شاهين نصّار
عندما كانت مجموعة أطفال من سكان قرية كابول في رحلة ترفيهية في مدينة الملاهي "لونا غراند" في حيفا، وعندما كانوا على متن القطار السريع في الملاهي، تفككت الأبواب وهوى الأطفال أرضا، تسعة منهم أصيبوا باصابات متفاوتة فتم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفى الكرمل في حيفا!!
الساعة كانت الحادية عشر صباحا، عندما تلقى طاقم مستشفى الكرمل الحيفاوي اتصالا مستعجلا من نجمة داود الحمراء يبلغهم عن وقوع القطار في مدينة الملاهي "لونا غراند" في حيفا، مما أدى لإصابة تسعة أطفال بسن 7 – 8 سنوات من كابول. فيقول د. دانيئيل بن دوف – مدير قسم الطوارئ للصدمات في المستشفى: "مباشرة جهزّنا قسم الطوارئ ووضعنا الكل بحالة تأهب. كما قمنا باستدعاء طاقم كبير من أطباء العظام (أورتوبيديا) استعدادا لاستقبال الأطفال المصابين"!!
من جهته يقول يوسف رحمن المعلم المرافق ومركزّ الرحلات في المدرسة الابتدائية في البلدة، والذي نظمّ الرحلة: "كنا بعد تناول وجبة الفطور، وخططنا ليوم لعب ومرح في مدينة الملاهي "لونا جراند" في حيفا. وصلنا لمدينة الملاهي، وصعد الأطفال على الألعاب والمرافق شتى، في حين كنا مجموعة مكونة من عشرة معلمين وأهالي نتجوّل ونتفقّد أحوال الأولاد، حفاظا على سلامتهم على مرافق الألعاب"!
مجموعة من الأولاد قررت الصعود متن القطار الجبلي، وقد ملأ 181 طفلا عربات القطار المذكور، وانطلقوا معه في رحلة مميزة. وتقول وئاد – احدى الطفلات اللاتي صعدن متن القطار: "ركبنا القطار، ولكن على ما يبدو لم تكن الأبواب موصدة الاغلاق كما يجب. الجولة الأولى مرّت على خير ما يرام، ولكن عندما بدأت الدورة الثانية، شاهدنا الأبواب تتفكك وطار السقف من على رؤوسنا، وحينها بدأ الأولاد يبكون ويصرخون". هذا الصراخ دفع بالأهل المرافقين للركض تجاه المراقبين طالبين ايقاف القطار بسرعة وإنقاذ الأطفال.
في نهاية المطاف وصل لمستشفى الكرمل في حيفا أربعة أطفال أصيبوا اثر وقوعهم من على متن القطار المذكور، في حين رفض البعض الآخر الذهاب للمستشفى، وانتظروا وصول أهاليهم للملاهي.
ويقول د. بن دوف أن غالبية الأطفال أصيبوا باصابات وصفت بالطفيفة وكدمات في الرأس، الصدر، وبالأطراف، كما أصيب البعض بجروح اثر تكسّر الزجاج من أبواب القطار.
وقد وصفت اصابة اثنين من الأولاد المصابين بالمتوسطة، وهما مصابان باصابات في الرأس، والذين على ما يبدو سيمكثان بالمستشفى ليلة اضافية للمراقبة كما هو متبع في اصابات من هذا النوع، في حين قامت الممرضات بمعالجة الولدين الآخرين الذين اصيبا باصابات طفيفة وكدمات، وسيتم تسريحهما لمنازلهما في القريب العاجل.
ويقول يوسف رحمن: "يؤسفني أن رحلة المرح التي شارك فيها الأولاد تحوّلت فجأة الى كارثة. انا متأثر جدا مما حدث، وحزن على الأولاد الذين رأيتهم يصرخون ويبكون"!
أما د. بن دوف فينهي حديثه بالقول: "كان بالامكان ان ينتهي الأمر بصورة أصعب مما انتهي به، تجمع عدد كبير من الأطفال على مرفق ألعاب واحد بدون رقابة قد ينتهي بكارثة حقيقية. لحسن حظنا انتهت هذه الحادثة مع عدد قليل من المصابين، وضرر بسيط. نأمل ألا نصل في المرات القادمة لحالات مماثلة"!!