ونحن نشرف على نهاية فعاليات شهر الثقافة والكتاب العربي الذي نظمه بيت الكرمة في حيفا، ونهاية معرض الكتاب الذي يعتبر درة هذه الفعاليات، فإني أستهجن عدم الإقبال الذي انتاب هذا المعرض وسواه من فعاليات اقتصرت على قلة من المستفيدين من الجمهور. وكم كنت أود أن أرى الجمهور العريض والواسع الذي يشارك في هذه الفعاليات بالرغم من انشغال كثيرين بالمناسبات السعيدة والأفراح، التي اجتاحت المجتمع برمته لهذا الموسم.
وأود لفت الانتباه خاصة إلى معرض الكتاب الذي تنظمه مكتبة ودار النشر كل شيء بإدارة الأستاذ صالح عباسي في كل عام ضمن شهر الثقافة، هذا المعرض الذي يحرص السيد عباسي على إصدار وإحضار أهم العناوين والمؤلفات التي تلبي الأذواق والأفكار لكافة القراء، من جميع الأجيال والأعمار، ولكني كثيرًا ما لاحظت صالة العرض بعد أيام قليلة من الافتتاح، شحيحة من الزوار والقراء، فهل يدل هذا على عدم اهتمامنا بالكتاب، وأن الحاسوب بفئاته المختلفة، من مواقع وفيسبوك وغيرها، أشغلنا عن الكتاب الراقي ومطالعة الأدب الأصيل؟ أم أننا نتبع المثل القائل: أمة إقرأ لا تقرأ؟ أم أننا لم نعد نعبأ بالكتاب ولا بالمؤلفين الذي يضعون بين أيدينا عصارة أفكارهم وقلوبهم؟ أين هو جمهور القراء؟ أين هو جمهور المطالعين؟ لماذا لا نهرع ولا نحتشد ولا نقف بالطابور منتظرين دورنا للدخول إلى معرض الكتاب، أسوة بالحشود التي ترد إلى معارض الكتب في العالم؟ أنظروا إلى رواد المعارض في القدس وتل أبيب والقاهرة والمغرب والإمارات العربية وفرانكفورت وغيرها من عواصم الثقافة والكتاب؟ أين هي الهيئات والجمعيات التي تدعو إلى تنشيط المطالعة؟ لماذا اختفت حصة المطالعة من مدارسنا العربية؟ لماذا لا نشجع المؤلفين المحليين ولا غيرهم باقتناء إبداعاتهم؟ لماذا لم تعد تنظم رحلات طلابية لزيارة هذا المعرض القيم؟ لماذا لا تأتي سوى النخبة للاستفادة من معروضاته الهامة؟
هذه الأسئلة والتساؤلات أطرحها بعد أن حيرتني حرقتها وضايقني تجاهلها.