شاهين نصّار
عقد أمس الأربعاء في جامعة حيفا مؤتمر بعنوان "الكفاءات الحضارية في جهاز الصحة وبشكل عام"، والهادف للتباحث في طريقة تعامل أجهزة الصحة مع الاختلافات الثقافية والحضارية بين شرائح المجتمع شتى.
وقد سلّط الضوء في المؤتمر على خصوصية المجتمع العربي في البلاد وطريقة التعامل معه في جهاز الصحة بشكل عام، والاختلاف بينه وبين المجتمع اليهودي، وما الى ذلك.
وقد افتتحت المؤتمر بكلمة لدكتور عماليا ساعر وهي باحثة اجتماعية من جامعة حيفا والتي بادرت للمؤتمر مع د. تسيبي عيفري، والتي تحدثت عن "منفعة وإساءة الاستعمال للحضارة".
وتطرق كريم نصر من مؤسسة قلب يسوع في حيفا ومدرسة ميندل للقيادة التربوية وجامعة حيا للكفاءة الثقافية لإدخال الأطفال ذوي المحدوديات الذهنية الى مؤسسات داخلية في المجتمع العربي، بينما تطرق د. بشارة بشارات من المستشفى الانجليزي في الناصرة وجامعة حيفا الى كون الكفاءات الحضارية أكثر من لغة. بينما تحدث د. حجاي إجمون وحنان أوحانا الى الكفاءات الثقافية في جاهز الصحة واستنتاجاتهم من خلال العمل في القدس، في حين تحدثت د. ايما افربوخ من وزارة الصحة والجامعة العبرية لدور وزارة الصحة بتيسير المنالية الحضارية واللغوية في الجهاز الصحي.
بينما تحدثت د. حاجيت بيرتس وبروفيسور جانيل تايلور من جامعة واشنطن وبروفيسور دون سيمن عن "تحول الحضارة الى كفاءة: أسئلة وعبر من تجربة الولايات المتحدة الأمريكية". في حين تحدثت د. يوفال بدولاح من المركز الطبي هداسا في القدس عن تقنيات إخصاب متطوّرة في مجتمع محافظ، بينما تحدثت د. تسيبي عيفري عن "علاج العقم من خلال وساطة الحكماء اليهود (الحاخامات): بين الشرعية الدينية والكفاءة الحضارية"، في حين تحدثت د. سيجال جولدين من الجامعة العبرية عن "كفاءة حضارية/ عدم كفاءة أخلاقية: ملاحظات من خلال بحث حول تقنيات الاخصاب الحديثة في اسرائيل".
وتخلل اليوم الثاني من المؤتمر العديد من الأبحاث فتحجدثت بروفيسور ليؤون ابشطاين من مدرسة الصحة الجماهيرية في هداسا عن "بلغتك: منالية لغوية وحضارية في مستشفى عام من النظرية الى التطبيق"، بينما تحدثت د. آن ماري أولمن عن المنطلق والمنهجية بالطب النفسي – الاثني في سياق الهجرة، مستعرضة حالة يهود أثيوبيا في اسرائيل. بينما تحدث بروفيسور دون سيمن عن إعادة فحص النماذج التفسيرية ومسألة الحضارة. في حين تطرقت الجلسة الثانية الى التعددية الحضارية في جهاز صحة النفس، فتحدثت سعاد ذياب – عاملة اجتماعية ومديرة مشروع مسيرة التطوير ودعم مكانة المعاقين العرب في جوينت اسرائيل، عن منالية العلاج للعرب المتضررين نفسانيا – تحديات اساسية، ميزانيات ومفاهيم داخلية للمؤسسة. في حين تحدثت د. جالية بولتكين عمرامي من جامعة تل أبيب عن "من هي الضحية المحضة؟ حضارات الصدمة ووساطة المعاناة في حقل العلاج الاسرائيلي"، في حين تحدثت د. كارول كلدرون عن توجهات انتروبولجية للصحة النفسية في سياق حضاري. الجلسة التالية التي ترأسها د. محمد خطيب، تطرقت لموضوع الحضارة في سياقات القوة واللامساواة، فتحدث د. داني فيلك من جامعة بن غوروين في النقب عن الاقصاء والحواجز أمام منالية الخدمات الصحية متطرقا بالأساس للمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين. في حين تحدثت د. حاجيت بيرتس من كلية عسقلان وجامعة بن غوريون عن كفاءات أولياء أمور الأولاد في دائرة الخطر، مستعرضة حادثة أم بدوية هجرها زوجها بسبب ولادة ابن مع اعاقة جسدية. بينما تحدثت مديرة مركز الطفولة في الناصرة – د. نبيلة اسبنيولي عن "طريق الآلام" للنساء الفلسطينيات المعاقات العالقات بين المطرقة والسندان، من ناحية يعانين اهمال المؤسسة ومن ناحية مصاعب دمجهن في المجتمع وطريقة معاملة المجتمع لهن، مشددة أنه يميّز ضدهن ثلاث مرات، الأولى لأنهن عربيات فلسطينيات، والثانية لأنهن نساء، والثالثة لأنهن معاقات.
