شاهين نصّار
يواصل مشروع الإعمار العملاق في المركز الطبي رمبام تحطيم الأرقام القياسية، التي تؤكد على حجم المشروع العملاق والذي حظي باسم "ميجابرويكت"، حيث انطلق نهاية الأسبوع الماضي صبّ أرضية المستشفى تحت الأرضي المحمي العملاق في رمبام. هذه الأرضية التي تمتد على مساحة 20 دونما، وبغمق متر ونصف من الباطون، تشكل أيضا أساس المشروع.
ومع الانتهاء من عملية صبّ الأرضية ستصل الى نهايتها عمليا كل مرحلة الحفر والصب في كل أنحاء موقف السيارات تحت الأرضي، علما أن المرحلة الاخيرة من الصب تطلبت حوالي 5500 كوب من الباطون، والتي نقلت الى المستشفى بواسطة 840 جولة لخلاطات الباطون. وتم تجنيد اربع المصانع الكبرى للباطون في الشمال بهدف اتمام هذه العملية، علما انهم عملوا طوال هذه الفترة فقط لصالح مستشفى رمبام.
ولم يكن هذا أول رقم قياسي يحطمه مستشفى رمبام خلال عملية الإعمار العملاقة، لبناء أكبر موقف تحت أرضي في العالم. اذ أن عملية صبّ الباطون الأولى لأسس الموقف في شهر تشرين أول الماضي والتي استمرت طوال 30 ساعة متواصلة اعتبرت أكبر صبّة باطون متواصلة في منطقة حيفا أبدا.
وتعامل المقاولون المختلفون طوال عملية الحفر، والتي يراقبها أرييه بركوفيتش – رئيس قسم الإعمار في رمبام، مع العديد من المشاكل الهيدرولوجية الشاذة، اذ أنهم تعاملوا في مرحلة متقدمة جدا مع مياه البحر المالحة الجوفية، والتي تطلب ضخها بأحجام غير مسبوقة لمشاريع بناء في اسرائيل ليتمكنوا من مواصلة الحفر، وقد عملت في حينه عشرات المضخات على إرجاع المياه الجوفية المالحة الى البحر، وآلاف الأكواب من المياه كل ساعة. ومن المتوقع أن تعود المياه الجوفية المالحة للصعود لبضعة أمتار في الطبقات السفلى من الموقف التحت أرضي بعد اتهاء ضخ المياه وبناء الأسس والمصطبات في الموقف.
المشروع الذي يمتد على حوالي 90 ألف مترا مربعا من المساحة المبنية، عبارة عن موقف سيارات تحت الأرض متعدد الاستخدامات: في الايام العادية موقف سيارات لحوالي 1500 مركبة (بهدف حل مشكلة ايقاف السيارات المتأزمة في منطقة رمبام)، بينما في ساعات الطوارئ تم تخطيط الموقف بطريقة تسمح بتحويله لمستشفى تحت الأرض خلال فترة قصيرة جدا ليستوعب حوالي 2000 مريض. فهو محمي من الهجمات النووية والكيماوية والبيولوجية واصابات مباشرة من صواريخ.
ومن المتوقع أن تبنى فوق المبنى المعد لموقف السيارات تحت الأرضي، مباني أخرى ستستخدم كمستشفى للأطفال، مستشفى للسرطان وأمراض القلب، وبرج للأبحاث. وتقدر تكاليف مجمل المشروع بمئات ملايين الشواقل.