بدعوة مشتركة من مركز مساواة و"دار راية للنشر والترجمة" أقيمت في "مركز الكرمل" الحيفاوي مساء الخميس أمسية أدبية احتفالية على شرف صدور الرواية الجديدة للأديب سلمان ناطور "هي، أنا والخريف"، بحضور واسع من أبناء حيفا ودالية الكرمل وسائر بلدات الجليل، من المهتمين بالأدب ومتابعي مسيرة الأديب ناطور، وقد عقدت الأمسية في ساحة المركز في أجواء أحيت قديم حيفا وجمالها، وأعادت إليها شيئا من روحها الثقافية بإجتماع عماراتها الجميلة وأشجارها العالية، التي وظفها مخرج الأمسية إياس ناطور، بإضاءة فنية وجودة تقنية صوتية جعلت الأمسية تلامس العمل المسرحي .
افتتحت الأمسية ببرنامج فني خاص أداه الفنانان ريمون حداد ولؤي أبوسنة. رحب جعفر فرح، مدير مركز مساواة في الحضور، مؤكدا أن استضافة الكاتب ناطور في الآمسية الخاصة تأتي تأكيدا على أهمية دور الثقافة عامة والأدب خاصة في اعادة بناء الشعب الفلسطيني وعلى دور الكاتب ناطور في هذا المشروع الوطني الهام وفي بناء القيم الانسانية لمجتمعنا في كافة أماكن تواجده، وتمنى للكاتب استمرار العطاء ودعى المؤسسات المحلية والقطرية تطوير المنصات الثقافية واستقطاب الناس وخصوصا الشباب لهذه المنصات لتشكل بديلا للانهيار القيمي والعنف الذي يعصف يوميا في مجتمعنا. وأشار فرح في مستهل كلمته إلى تأسيس "دار راية للنشر والترجمة" بمبادرة من الشاعر والصحفي بشير شلش، قائلاً إن مبادرات فردية إبداعية مثل هده المبادرة تستحق الدعم والتشجيع، خصوصا أنها تتجاوب مع حاجة ماسة في المجتمع الفلسطيني في الداخل، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحقل الثقافي، على أنواعه، بحاجة إلى مبادرات فردية ودعم جماهيري.
كما وأكد الشاعر بشير شلش، مؤسس ومدير "دار راية للنشر" ، على أهمية وجود دار نشر عصرية ومختصة ومهنية في إعادة الاعتبار إلى الكتاب الأدبي المحلي، ووضع ما ينتج من أدب محلي في خضم ما ينشر في العالم العربي.
واستذكر شلش الفترة التي رافقت العمل على تأسيس دار النشر، والتحديات التي يواجهها مشروع من هذا، شاكرا الأشخاص والمؤسسات الذين قدموا الدعم المعنوي غير المشروط ليخرج المشروع بهذه الصورة الجميلة. كما شكر شلش طاقم مساواة وخص بالذكر عرين عابدي مركزة الحقوق الثقافية التي كان لمساهمتها ونشاطها أثر واضح في خروج الأمسية بشكل راق وجميل.ووجه شلش خلال كلمته دعوة للمبدعين الفلسطينيين برفد الدار بمخطوطات أعمالهم الأدبية "تحقيقاً لرؤيتنا جميعا في حركة نشر نوعية، مهنية، ومبدعة".
وفي ختام كلمته دعا شلش البروفيسور يهودا شنهاف، الباحث ومترجم الرواية إلى اللغة العبرية، واستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، حيث أكد أنه بقي مشدودا طوال عدة أيام حتى أنهى قراءة الرواية، وباشر العمل على ترجمتها بحماس، مشيرا بعالمها الأدبي، والمستويات المتعددة لقراءتها، منهياً بقراءة مقطعا من الترجمة العبرية التي أنجزها.
وقام الأديب سلمان ناطور، وبأسلوب مميز وخاص، قرأ مقاطع من الرواية تختصر شخصيات أبطالها الأساسيين ، استعرض خلالها، سردا، شخصيات عمله الأدبي، وملامح وتفاصيل أساسية في بنيةكل شخصية، بشكل تعريفي، كما وردت في نص الرواية الأصلي.
وقوبلت القراءات التي قدمها الأديب ناطور ، فور إنهائها، بتصفيق متواصل من الجمهور الذي شده الكاتب بطريقة إلقائه وتميز عالمه الأدبي على مدار أكثر من عشرين دقيقة، ليبدأ بعدها البرنامج الفني الذي قدمه الفنانان ريمون حداد ولؤي أبوسنة حيث اتحفا الحضور بارتجالات موسيقية على البيانو والجيتار بموسيقى أضفت جوا خاصا على مجمل الاحتفالية التي تواصلت بتوقيع الكاتب روايته للحضور ولقاء قرائه ومتابعي أدبه والحديث إليهم.