بقلم مطانس فرح
أنالست من اللّاهثين وراء الأخبار الرياضيّة المحلّيّة على أنواعها، إلّا نادرًا. وغالبًا، لست من متتبّعي أخبار كرة القدم المحلّيّة؛ أتابع بين الفينة والأخرى الأحداث الرياضيّة العالميّة ومباريات كرةالقدم الهامّة، لأكون مطّلعًا – ولو قليلًا – على ما يدور في فلك الرياضة.. ولكن عندما يتلألأ نجم في هذا الفلك، يُشعّ ويسطع بريقه لمسافات بعيدة، يصعب عليك أن تتجاهل هذا البريق أو تغضّ عنه الطرْف؛ فلهذا النجم المتلألئ بريق ووهج خاصّان.
في الـ17من أيلول من العام المنصرم (2010) ، وتحديدًا في العدد الـ 45من صحيفة«حيفا»، كتبت مقالة صغيرة تحت عُنوان«شاپّو»،عن اللّاعب المتألّق، ابن حيّ وادي النسناس، النجم محمود عبّاس، لدى انتقاله إلى فريق «هپوعيل أشكلون »في الدرجة العليا، رجوت وتوقّعت له – حينها، كما توقّع له المراقبون – مستقبلًا زاهرًا ومتألّقًا؛ فراهنت على تميّز عبّاس وتألّقه.. فكان الرّهان صائبًا وسليمًا؛ لأنّ تألّقه لم يكن باهتًا حينها، بل مشّعًا ساطعًا، كما كانت قدراته الكرويّة بارزة .. فصدقت!
وفي نهاية الأسبوع المنصرم، تعاقد المتألّق عبّاس ابن حيّ وادي النسناس مع فريق« هپوعيل تل أبيب» إحدى أفضل الفِرَق في دوريّ الدرجة العليا/حامل الكأس ووصيف بطل الدوريّ لهذاالعام
آمل أن يجلب هذا التعاقد ما هو أفضل لعبّاس ويحمل له بشائر خير.. لأنّ المجال سيكون مفتوحًا أكثر أمام عبّاس والفرص ستكون أكبر لإثبات قدراته، تميّزه، وتألّقه، وإنّه لَيستحقّ – بكلّ جدارة – اللّعب مع أكبر نجوم كرةالقدم، لأنّه ليس أقلّ كفاءة منهم.
لا يمكنني في هذا السياق – بصفتي جارًا لعائلة عبّاس – الحديث عن موهبة عبّاس وتميّزه وتألّقه، مندون الحديث عن هذاالتألّق المصقول بالأخلاق الحميدة والتربية البيتيّة المشرّفة، الت ييندُر وجودها بين شباب اليوم.
أقولها من دون تملّقأ وتلوّن، وبصراحة مطلقة، محمود عبّاس مثال يُحتذى به .. نعم! فهو عملة نادرة لامعة في زمن تكثر فيه العملات الرديئة.. هناك شباب وشابّات كُثر تميّزوا وبرزوا في وادي النسناس، وتبوَّأُوا مراكز مرموقة وهامّة، من : أطبّاء ومهندسين وكتّاب ومثقّفين وغيرهم؛ وأقولها – من دون أدنى شكّ -: عبّاس واحد من شباب الحيّ اللّامع البارز الّذي يسطع اسمه ونجمه معًا، ومن الصعب أن يأفُل يخبو– كما حصل مع عدد من نجوم كرة القدم العرب المغرورين – لأنّه مصقول بأخلاق عالية وتواضع كبير يزيدانه نجوميّة وبريقًا.. فالنجم بتواضعه وأخلاقه، لابغروره وكِبْره!
نعمَ التربية.. نعمَ الأخلاق.. وحُسن الجيرة.
أتشرّف وأفخر بوجود عبّاس معنا وبيننا.. فهو مثال مشرّف جدًّ الحيّ وادي النسناس خصوصًا، وللوسط العربي ّعمومًا. يشرّف أبناء وادي النسناس كثيرًا أن تكون سفيرًا لنا.. فستكون خير من يحافظ على الأمانة ويرفع اسم العرب واسم وادي النسناس عاليً اأينما حلّ.
عبّاس.. أنت سفيرنا..
سفير وادي النسناسّ..!