شاهين نصّار
رغم أحداث إحياء ذكرى النكبة الأخيرة وإغلاق الضفة الغربية في أعقاب ذلك، تمكن د. أحمد سعيد من المستشفى المركزي في رام الله ود. ناصر عيد عيسى من مستشفى نابلس بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الأطباء والتقنيين من الضفة الغربية، بالدخول عبر الخط الأخضر بتصاريح خاصة، ليصلوا الى مستشفى الكرمل الحيفاوي، ليخوضوا دورة استكمال حول طرق استعمال أجهزة الـCT المتطوّرة.
من جهته يقول د. ناتي بيلد – مدير معهد التصوير الاشعاعي في مستشفى الكرمل والذي استضاف البعثة: "في مستشفى الكرمل يوجد جهاز الـCT الأحدث والأكثر تطوّرا في العالم، جهاز الـ256 قطعة، والذي بات مزارا لكل من يريد التعلم عن علم الأشعة". ويضيف: "استضفنا بعثات تعليمية من مستشفى المقاصد شرقي القدس، ولكن هذه أول مرة نستضيف بعثة أطباء من السلطة الفلسطينية والضفة الغربية ومستشفياتها"!!
وتأتي هذه المبادرة في أعقاب قيام السلطة الفلسطينية ومستشفياتها بشراء عدة أجهزة تصوير اشعاعي CT بواسطة تبرعات، ولكن لم يجدوا المكان المناسب لمن يؤهل الأطباء والتقنيون في تفعيل هذه الأجهزة. فتتطوّع مستشفى الكرمل لتعليم الأطباء الفلسطينيون كيفية تشغيل أجهزة التصوير الاشعاعي المتطوّرة. مع التشديد على تصوير يسمح بالنظر في الأوعية الدموية الدقيقة التي يصل قطرها لأقل من ميليمتر واحد، الأمر الذي يساعد على الدقة ونجاح العلاج.
تقني التصوير الاشعاعي، مرزوق حرب من بيت جن يعمل منذ 26 عاما كتقني رنتجن في المستشفى، كان المرافق الدائم للبعثة، فيقول: "استمتعت كثيرا بتعليم الزملاء من مستشفيات السلطة الفلسطينية. هذا فخر كبير لي أن مستشفى الكرمل هو الرائد في العالم في أجهزة الـCT وأن الجميع يأتي ليتعلم هنا، عربا ويهودا على حد سواء".
اما د. احمد سعيد من المستشفى المركزي في رام الله فشكر مختصي الإشعاع في الكرمل قائلا: "الفرق في المعدات والمعرفة بين مستشفى الكرمل وما نملكه في السلطة الفلسطينية فرق بين الأرض والسماء. نحن سعيدون جدا ونشكر المستشفى لاستضافتنا وعلى الدورة التي خضناها، وسأكون سعيدا أن أعود وأواصل التعلم هنا في مستشفى الكرمل بحيفا".
ويضيف: "السلام الحقيقي بين الشعوب يعمله الشعب نفسه على ارض الواقع، يا ريت لو نواصل اللقاء فقط لأهداف كهذه".