شاهين نصّار
شارك المئات من محبي وأصدقاء الفنان الراحل جوليانو مير خميس، أمس السبت، في الأمسية التأبينية التي نظمت لذكراه في قاعة مسرح الميدان في حيفا.
وقد برزت بين الحاضرين زوجته جيني الحامل بتوأم، والعديد من الشخصيات في عالم الفن والثقافة في البلاد.
وقدمّت احدى الشابات معزوفة موسيقية على آلة التشيلو، في الوقت الذي عرضت فيه شرائح صور لجوليانو في شتى مراحل حياته. ثم قدّم الفنان عامر حليحل مقطعا من مسرحيته "ذياب"، وتلته الفنانة الحيفاوية تريز سليمان التي قدمت مقطوعة شعرية راحة لذكرى جوليانو. بينما قدّم الفنان محمد بكري، مقطعا من مسرحيّة "المتشاءل"، بعدها قدّمت كل من تريز سليمان (غناء) وريمون حداد (كونترا باص) أغنية بعنوان "رفيقي" أهدتها راحة لنفس المرحوم جوليانو مير خميس.
وتلى الكاتب علاء حليحل كلمة باسم اصدقاء ومحبي جوليانو، قال فيها: "منذ مقتل جوليانو وجد أهل مسرح الحرية أنفسهم شبه وحيدين في المخيم محاطين بعدد قليل من المحبين والداعمين، فيما تحافظ الاغلبية الكبيرة من أهل المخيم على حياة مخلوطة بالخوف والتوتر. هذا يدفع بالمسرح اليوم للبحث عن آفاق عمل جديدة، خصوصا في ظل التهديدات والمناشير التي لا زالت توّزع ضد المسرح والعاملين فيه. الى جانب ذلك اجتمعت لجنة المبادرة لأجل جوليانو في السادس عشر من نيسان الماضي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر المقاطعة في رام الله وهو وعد بشكل قاطع بتوفير الحماية لمسرح الحرية والكشف عن قتلة جوليانو. ولكن للأسف، لم توّفر أية حماية للمسرح وللعاملين فيه، وما زال قتلة جوليانو أحرارا ويشكّلون خطرا على مسيرة المسرح وعلى حياة الناشطين فيه".
ووجه حليحل اصبع الاتهام للسلطة الفلسطينية ومحافظة جنين وبلديتها بالاضافة الى السلطات الاسرائيلية وشرطة أريئيل المسؤولة عن التحقيق، قائلا: "نحن نوجه اصبع الاتهام الى السلطة الفلسطينية وهيئاتها على التقاعس الكبير الذي أبدته بعد قتل جوليانو، ونأسف ان حديث الرئيس الفلسطيني عن أهمية الثقافة والفن، ظل حديثا بلا رصيد! كما نوّجه اصبع الاتهام الى محافظة جنين وبلديتها اللتان تمنعان من قبل مقتل جوليانو بأشهر، اتمام بناء المبنى الجديد لمسرح الحرية في مركز المدينة بحجج تنظيمية، وهم مستمرون بالرد هذا حتى بعد مقتل جوليانو. كما نشير باصبع الاتهام للاحتلال الاسرائيلي بأذرعه، وخصوصا جهات التحقيق المخوّلة التي سيطرت على جميع الأدلة بعد مقتل جوليانو، بما فيها الجثة، والسيارة والهاتف المحمول والحاسوب الشخصي ونتائج التشريح، ونحن لا نعرف حتى اليوم عن أية نتيجة عينية للتحقيق الذي يجري من خلال شرطة اريئيل في الضفة الغربية المحتلة"!
كما انتقد منع السلطات الاسرائيلية منح التصاريح لعشرة ممثلين وطلبة من مسرح الحرية للقدوم للمشاركة في الأمسية.
وأنهى كلمته بالقول: "لقد أحببنا جول في حياته، ونحن نحبه الآن أكثر، لأن نوره يضيء علينا رغم غيابه الجسدي. نفتقد صوته المدوّي في جنبات المسرح، في غرفة المراجعات، في المكتب، في بيته، في مقاهي حيفا التي أحبته، في سيارته الحمراء المتعبة. نبحث عن آخر لمسة، عن آخر جملة، عن آخر موقف، نعيد ترتيب الذكريات كي نرويها بحبنا له، فتنبت منه مسرحيات وأحلام جديدة"!