من جهتها قالت السيدة سعاد ذياب: "المؤتمر يتعامل مع قضايا الكفاءات الثقافية والحضارية ومشاكل التعامل معها، متى نستغل وضع ثقافي معين لمصلحة الناس، ومتى نضر بهم. طرحت العديد من القضايا، القضية التي طرحتها أنا هي قضية المرضى النفسيين العرب وعدم وجود خدمات يستحقونها، قسم كبير من المرضى النفسيين لا يصل للتأمين الوطني ولا للخدمات الصحة النفسية".
وأضافت: "القضية المركزية هي أنه لدينا الكثير من الآراء المسبقة تجاه المرضى النفسيين، ان كان أنهم يخافون من أن يعلنوا عن حالاتهم لأنه مباشرة يعتقدون عنهم أنهم مجانين. كما أنه هناك عوائق دينية، فالبعض يؤمن أن الانسان المريض دخل به الجن، أو لأنه غير مؤمن أصيب بمرض نفسي. حتى الآن لا يوجد تفسير للقانون، لا توجد اتاحة من حيث اللغة العربية للعائلات، أو لرجال الدين، او السكان، المشكلة عويصة بالفعل.. لأن نسبة المرضى النفسيين في العالم الغربي والشرقي وهي نسبة معروفة علميا حوالي 2 – 3 بالمائة، بينما نسبة المرضى النفسيين العرب الذين يتوجهون للعلاج لا تصل حتى 0,5%. نحن نتحدث عن حوالي 90% من المرضى النفسيين الذين لا يصلون لتلقي العلاج، ونحن كمعالجين لا نصلهم ولا نتواصل معهم، هم يخافون من الأفكار المسبقة عنهم"…
وأنهت حديثها بالقول: "المرضى النفسيين هم قسم من المجتمع، وعلينا أن نطرح الموضوع على رأس سلم أولوياتنا، وأن نطرح هذه المواضيع ونعالجها. والامكانيات واسعة واليوم لدينا مهنيون كثر بإمكانهم تقديم العلاج".
بينما قال كريم نصر: "المحاضرة كانت عن موضوع الأطفال مع احتياجات خصة أو تخلف ذهني الذين يعيشون في مؤسسات داخلية، وعن ظاهرة المؤسسات الداخلية لأطفال ذوي تخلف ذهني. الصراحة موضوع المحاضرة هو عرض لخصوصية هذه الظاهرة في المجتمع العربي، والتي تختلف عن صفاتها في المجتمعات الغربية أو المجتمع اليهودي في اسرائيل، والأمر يستند على بحث أجريه ضمن أطروحة الدكتوراة، بموجبه أجريت مقابلات مع 18 عائلة عربية، يتواجد أولادهم في مؤسسات داخلية، وسألناهم عن مشوارهم مع أولادهم منذ ولادتهم وحتى دخولهم المؤسسة الداخلية. ما يتضح من مشوار العائلات، أن العائلات عادة لا ترغب بإدخال أولادهم لهذه المؤسسات، لأن العائلات تفضّل ومن المهم جدا لها أن هؤلاء الاولاد مع اعاقات أن يتواجدوا ضمن اطار العائلة، ويهم هذه العائلات أن يحظى اولادهم بكل الخدمات وكل الاهتمام ضمن نطاق العائلة كجزء من كونهم أهل. ولكن بعد ولادة الأولاد وفي محاولة تربيتهم يواجهون صعوبات كبيرة، من طرفين، فمن جهة هم لا يحصلون على خدمات دعم للعائلة ولا خدمات لأولادهم، ولا خدمات جودة، وفي المستوى الآخر هم يواجهون مجتمع يملك آراء مسبقة سلبية جدا عن أطفال مع اعاقة. مجتمع لا يتقبل أطفال ذوي اعاقات. وغالبية العائلات تؤكد أنه لا تحصل على الدعم لا من العائلة القريبة ولا العائلة الموّسعة. فهم يتواجدون في وضع صعب جدا، فهم يجب أن يختاروا إما أن يبقوا أولادهم في نطاق العائلة بوضع صعب جدا، وإما أن يتنازلوا بمعنى ما عن وجود ابنهم في العائلة ووضعه في مؤسسة، لأن المؤسسات هي المكان الذي بوسعه أن يمنح الخدمات المناسبة لأولادهم"!
