لجنة المحافظة على المباني التاريخية ترفض مسح المباني في وادي النسناس

مراسل حيفا نت | 29/07/2021

لجنة المحافظة على المباني التاريخية ترفض مسح المباني في وادي النسناس

 

رفضت اللجنة البلدية للمحافظة على المباني والمواقع التاريخية في حيفا، المصادقة على مسح حي وادي النسناس، في أعقاب الاعتراض الذي قدمه مخطط المدن وعضو اللجنة د. عروة سويطات. بناء على ذلك، دعم أعضاء اللجنة، بما فيهم رئيسة البلدية د. عينات كاليش، اعتراض د. عروة سويطات، من خلال مطالبة المخططين تعديل المسح ليشمل كافة المباني التاريخية وإجراء جولة خاصة في الحي لفحص كافة المباني المعدّة للمحافظة التاريخية والتأكد من دقة المسح والمعلومات.

وصل موقع حيفا نت أن المسح يعرض أن الشخصيات المركزية في حي وادي النسناس هم الكاتب الإسرائيلي سامي ميخائيل والكاتب إميل حبيبي والمؤرخ إميل توما والفنانة حايا توما كوربرج فقط، دون ذكر الشخصيات العديدة الثقافية في تاريخ الحي.

وجاء في المسح المقترح أن المباني في حي وادي النسناس تم تخطيطها “بالتعاون فيما بين مستثمرين عرب ومخططين يهود الذين دمجوا بين البناء العربي التقليدي والحداثة” مشيرا بالأساس الى المخططين الألمان واليهود كارل روف ويوسف برسكي وأهارون ينوفيتش وحاييم هاري ومناحيم دافران ورايس وكنعان الى جانب مخططين عرب كعيسى حزبون ويوسف حزبون وجورج منسى وحجار وداموني. وأشار المسح المقترح أن البناء العربي في وادي النسناس تطور من “بناء قروي بسيط” الى بناء من “الأسلوب الحديث” وهذا استنتاج أشار اليه د. عروة سويطات كاستنتاج خاطئ لفهم حيّز المدينة التاريخية إذ يدلّ على جهل معرفي. ويقترح المسح المحافظة على 270 مبنى في حي وادي النسناس والتي تعتبر ما يقارب 70% من المباني في الحي، بينما يعتبر110  مباني أنها غير معدّة للمحافظة التاريخية.

وصل موقع حيفا نت معلومات عن مجريات الجلسة والتي برز فيها اعتراض عضو اللجنة، مخطط المدن والباحث د. عروة سويطات، على المسح بسبب ادعائه لمغالطات في المسح وانتقاصه تاريخ وهوية الحي، مطالبا إجراء جولة في الحي مع المخططين حول كافة المباني التاريخية وتعديل المسح ليشمل كافة المباني التاريخية ومشاركة السكان والدقة في تعامله مع هوية وتاريخ الحي.

د. عروة سويطات: “نحافظ على المباني التاريخية وعلى هوية وتاريخ المكان”

 

وفي حديث مع مخطط المدن د. عروة سويطات، لموقع حيفا نت، قال: “اعترضت على المسح بسبب عدم شمله كافة المباني التاريخية في الحي وانتقاصه من تاريخ وهوية ورواية أهم الأحياء العربية الفلسطينية في حيفا”. 

وأضاف سويطات قائلا: “حي وادي النسناس يمثل التطور المديني والحضري والحداثوي العربي الفلسطيني، لذا أرفض التعامل معه بشكل استشراقي وكأنه قرية تطورت نتيجة لـ “حداثة” الغرب والصهيونية كما جاء في المسح. هذا الحي يروي رواية مدينة عربية وحداثة فلسطينية بُترت بسبب النكبة وقصة شعب عانى التهجير والظلم ولكنه نهض وصمد أمام هذه السياسات ليشكّل قلبا نابضا لمجتمعنا. ولكن للأسف، اختار المخططين التعامل بشكل استعلائي مع البناء التاريخي في حيفا، فلا وجود لمباني قروية في مدينة تأسست كمدينة قبل 250 سنة على يد الظاهر عمر”. 

وقال سويطات “سكن حي وادي النسناس الشعراء والكتاب الكبار كالشاعر الشعبي نوح إبراهيم وحسن البحيري وأحمد دحبور والفنان الرسام عبد عابدي الذي لا زال يسكن في شارع حداد والكاتب الصحافي وديع صنبر الذي سكن أيضا في شارع حداد، كلها شخصيات وطنية مهمة جدا لتاريخنا وهويتنا تحكي رواية الحي الثقافية التاريخية، التي لم يتم ذكرها بل تم تجاهلها وهذا أمر رفضت أن يمرّ مرور الكرام. “.

وأشار سويطات في حديثه :”مسح المباني التاريخية في حي وادي النسناس له أهمية كبيرة لأنه الأساس لأي تخطيط في الحي، وهو وثيقة رسمية تبني خطابا حول هوية الحي وتضع الأسس والبنية التحتية التخطيطية لأي تطوير في الحي، وهذا أيضا ينقص في المسح إذ لم يشر إلى معاني واسقاطات المحافظة التاريخية مقابل نسب البناء والتخطيط في الحي. لذا يجب تحديد تعليمات تخطيطية تتعلق في المباني التاريخية واضافات البناء بشكل لا تمس في النسيج المعماري التاريخي للحي ويستفيد منه السكان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *