الأوجاع والتلوثات.
الأسلوب الجراحي الجديد، والذي استورده الى البلاد بروفيسور ايتان شيلوني، مدير قسم الجراحة الباطنية ب في مستشفى الكرمل، كما يقول شيلوني: “يهدف الى السماح بالحصول على نتائج تجميلية أفضل مع أقل تعقيدات والتعافي بسرعة أكبر".
اذ يتم في الأسلوب الجراحي الجديد، ثقب صغير بطول حوالي سنتيمتر واحد في أسفل العنق، وبواسطة كاميرا فيديو متطورة يرى الجرّاح جميع الأورام المشبوهة او السرطانية على شاشة في غرفة العمليات ويقوم باستئصالها وإغلاق الأوعية الدموية بواسطة الليزر. ويقول بروفيسور شيلوني أنه "بفضل الثقب الصغير، لا يشعر المريض بالآلام، وبعد العملية الجراحية لا يحتاج أدوية مضادة للأوجاع. وفترة التعافي من العملية الجراحية تكون سريعة جدا، وبإمكان المريض أن يعود الى منزله بعد ساعات قليلة من العملية الجراحية، وحتى في اليوم ذاته! بعد أسابيع قليلة من العملية الجراحية عادة ما تتلاشى أيضا معالم العملية الجراحية والثقب في العنق"!
الغدة الدرقية هي غدة في عنق الانسان مسؤولة عبر افراز هورمون "تيروكسين" عن عملية الأيض وتبادل المواد في الجسد. بينما عمل غدة إضافية تدعى "الغدة الفوق درقية"، المسؤولة عن نسبة الكلس في الجسم، قد يؤدي الى هرب الكلس، وحتى مرض أوستروبوروزيس، وربما أيضا انتاج "حصى الكلى"!
مطوّر هذا الأسلوب الجراحي الجديد بروفيسور بييرو ميكولي من جامعة بيزا في ايطاليا، وصل الى غرفة العمليات في مستشفى الكرمل بهدف تعليم الأطباء في المستشفى كيفية القيام بهذه العملية الجراحية، وإرشادهم على طريقة تنفيذها، علما أن العديد من الأطباء في المستشفى حضروا هذا الارشاد، والعديد من الأطباء الجراحين من شتى أنحاء البلاد.