وقال في رد على سؤال: "الأرقام تشير الى أن ظاهرة المؤسسات الداخلية في ازدياد في المجتمع العربي، لأنه هناك حاجة. الخدمات لا تتطور كثيرا، وهناك حاجة كبيرة للخدمات. والصعاب التي يواجهها الأهل كبيرة جدا، وهذه المؤسسات الداخلية تقدم في الأغلب خدمات بجودة عالية للأولاد، وبالتالي يمكنها تلبية احتياجات الأهالي. فنرى أنه بعكس المجتمع اليهودي والعالم الذي فيه تراجع بنسبة ادخال الأطفال ذوي الاعاقات لمؤسسات كهذه، في المجتمع العربي هناك ارتفاع في إدخال أطفال مع احتياجات لهذه المؤسسات. ونرى أن هؤلاء الاطفال الموجودين في مؤسسات خاصة كهذه صغار السن مقارنة مع أطفال يهود في مؤسسات خاصة، ونرى أن الحالات الصعبة موجودة في المؤسسات. في حين يظهر أن فقط 14% من نزلاء المؤسسات هم عرب، مما يدل على أن المجتمع العربي ما زال يفضل أن يمنح العناية والرعاية للأطفال في إطار العائلة، وما زالت فكرة العائلة كالإطار الأفضل للأولاد هي السائدة"!
بينما قالت د. عماليا ساعر: "أنا انتروبولوجية (باحثة اجتماعية) وكذلك شريكتي د. تسيبي عيفري، نحن نعمل كثيرا مع الثقافة وما يحدث للثقافة عندما يبدأ البشر بتكوين ثروة سياسية جرائها. عندما تتحوّل الثقافة لأساس للمطالبة بالحقوق وبأمور مميزة لهم، هذا الأمر قد يكون للأفضل وقد يكون للأسوأ. في وزارة الصحة هذا العام بحسب ملحق المدير عام، يجبر كل مقدمي خدمات الصحة في اسرائيل بأن تلائم نفسها من ناحية ثقافية ولغوية لجميع أفراد المجتمع خلال سنتين، وهذا تطوّر حسن وممتاز. وقررنا أن هذه فرصة لنا أن نبادر لحوار مع رجال الصحة والطب والذين بدأوا بحق وحتى لو متأخر بعض الشيء بالحديث عن الثقافة، والحاجات الثقافية واللغوية في المجال. وكباحثات اجتماعيات لدينا الكثير ما نقدمه، لتقوية الحوار. وقد عرض الأطباء والطواقم الطبية ومن يعمل في الميدان عمليا، العديد من المشاريع التي بدأ العمل بها، في مستشفى هداسا هار هتسوفيم حيث يتم مشروع ترجمة، رمبام كذلك، وسمعنا عن العديد من المشاريع، وتحدثنا عن مشاكل كثيرة مثلما ماذا يحدث عندما تتنظم مجموعات وتبدأ بالمطالبة بحقوقها بسبب عدم وجود المساواة، وتطالب التمثيل الثقافي وملائمة المجال لثقافتهم ولغتهم ايضا. ومن جهة أخرى بعدها نبدأ بالحديث عن الثقافة والكفاءات الثقافية وننسى الحديث عن عدم المساواة وصراعات القوى، دائما يوجد توتر بين النية بتوفير الملائمة الثقافية من جهة، ومن جهة اخرى الحاجة بالاعتراف بأنه يوجد عدم مساواة صارخة في الجهاز، ويجب توفير الميزانيات لتقليص الفجوات"!
اما د. أمل جبارين فقال في رد على سؤال حول موضوع المؤتمر: "هذا الموضوع هو موضوع جديد في المجال الطبي، الاختلاف الحضاري بين الطواقم الطبية والمرضى وعائلاتهم، ولا يقصد بالطواقم الطبية فقط الأطباء وانما كل من يعمل في المجال الطبي، كيف يتعامل مع المختلف ثقافيا، حضاريا، لغويا، وسلوكيا، هذا الأمر مهم جدا كي نعرف كي نتعامل مع المريض، كيف نفسّر له الاوضاع، ونفهم كيف وصل للوضع الذي هو موجود به اليوم. نشرت هذا العام دراسة قامت بها وزارة الصحة، والتي تشير الى انه هناك فروقات كثيرة في المجال الطبي والخدمات الطبية، وبالأمراض المختلفة التي تصيب المجتمع، اذا صنفناها بحسب الطبقات الاجتماعية، الطبقات الفقيرة أو الغنية على سبيل المثال، وهناك بالطبع أفضلية للطبقات الغنية من حيث السلوك الطبي والتوجه للاستشارات الطبية والفحوصات الطبية ان كان المبكرة او للمتابعة مقارنة بالطبقات الضعيفة اقتصاديا. وواضح أن المواطن العربي في الدولة هو عمليا من اضعف ما يكون في المجتمع، ويظهر أن نسبة البطالة لدى العرب أكبر بكثير من المجتمع اليهودي، معدل الدخل أدنى بكثير، الاستشارات الطبية قليلة جدا، الخدمات الطبية قليلة جدا. فهذا التمييز أو هذه الفروق، التي لا تصب في مصلحة المواطن العربي، يجب أن ننتبه لها ونعالجها".
