شاهين نصّار
حكم طاقم قضاة المحكمة المركزية في حيفا برئاسة رئيس المحكمة القاضي يوسيف الرون والقضاة يعقوف جلعاد وأفراهام الياكيم، قبل قليل بالسجن الفعلي لستة أعوام على المتهم اسلام مرعي (27 عاما) من الفريديس، اثر إدانته بناء على اعترافه ضمن صفقة ادعاء بتهم ضد أمن الدولة.
وكانت المحكمة قد أدانت مرعي بتهم الاتصال مع عميل أجنبي – ناشط في حركة حماس، منح خدمات لمنظمة ممنوعة (حركة حماس وحركة "الكتلة الاسلامية" – تنظيم الطلاب التابع لحماس)، بالاضافة الى إدانته بتشغيل ونقل مواطن أجنبي بشكل غير قانوني وهو ناشط في حركة حماس. وبناء على ذلك حكم القضاة على مرعي بالسجن الفعلي لستة أعوام، والسجن مع وقف التنفيذ لسنتين وتسع أشهر على ألا يكرر التهم التي أدين بحسبها.
ويتضح من لائحة الاتهام أنه "خلال العام 2008 عندما كان يدرس المتهم الشريعة في الخليل التقى بشخص يدعى ابراهيم كسّاب وهو ناشط عسكري في حماس والذي تعرفه اسرائيل كتنظيم ارهابي. وشارك الاثنان في نشاط للـ"كتلة الاسلامية" المعرّف كتنظيم ممنوع. وقد شمل نشاط المتهم في هذا التنظيم توزيع الطعام، مساعدة في المظاهرات وبأمور متعلقة بذلك، وحتى بالمساعدة في التحضيرات للانتخابات وبزيارة أسرى محررين منضمون لحركة حماس. في شهر حزيران 2010 وصل كساب الى منزل المتهم في الفريديس وأطلعه أنه ناشط في كتائب عز الدين القسّام وطلب منه أن يتجند لخدمة التنظيم ونشاطه. في تلك الليلة ورغم أن المتهم كان على علم بأن كساب هو مواطن أجنبي ممنوع من دخول اسرائيل، أسكنه في بيته في تلك الليلة".
كما يتضح أنه بعض بضعة أسابيع التقى كساب بالمتهم في أم الفحم، بمبادرة من كسّاب، حيث طلب الأخير من المتهم أن يساعد حركة حماس ويباشر بإقامة خلية عسكرية من عرب الداخل بهدف تنفيذ عمليات تفجيرية داخل الدولة ومساعدة ناشطي التنظيم في الخليل ونابلس بتنفيذ عملياتهم.
وبحسب لائحة الاتهام التقى المتهم بشخص من دير حنا بناء على طلب كسّاب، وطلب منه أن ينضم للخلية العسكرية التي يقيمها بناء على طلب حماس. الاخير رفض الطلب فأعلم المتهم كسّاب بالأمر.
وأكد القضاة أن "أي مساعدة من قبل مواطني دولة اسرائيل للمس في داخل اسرائيل، بما في ذلك مساعدة تسمح بدخول والحصول على معلومات لمخربين، ان كان عبر إسكانهم أو منح خدمات للحركات والتنظيمات التي يعملون ضمنها، وإن كان عبر الاتصال بعملائهم، يشكل احتمالا فعليا وحقيقيا للمس في مواطنين أبرياء".
وأكد القضاة أن المتهم لم يكتف بسماع نصائح كسبا وانما عمل بشكل فعّال في محاولة لتجنيد أحد معارفه، مواطن اسرائيلي أيضا، لخدمة حماس، وبشكل خاص ليشكّل حلقة الوصل بينه وبين كسّاب، بعد أن مُنع المتهم من الدخول لمناطق السلطة الفلسطينية من قبل قوات الأمن.
وأخذ القضاة بعين الاعتبار ظروف حياة المتهم، سنّه الصغير، واعترافه بالتهم الموجه اليه من البداية وتعبيره عن ندمه الشديد على فعلته.
من جهته قال مصطفى مرعي شقيق اسلام: "لائحة الاتهام مضخمة جدا بشكل زائد على اللزوم، وللأسف الشديد جاء القرار صعبا جدا وأكبر من حجمه. قضايا كثيرة كانت أكبر من قضية اسلام ولم تحظ بقرار كهذا، قد يكون اسلام أخطأ في مكان ما، زلّ قليلا، ولكن منذ بداية الطريقة تنبه أنه بدأ يسلك طريقا غير صحيحة فتوقف مباشرة. وأنا كشقيق اسلام، منذ حوالي عشر سنين أخذت ايضا دور الشقيق، الصديق وحتى الوالد بالنسبة لاسلام، بعد أن هجرنا والدي. أنا أرسلت اسلام الى الخليل وأنا التقيت بهذا الشاب الذي يتحدثون عنه. وأعرف بالضبط ما حدث".
وأضاف في رد على سؤال: "أنا أيضا لاحقوني، وقد دفعت الثمن غاليا، اعتقلت طوال 16 يوما في الزنازين وفي تحقيقات الشاباك، ومورس معي ضغط كبير جدا جدا، لا يستطيع أي كان أن يتحمله، وكما تعرف فعند الشاباك اذا انكسرت أمام ضغطهم تذهب الى القاضي. أنا واثق أن اسلام تعرض لتحقيق صعب جدا جدا، من حيث الضغوط والتهديد، والمس بالعرض والشرف، وتهديدات ان يحضروا والدته أو زوجته الى الزنزانة. لم يتركوا أي أسلوب حقير لا يمت للانسانية بصلة الا ومارسوه معه. لأكون موضوعيا، يحق لكل دولة أن تحافظ على أمنها، ولكن اذا كنت ترغب بالتحقيق مع انسان على الأقل حافظ على كرامته خلال التحقيق معه"…
وأردف قائلا: "يدعون أن هذا الشخص، اسمه ابراهيم كساب، ينتمي الى كتائب عز الدين القسّام. وأنا أوجه سؤالا استنكاريا، كيف يمكن لشخص كهذا أن ينجح في الدخول الى اسرائيل من الضفة الغربية مرتين وليس مرة واحدة فقط!؟! مرة وصل بيتنا بصورة فجائية ومرة أخرى التقى بإسلام في أم الفحم. فكيف يعقل أن شخص بهذه الخطورة التي يدعونها نجح في الدخول دولة اسرائيل.. لماذا اذا ليس معتقلا حتى الآن"؟