شاهين نصّار
نشرت مؤخرا في صحيفة معاريف في حيفا مقالة تحريضية ضد المربية أفنان إغبارية، مديرة مدرسة المتنبي الثانوية الرسمية في حيفا، يدور الحديث فيها عن أن المربية إغبارية تحرّض ضد الدولة وتدعو الطلاب لعدم الاعتراف بدولة اسرائيل.
من جهته يقول رئيس لجنة الآباء في المدرسة الشيخ رشاد أبو الهيجاء (إمام مسجد الجرينة في حيفا)، أنه لا أساس لهذه الأقوال من الصحة. وأن هذه المقالة هي مقالة تحريضية وكلها كذب وافتراء، وأنها تحريض ضد الطلاب العرب في حيفا.
ويقول الشيخ رشاد: "لدي ابنين في المدرسة. لم نشهد ولا مرة أنها تحرّض، بل تقوم بعملها بكل موضوعية ومهنية. حتى أنه لأول في السنوات الأخيرة نشعر أنه تسود المدرسة أجواء تعليمية فعلية وحقيقية بعيدا عن المشاحنات. حتى أن أحد الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من المدرسة سألني اذا كانت المدرسة مضربة بسبب الهدوء الذي يسودها، وقلت له أن التعليم يسري بشكل اعتيادي، ولكن المدرسة تسودها أجواء تعليمية فعلية وهدوء بعيدا عن المشاحنات والمشاكل، بعكس سنين سابقة"!
وأكد أبو الهيجاء أنه تم تجديد تعيين المربية إغبارية لمواصلة إدارة المدرسة في الفترة القريبة، وأن لجنة أولياء الأمور في المدرسة كانت قد تقدمت بطلب للبلدية ووزارة المعارف بإجراء مناقصة داخلية لتعيين المديرة إغبارية مديرة دائمة للمدرسة. خصوصا وأنه كان قد تم تعيينها كمديرة للسنة الدراسية الأخيرة في أعقاب استقالة المدير السابق حسام أبو بكر.
وقال الشيخ أبو الهيجاء: "اليوم ارسل ابنيّ للمدرسة وأنا مطمأن عليهما ومرتاح البال"!!
وكانت المقالة المذكورة في صحيفة وموقع "معاريف" قد ادعت أن بعض الأهالي والمعلمين بعثوا رسالة لوزارة المعارف يطالبون بفصل المربية إغبارية بسبب آرائها السياسية. علما أنها كانت قد ترشحت في العام 2002 ضمن قائمة التجمع الوطني الديمقراطي للكنيست في المرتبة السادسة، كما أنها عضو في المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي. وكانت بلدية حيفا قد طالبت المربية إغبارية عند تعيينها بالتوقيع على تعهد بالاستقالة من كل مناصبها السياسية في حال تعيينها كمديرة بشكل دائم.
وكان قد كتب باعثو الرسالة (كما تدعي المقالة من الأهالي) أن "المربية أفنان تسمم عقول الطلاب بتحريض أنتي اسرائيلي". ويؤكدون: "أفنان معروفة في الشارع العربي كشخصية عسكرية، وطنية ومتطرفة، التي تنفي أصلا قيام دولة اسرائيل"!
يذكر أن هذه الرسالة والتي جاءت في أعقاب زيارة عضو الكنيست ورئيس لجنة التربية والتعليم في الكنيست اليكس ميلر للمدرسة قبل بضعة أسابيع، تدعي أن المربية إغبارية عملت على تحريض الطلاب ضد ميلر في أعقاب ذلك.
بينما قال نائب مدير لواء حيفا في وزارة المعارف حاييم يعقوف: "رغم أن المديرة معيّنة من قبل السلطة المحلية، الا أنه في أعقاب ذلك سنقوم بتوجيه الموضوع لمعالجة الجهات المختصة والقضائية في وزارتنا".
أما بلدية حيفا فرّدت على المقالة بالقول: "ادارة المدرسة تعقّب عبر مكتب الناطق بلسان البلدية. في استيضاح أجريناه مع المديرة أكدت لنا أنها ترفض رفضا باتا اجراء دعاية سياسية في المدرسة"!
أما بالنسبة لتعيين المربية إغبارية قال الناطق بلسان بلدية حيفا: "بالنسبة لتعيين المديرة، بلدية حيفا تعمل بحسب القانون وتعليمات وزارة التربية والتعليم بهذا الخصوص".