وأردف قائلا: "واذا عدنا للكفاءات الحضارية أو الثقافية، هل لها أهمية هنا؟ فنرى أنه حتى مرض كالسكري الآخذ بالانتشار كثيرا مؤخرا، عادة الازدياد في البلاد لدى العرب والأثيوبيين بارتفاع مطرد طوال الوقت. فهذه الفروقات ممكن بالتوعية الصحيحة والتثقيف الصحيح، تخفيفها وحتى نمنع حدوثها لدى المواطنين، ولكن الأمر يتطلب الرعاية الصحية والتثقيف".
وواصل جبارين حديثه قائلا: "موضوع آخر مهم جدا هو قضية الأمراض الوراثية، زواج ذوي القربى، ليس أني ضد زواج ذوي القربى، فيحق لكل شخص أن يتزوّج من يريد، ولكن يجب أن يعرف أنه اذا أقدم على هذه الخطوة قد تحدث أمور ما. وفي حال حملت المرأة يجب أن تتوجه لاستشارة خاصة، وأن تمر بمتابعة طوال مراحل الحمل، كي تكون النتيجة للأفضل وليس للأسوأ من حيث ولادة أولاد معاقين أو يعانون من أمراض وراثية، قد يحتاجون في نهاية الأمر متابعة وعلاج. هذا المؤتمر ويبارك من بادر اليه، يتم لأول مرة في البلاد، وقد يكون أن هذا هو البداية والانطلاقة لتغيير في السلوك، الأجهزة الطبية والوزارة والمسؤولين في الدولة عن الجهاز الطبي، فلو منحنا الموضوع أهمية حتى العاملين في الجهاز الطبي العام في الدولة والمواطن يتطلب الأمر ميزانية لا بأس بها، ويتطلب الأمر وقت طويل. وهذا يدل أن الطريق ما زالت طويلة، وأن من يستفيد من هذا هم آمل أن يكونوا الطبقات الضعيفة والأقليات والذين يشكلون الطبقات المستضعفة".
اما د. محمد خطيب فقال: "نحن نتحدث عن مؤتمر يناقش موضوع الملائمة الثقافية للخدمات الصحية. ولكن كل موضوع الخدمات الصحية هو ايضا ناتج عن صراع قوى، فالقوي هو الذي يحدد السياسات. وهنا طرح الموضوع على عدة مستويات، على مستوى المؤسسات هناك مجموعات ضعيفة وأخرى قوية، والقوي دائما يقوى على الضعيف، ويجب أن نخلق جوا آخرا يساعد بالتأثير المباشر على صحة المريض. شهد اليوم محاضرات عن النساء البدويات واليهوديات في النقب، كيفية التعامل والتفرقة بالتعامل، كيف يمكن للمؤسسة الصحية احترام وتقدير المخزون الثقافي للمرأة البدوية بدون التأثير على العلاج نفسه".
وقال في رد على سؤال: "من هنا ننطلق أن كل مؤسسة صحية يجب أن تطوّر آليات تلائم أكثر من ناحية ثقافية جمهورها المتنوّع، أي أنه يجب على المؤسسة أن تمنح الجمهور على اختلافه اجابات على حاجاته الثقافية وخصوصياته الثقافية بغض النظر عن انتماءاته، وألا نضع الجميع في خندق واحد وفي إطار واحد ونتعامل مع الجميع بنفس الشكل. التعامل مع القوي يتم بشكل مميز. نحن لا نقول أنه هناك ثقافة صحيحة وأخرى غير صحيحة، لأنها جميعها صحيحة، فكل واحدة تلائم شعبها. وهناك حاجة أن نلائم خدماتنا لها، بالجو، في طريقة التعامل، احترام رموز الثقافة كاللبس والتفكير والمظهر، وكل هذه الأمور هي جزء من هويتك وثقافتك، ويجب على المؤسسة أن تقدرها وتحترمها وتعاملها كما هي ولا تجبرك أن تغيّر نفسك لتئلائم. كما أنه علينا أن نتعلم أيضا ثقافة الغير، ليس فقط بتعامل المؤسسة مع زبائنها، بل أنه يجب على الزبائن أنفسهم أن يتعاملوا مع بعضهم باحترام، فأنا أعرف ثقافة اليهودي والروسي، وهم يعرفون ثقافتي ونتعامل مع بعضنا البعض بالندية ونتعرف على الآخرين. هذه الأمور تشير بحسب كل الأبحاث أنه من شأنها أن تطوّر الخدمات وبالتالي تعود بالفائدة على صحة المريض".